صفحة الكاتب : محمد حسب العكيلي

سياسة ضياع الشباب
محمد حسب العكيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 " كثيرون حول السلطة وقليلون حول الوطن"

غاندي

بدأت المجاميع السياسية بأعداد تجهيزاتها من كذب ونفاق ودجل واستخدام للدين والاخلاق للفوز بالعداء الاكبر " الانتخابات القادمة " في ظروف ترسم صورة ركيكة جداً لشريحة الشباب في الانحدار الاخلاقي والثقافي والسياسي, وكل هذا حصيلةً لقذارة الطرق التي يتبعها الساسة "الغير سياسيين" لبلوغ الهدف المرجو وهو "الكرسي".

وهذا الكرسي وباء لا شفاء منهُ, برأيي. فأغلب من رأيتهم جلسوا عليه اصالةً او وكالةً اصيبوا بداء حب السلطة, والنظر بالعين الصغرى لابناء الشعب, خاصةً وان شعباً كشعبنا العراقي العاطفي سهلٌ للغاية في الوقوع بمصيدة المنافقين. قبل يومين شاهدتُ مقابلة تلفيزونية لاحد المسؤولين في الحكومة العراقية المصنوعة بعد 2003 يتحدث عن (بناء عراق جديد!) بعد الانتخابات القادمة, ويقول مخاطباً الساسة الفاسدين "وهو واحد منهم" : (لابد ان ننظف الساحة السياسية لنبني عراق جديد). من قال بأن شر البليةُ ما يضحك؟! هذا المثل يحضرني كثيراً في مثل هذه المواقف الكوميدية.

الضحكة الاخرى, ان حزباً يتخذ من الدين سقفاً يحتمي به, ويتظاهر قادته بالزهد ويضعون برنامجاً سياسياً جديداً من اهم ما جاء فيه بأنهم يسعون الى بناء عراق جديد خالي من الفساد والمفسدين!

عموماً, ليس هذا ما يهمني, فنفاق الساسة وكذبهم وفسادهم صار كشمس ظهاري شهر اب, فمن من العراقيين لا يعرف ما يعملهُ الساسة من قاذورات فاحت نتانتها؟ ومن لا يعرف كيف وصل الحال بنا في ظل مهاتراتهم الحزبية والطائفية التي جعلت من الشعب الواحد شعباً مقسماً الى طوائف وعشائر متفرقة بل تكاد تصل التى تفسخ العائلة الواحدة؟! فما يهمني فعلاً هو ضياع الشريحة الاهم في المجتمع وهي شريحة الشباب, فالاحزاب الساسية العراقية تستخدم الشباب لهدم طاقاتهم ولبناء صرحاً وهالة كبيرة في العدد والشكل للظهور بصورة الحزب الاقوى او الاكبر او الاكثر نفوذاً وتأثيراً. فالدعاية الانتخابة بحاجة لطاقات شبابية لتحريك مواقع التواصل الاجتماعية وللتواصل مع اكبر واكثر فئة مؤثرة في المجتمع, والطاقات الشبابية سهلة الاصطياد جداً في ظروف الفقر والبطالة المصطنعة.

فالبطالة هي التي صنعت من الشباب الشكل الكروي الذي يتدحرج اينما ارادت الاحزاب والساسة, واظن ((وان بعض الظن اثم)) ان الساسة هم من يصنعون البطالة عمداً لسهولة بيع وعودهم الكاذبة على الشريحة الاهم في المجتمع.

ما وصلنا اليه ايها السادة هو ضياع الشباب بشكلٍ اشبه بالتام, وعلاج هذه الوباء ليس سهلاً, وغض الطرف عنه يعني ضياع نفسك او عائلتك او هلاك اقرب الناس اليك, وشخصياً انا قلق على اقرب الاصدقاء وافراد العائلة من هذا الوباء الذي اخذ يسيطر على الشعب عامةً والشباب خاصةً.

محمد حسب


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسب العكيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/21



كتابة تعليق لموضوع : سياسة ضياع الشباب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net