صفحة الكاتب : محمد حسب العكيلي

الاعلام يتحمل المسؤولية
محمد حسب العكيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الواجب الوطني يحتم علينا البكاء لنقص الروح الوطنية العربية ليس الا...

بيتأريخ المدن الانكليزية ذهبتُ الى عيادة الطبيب الهندي الهارب من وطنه الى المدن الانكليزية التي يظنها رحيمة, فسألتُ السكرتيرة فيما اذا استطيع ان اقابل الطبيب, فأجابت بالقبول وسألتني عن جنسيتي, فأخرجت جوازي العربي مفتخراً, معتبراً بشعارات اساتذة المدارس الابتدائية التي اعتدنا سماعها ايام رفعة العلم واحياناً اثناء الدرس.

سألتني السكرتيرة الانكليزية عن اسم الوطن الذي انتمي اليه, فهي لم تسمع عن شيءٍ اسمه العراق. او لربما سمعت بحوادث المفخخات والعبوات والانفجارات التي تحدث ليلاً نهاراً, او قد سمعت عن السجون العراقية التي كان صدام يصممها لابناء شعبه, ويخيطها عراقيون على قياسات وطنية الشعب الجائع. لكن كل هذا لا يعني الاخرون, فأغلبهم يعتبرون الاخبار او القصص السيئة مضيعة وقت ونكد يفسد عليهم صفوتهم, واظن انهم على حق.

فأجبت بخجلٍ هزني الى ما دون قدمي وكدت اشعر بأن الارض تدور بي قائلاً : عراقي..

واخيراً تذكرت الجميلة اسم هذا الوطن الذي يشيء برائحة الدخان حيث نفخت وكأنها ترى قنبلة مؤقتة امامها معلقة : (وهل انتم بخير في بلدكم؟!).

لم اتذكر الرد الذي صدر مني, لكن اتذكر وبتفاصيل دقيقة الهزات والخيبات التي اصابت الروح الوطنية التي حملوها الينا اساتذتنا في الابتدائية, لا اعرف هل العيب في الاساتذة ام في الغرباء ام لربما فينا نحن التلامذة.

الشيء الوحيد المضحك الذي رسم الابتسامة عليَ طوال يومي هو ما تذكرته الانكليزية, فهي تذكرت الصور المفخخة والفيديوهات الناسفة ونسيت المتاحف المليئة بصور تأريخنا التي تكون قد زارتها او ستزورها في لندن او باريس او ما أُنشئ اخيراً في ابوظبي. فالانكليز يشغفون بزيارة المتاحف دوماً للاطلاع على ثقافات الشعوب المترملة او للأستئناس بلوحات تأريخهم المزخرف بافراح الانتصارات فقط.

فالمتاحف جزء من الاعلام, هكذا اتذكر استاذ الدعاية درسنا عندما كنت طالباً في جامعة ديكارت- السوربون, ودرسنا ايضاً بأن الاعلام والصحافة هما السلاحان اللذان يستمران بالرمي  في غضون الحرب والسلم, فالبنادق الصحفية تستمر بالرمي حتى في اوقات السلم المعلن. بالضبط كما يعمل الاعلام الاسرائيلي والمدعوم منه.

الرسالة التي ارمي ايصالها اليكم ايها الاحبة, هي ان اعلامنا العربي بشكلٍ عام والعراقي بشكلٍ خاص متهمين بسوء اطلاق رصاصات تأريخنا المجيد, او انهما يرميان برصاصٍ فاسدٍ.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسب العكيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/11



كتابة تعليق لموضوع : الاعلام يتحمل المسؤولية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net