صفحة الكاتب : نزار حيدر

حِوارٌ شامِلٌ عَن آفاقِ العَلاقةِ بَينَ بَغداد وَالرِّياض [٢]
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   السُّؤَال الثَّاني؛ لقد كانت للتحوُّلات السياسيَّة في العراق منذ التَّغيير عام ٢٠٠٣ وصعود دور الأَغلبيَّة [الشِّيعة] في السُّلطة دَوراً في الإِثارات الطائفيَّة التي تقودَها الرِّياض في المَنطقة!.
   هل برأيكَ أَنَّنا أَمام مشهد إِعلامي طائفي مُستمِر بعد هذا التَّقارب المُتسارع بين بغداد والرِّياض؟!.
   أَلجواب؛ إِذا عُدنا إِلى الأَيَّام الأُولى للتَّغيير الذي شهِدهُ العراق (٢٠٠٣) فسنلحظ أَنَّ كلَّ الإِعلام الذي يدورُ في فلكِ نظام [آل سَعود]، وفي أَيِّ مكانٍ كانَ!لم يألُ جُهداً ولَم يوفِّر شيئاً للطَّعن بالنِّظام السِّياسي الجديد الذي بَدأَ يتشكَّل ويتأَسَّس آنئِذٍ!.
   كما أَنَّ هذا الإِعلام أَخذ على عاتقهِ عمليَّة صِناعة الرمزيَّة [الدينيَّة] من الإرهابيِّين الذين كانُوا يفجِّرون السيَّارات المُفخَّخة والأَحزِمة النَّاسِفة وسط جمُوع المواطنين الأَبرياء في الأَماكِن المُكتظَّة بالنَّاس! فيصوِّرهُم على أَنَّهم أَبطال ونماذج تُحتذى في القرن الواحد والعشرين! وهو أَمرٌ خطيرٌ ظلَّ يحَرِّض على الإِرهاب.
   وكانت مهمَّتهُ تتلخَّص بنشرِ فتاوى التَّكفير والكراهيَّة والطائفيَّة لتحريضِ الشَّباب المُغرَّر بهِم للهجرةِ إِلى العراق والقيامِ بالأَعمالِ الإرهابيَّة الوحشيَّة!.
   لقد سخَّرت الرِّياض كلَّ طائفيَّتها لمواجهةِ إِرادة العراقيِّين!.
   في مقابل ذَلِكَ، حاولَ العراقيُّون تهدِئة مخاوف الرِّياض بكلِّ الطُّرق والأَساليب! إِلَّا أَنَّهم فشلُوا فشلاً ذريعاً عندما ظلَّت الرِّياض تتعامل مَعَ العراق الجديد بطائفيَّةٍ مقيتةٍ وعميقةٍ! وهي النَّظرة التي ظهرت عندهُم منذُ أَيَّام المُعارضة والنِّضال ضدَّ نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين، فكلَّما كانَ يزورَها وفدٌ من حركةِ المُعارضة العراقيَّة كانَ المسؤُولون فيها يُسمِعونهُم كلاماً طائفيّاً مفادهُ أَنَّ الرِّياض ترفض أَن ترى السُّلطة في بغداد وقد وقعَت في أَحضان الشِّيعة! ولهذا السَّبب فلقد بذلت الرِّياض كلَّ ما بوسعِها من أَجل الحيلُولة دُونَ سُقوط النِّظام في بغداد وإِنَّما كانت تحثَّ وتُشجِّع دوائر الاستخبارات في واشنطن وغيرِ واشنطن على إِجراء [إِنقلاب القصر] وإِستبدال الطَّاغية بآخرَ من داخلِ المنظومةِ الحاكِمةِ لتتمَّ عمليَّة التَّغيير تحت السَّيطرة! وبالتَّالي إِغلاق الأَبواب بوجهِ أَيَّة محاولة للتَّأسيسِ للدِّيمقراطيَّة التي تعني حصراً حُكم الأَغلبيَّة [الشِّيعة]!.
   وبعد التَّغيير بالطَّريقة المعرُوفة، ظلَّت الرِّياض تُحرِّض واشنطن وحليفاتها ضدَّ شيعة العراق والتي يسرُد قُصصها بالتَّفصيل السَّفير بول بريمر في كتابهِ [عامٌ قضيتهُ في العِراق]!.
   وإِلى الآن فانَّ إِعلام الرِّياض يتعامل بنفَسٍ طائفيٍّ مع الأَخبار التي تخصُّ العِراق! فالمُصطلحاتُ التي يستخدمَها واضحةٌ للعَيانِ لا تحتاجُ إِلى كثيرِ عَناءٍ ليتمَّ تفسيرها [طائفيّاً]! على الرَّغمِ من أَنَّها تقولُ بأَنَّها تسعى لقلبِ صفحةِ الماضي والشُّروع بمرحلةٍ جديدةٍ من العِلاقاتِ بَين البلدَينِ!.
   ومعَ كلَّ هذا فأَنا أَعتقدُ بأَنَّنا سنشهد تغييراً ولو طفيفاً في الخِطاب الاعلامي المُرتبط بالرِّياض لأَنَّ الأَخيرة ولأَسباب مُختلفةٍ بحاجةٍ إِلى بغداد في هذه المرحلة الزَّمنيَّة ولذلكَ ستُخفِّف برأيي من مخاوِف العراقيِّين إِعلاميّاً على الأَقلِّ!.
   
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/07



كتابة تعليق لموضوع : حِوارٌ شامِلٌ عَن آفاقِ العَلاقةِ بَينَ بَغداد وَالرِّياض [٢]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net