صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

الانتخابات القادمة والطبل الاجوف
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العراق يستحق الحياة والعيش الرغيد وهذا لايتحقق بالشعارات الرنانة انما بالعمل..لا بالطبول الجوفاء التي لا تؤخذ منها سوى الاصوات الخاوية التي ترجف القلب ونواديا وملاهيا ورئيسها ،ملأَ القصورَ غوانيا ،ان التغيير امر مهم ولكن ليس على حساب الصالح انما الطالح من السياسيين وعلى المواطن عدم التأثر بالوعود الغير حقيقية وليبحث عن المرشح الحريص لبناء العراق ووحدة ارضه وشعبه والدعوة الى جلب الوجوه الجديدة القادرة لعبور المرحلة الحالية وتصحيح المسارات الخاطئة نحو الاحسن والتي يتوسم فيها الخيرلقيادة البلد ،والابتعاد عن الرؤية الضبابية للامور و الاستفادة منها لمصالح سياسية ضيقة دون ان تتوفر قراءة واعية للمخاطر الكبيرة لنتائجها على مستقبل البلد والشعب وذلك الاسلوب الطاغي في التعامل السياسي بين الكتل المتصارعة جراء تراكمات كبيرة من المشاكل على جميع المستويات وازدياد ضغوطها مما يسبب من تذمر شعبي وخلخلة الثقة بالطبقة السياسية المتصدية للعملية السياسية وذلك يستوجب وقفة تساؤل حول السبل المتاحة للخروج من اتونها والعمل على انفراجها واستيعاب ما تمخضت من مؤشرات خطيرة عن طبيعة عمق الاختلاف في التوجهات والاهداف بين الكتل السياسية وتفويت الفرصة على الاعداء من استغلالها وتنفيذ مخططاتهم واجنداتهم المشبوهة .

ان الانتخابات القادمة ستكون المفصل والقاعدة الارتكازية التي تُعتمد عليها في عجلة البناء المنشودة ولتصحيح مسار الدولة التي عانت ما عانت من تاخرومن اوجاع والام خلال السنوات الماضية لابناء الوطن وزرعت روح التشاؤم لدى البعض في عدم الرغبة في المشاركة في الانتخابات او الذهاب الى صناديق الاقتراع وهي خطوةغير سليمة وغير ناضجة لان الذهاب للانتخابات ليست رغبة شخصية بل واقع مراد منه الغاية الاولى ولاخيرة منها لتثبيت اركان الدولة المتحضرة ولتغییر الواقع المزري جذرياً وهي مهمة لتقويم مسار العملية السياسية بكل اشكالها والاسترشاد الى الطريق القويم لاصلاح مؤسساته الفعلية الهشة في كل مفاصلها بسبب الفساد المستشري.

علينا ان نرتقي الى مستوى الطموح والثقافة السالمة والتمييز بين الفاسد والصالح والتمحيص بين الاثنين والابتعاد عن التخريب والتسقيط والطائفية والعشائرية من اجل مرشح (الاكفأ والانزه )يؤمن بتطلعاتنا المستقبلية والبعيد عن المحسوبية والمنسوبية خدمةً للوطن والذي يستطيع نقل الواقع الحالي الى حال افضل واحسن ويحمل مشروعاً مناسباً للمرحلة القادمة.

كما على السياسيين توحيد الخطاب السياسي والابتعاد عن الاساليب الرخيصة والكاذبة والعمل ضمن رؤى وطنية لاصلاح المسيرة السياسية وتعزيز ذلك بالحوار الصادق والتنافس الشريف دون المساس بالاخرين والحراك السياسي حق مكفول لكل الاطراف قبل الانتخابات وبعده ولكن على اساس حسن الاختيار والخلق الرفيع والخبرة الشريفة لا الرخيصة والانتخاب بمقومات حب الوطن كما على الجميع احترام راي الاكثرية لانه يقود البلاد الى شاطئ الامان ولعل المرحلة الماضية جعلتنا نفكر بالحل الافضل وهو تشكيل حكومة تتميز بالقوة والارادة الصادقة في البناء بعد فشل حكومة الشراكة والمحاصصة رأس البلاء مبنية على احترام اراء ابناء الشعب العراقي الذي سوف يضحي للمشاركة في الانتخابات بعد تجاوزالاوضاع الامنية الغير المتسقرة والخطيرة والاهم من ذلك كله الابتعاد عن الركض وراء الاهداف الشخصية والحزبية الضيقة وليكن هدف الجميع العراق بوعي حكيم وصائب وان نضع مصالحه وشعبه في اول الاهتمامات ولنعرف من هو المفيد ومن هو الحريص على تحقيق الاهداف الجماهيرية ولاشك ان الانتخابات البرلمانية هي احدى المحطات لترسيخ الديمقراطية التي يمكن البناء عليها في تاسيس المزيد من المعالم السياسية الناجعة والمستمدة من ارادة الشعب والمنطلق الى ترسيخ الاستقرار وتشييد المزيد من المعالم الحضارية ووضع الامكانات لخدمة القضايا الاساسية بما يصون حقوق جميع المكونات بدون استثناء بعيداً عن الاقصاء والتهميش ولتكن الانتخابات ونتائجها محطة من محطات التضامن والحفاظ على وحدة المجتمع والوطن .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/04



كتابة تعليق لموضوع : الانتخابات القادمة والطبل الاجوف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net