صفحة الكاتب : حسن حامد سرداح

عروس عروبتكم... اغتصبها ترامب
حسن حامد سرداح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 شاء القدر في إحدى الليالي أنْ أجد فرصة لمطالعة بعض الكتب والصحف القديمة التي ورثتها عن عائلتي، كونها الشيء الوحيد الذي مازلت احتفظ به، بعد رحلة سنوات العنف الطائفي التي فقدت خلالها الكثير، فعثرت فيها على بعض المقالات والتقارير والأخبار التي تتحدث عن شجاعة العراقيين ومواقفهم البطولية في الدفاع عن فلسطين خلال حروب 48 و67 و73 فوجدت فيها مايسر ويشرح الصدر، ابتهاجاً وفخراً بما فعلهُ أجدادنا وآباؤنا الذين أذاقوا الصهاينة كأس الهزيمة والعار على الرغم من عدم قطف ثمار تلك الحروب بسبب مواقف العديد من الدول العربية المتخاذلة والتي ساهمت بشكل مباشر بضياع القدس واستمرار نفوذ المحتل عليها، ولَم أجد في تلك الصحف التي كانت أغلبها عربية وليست محلية، ما يذكر أَيّ دور لدول الخليج في دعم الدفاع عن الأرض المغتصبة أو مساندة تفتخر بها أجيالهم مستقبلاً، على العكس، وجدت فيها انَّ العرب لا يجتمعون إلا على الغدر والخيانة والتعاون مع الأجنبي ضدَّ أشقائهم.

ما دفعني لاستذكار ما قرأته هو إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب "القدس عاصمة لإسرائيل"  في خطوة لم يفعلها قبله أيّ رئيس أميركي أو حتّى بريطانيا التي كانت تدير الشرق الأوسط عند قيام اسرائيل، لكن هذا (الترامب) أدرك أنَّ الوقت مناسبٌ جداً كوّن العرب غارقين بمشاكلهم الداخلية وصراعهم الطائفي وكراسي الحكم التي أصبح ثمنها شعوب تقصف بطائرات ومدافع أشقائها بحجة العروبة ومنع التوسّع الفارسي، فالرئيس المهووس بحبِّ المال والتجارة، يعلم أنَّ من يرقص له بالسيف لن يرفعه في وجهه، ومن يجتمع لتشكيل تحالف يسمّيه (إسلامي) لقتل أطفال وشيوخ اليمن بطائراته لن يحرك ساكناً حتى إذا ابتلعت اسرائيل جميع الأراضي الفلسطينية وهدمت مساجدها وكنائسها، لكنه سيغضب وتثور حميته إذا نادت جوامع بغداد ودمشق وصنعاء باسم (علي) وبكت لمقتل (الحسين) وأهل بيته، وسيقول حينها العروبة في خطر وعلينا مواجهة المدَّ الشيعي، أمّا المدّ الإسرائيلي والقدس "فللبيت ربٌ يحميه".

نعم يا سادة نحن العرب هكذا نقتل بعضنَا باسم العروبة والدين ونتّهم الغرب بتفريقنا، نتحدث عن الحضارة والتراث ونبيع آثارنا لمتاحف لندن وباريس، نتباكى على أرضنا وحكّامنا يبيعونها مقابل كراسيهم وتعهّدات أميركية بحمايتهم، ندعو في مساجدنا لهزيمة إسرائيل ونفرح إذا هاجمت لبنان أو سوريا. سيد ترامب نحن نيّامٌ واقفلنا الأبواب، فافعل ما يحلو لك ولا توقظ حكّامنا، فالليل طويلٌ والقدس امرأة جميلة وأبوها وإخوتها ماتوا منذ مئات السنين، لا تقلق التحالف (العربي الإسلامي) يخطط للثأر من قتلة دكتاتور اليمن علي عبد الله صالح، ولن يرسل طائرة تعكّر مزاجكم، أما فضائياتنا العربية، فمذيعاتها ارتدين السواد حزناً ليس على القدس، وإنّما لعيون صالح. سيد ترامب نحن نعتذر، فلتذهب فلسطين وليحيّا حكّام العرب وتحالفهم..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن حامد سرداح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/09



كتابة تعليق لموضوع : عروس عروبتكم... اغتصبها ترامب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net