صفحة الكاتب : د . عادل عبد المهدي

"القدس" عاصمة ابدية لاسرائيل!! "داعش" جديد
د . عادل عبد المهدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
سقطت "داعش" ودولتها وخلافتها، وتلقى الارهاب ومن دعمه وعمل على تأسيسه ضربة قصمت ظهره، وانتصر شعبنا وبقية الشعوب.. وستسقط مطامح جعل القدس الشريف العاصمة الابدية لاسرائيل، وستسقط معها دولتها وصهيونيتها، وستنتصر فلسطين، وعاصمتها القدس، وتنتصر معها شعوبنا من مسلمين ومسيحيين ويهود وكل الديانات والمعتقدات التي تسعى للتعايش بعيداً عن البغضاء والصراع، وستبقى القدس مدينة مفتوحة لجميع المؤمنين.
نعلم اننا فقدنا الكثير في فلسطين، واننا هزمنا في جبهات عديدة وفي حروب كثيرة.. وان السرطان الصهيوني/الاستيطاني يستشري في ارضنا وبين نظمنا، وانه يحقق في كل يوم عدواناً جديداً.. وان قوته ليس بأسه، بل ضعفنا وتمزقنا وانحراف الكثير من منهاهجنا.
لكننا نعلم ايضاً ان فلسطين هي اخر ارض مستعمرة، وان الاستعمار كنظام عالمي قد تمت تصفيته في العالم كله عدا فلسطين، ونعلم جيداً ان هذا النظام سينهار، مهما عمل الصهاينة والمستعمرون والمستوطنون.. ونعلم ايضاً ان الضعف في صفوفنا هو ليس ان البعض يريد ان يفاوض، وان اخرين يريدون ان ينتفضوا ويقاتلوا.. بل هو بالضبط ان من يفاوض يجب ان لا يقبل نزع السلاح من يده بينما عدوه مدجج بالسلاح، وان من يقاتل عليه ان يرى اهمية طرح الحلول التي توحد الصفوف وتفكك جبهة الاعداء وتكسبنا المزيد من الاصدقاء فلسطينياً وفي المنطقة والعالم.
منذ قرن والشعب الفلسطيني يقدم التضحيات ويتعرض لمآسي مهولة. لم يقف معه كثيرون.. وفي احيان كثيرة كان يقف بمفرده، بل تعرض في كثير من الاحيان لخيانات ومؤامرات. جرب كل الطرق.. رفع السلاح، وخطف الطائرات، وانتفض بالحجارة وصافح وتفاوض. فشل في كثير منها، لكنه نجح في انه لم يستسلم، وبقيت جمرته متقدة وقضيته حية.. بل حقق تعاطفاً عظيماً، رغم كل اوضاعه الصعبة والمعقدة. وكما في جميع معارك التاريخ تحصل منعطفات، يساهم الظالمون بانتصار المظلومين، ويفتحون على انفسهم ابواب الهزيمة. فنزقهم وتعنتهم يدفعهم للطمع اكثر فاكثر، وللمبالغة بضعف عدوهم، وتصورهم انهم هزموه نهائياً، وما عليهم سوى جمع الغنائم.. وبهذا يساعدون على انتصار المظلوم واعلاء كلمة الحق، وتبديد الاوهام، وتوحيد الصفوف واعادة حشد القوى. فبيان الخارجية الامريكية يغالط عندما يقول ان الخطوة لا اثر لها فهي امر واقع، وكأنه يقول يجب ان يتوقف العدل ان يأخذ مجراه ولا يلاحق القاتل لان المجني عليه قد مات، او تتوقف الشعوب عن المطالبة بحقوقها لان يد القهر والعدوان فرضت امراً واقعاً. هذه كلها اوهام غرور.. فالعدو معلم سلبي جيد كما يقولون. وها هو "ترامب" يفتح امامنا من جديد اعظم فرصة لاعادة تنظيم صفوفنا وتوحيد كلمتنا، ومسك اسلحة القوة بايدينا.
فالسلاح قوة.. والانتفاضة قوة.. وحشد القوى الوطنية والاسلامية والمسيحية واليهودية والانسانية، فلسطينياً واقليمياً وعالمياً قوة. فكما اسقط "ترامب" خيار اوسلو، وخيار السفارات الاسرائيلية في البلدان العربية والاسلامية، وتطبيع العلاقات مع عدو مستعمر يستوطن الارض ويطرد شعبها ويسلبهم حقوقهم، فانه اسقط ايضاً كثير من الاوهام والخيارات الخاطئة والمناهج المغلوطة. فلقد انتصرنا على "داعش" عندما صممنا انه لا قتال ولا صراع فوق قتال وصراع "داعش". وفي قضية كقضة القدس، وهي اكبر وأهم واصعب الف مرة، يجب ان لا يتقدم اي صراع واي قتال على مصارعة ومقاتلة العدو الاسرائيلي، وان نوفر لهذه المعركة كل مصادر القوة السياسية والعسكرية والدبلوماسية والمادية والمعنوية والاعلامية والشعبية فلسطينياً واقليمياً وعالمياً. وهذه فرصة عظيمة لكي تتعزز الوحدة الفلسطينية بكل معانيها ومتطلباتها، وان يختار اخواننا على ارض الرباط، في هذا الظرف بالذات مناهجهم للمقاومة وايقاف المشروع الصهيوني.. كما ان هذه فرصة لنقف جميعاً صفاً واحداً، ونوفر كل وسائل القوة والانتصار. فكما وحدنا "داعش" ببطشه وغروره وعدوانه، ستوحدنا القدس، مع كل الشعوب والبلدان، وخصوصاً شعوب وبلدان المنطقة بدون استثناء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عادل عبد المهدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/09



كتابة تعليق لموضوع : "القدس" عاصمة ابدية لاسرائيل!! "داعش" جديد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net