صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

الحرب أهون من الاحتراب !
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المجتمعات التي تنهي الحروب سواء بأنتصارها أو العكس، خصوصاً الحروب ذات الامتدادات الداخلية، تتعرض لإرتدادات داخلية، وتشوهات داخل النسيج الاجتماعي، بشكل لا يمكن إغفاله، سواء لدى من خسر احد أفراد عائلته أو تم تهجيره أو المتضررين من هذه الحرب، لا سيما بوجود من يروج للتشدد في الاعلام ويدعوا لمحاسبة طائفة أو قومية أو مكون كامل بجريرة احد أفراده ممن أساءوا، أو تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء !

انتصر العراق في حربه الخارجية ذات الامتدادات الداخلية، الا ان انتصاره لا يقتصر على الجانب العسكري كما أوضحت المرجعية الدينية في خطبها المتكررة، وإنما الانتصار الأكبر مرتبط بأمكانية تحقيق التعايش السلمي وفق مبدأ المواطنة، ليكون الجميع سواسية في الحقوق الواجبات، لا فضل لسني على شيعي أو عربي على كردي في هذا الوطن الا بما يقدمه لوطنه وشعبه، ليكون المعيار هو الخدمة والاحترام وقبول الاخر، التعايش السلمي وتقوية اواصر المحبة والسلام بين أبناء الوطن الواحد هو حجر الزاوية في نهضة الوطن، الحرب الحقيقية والتحدي الخطير الذي واجهنا هو تقبلنا لبعضنا رغم جميع اختلافاتنا وميولنا واعتقاداتنا، ليكون تقبل الاخر هو مدخل التعايش السلمي ومن دونه لا يمكن الحديث عن وطن يجمع شعبه بجميع الوانهم واعتقاداتهم .

خطورة أزمة النازحين لطالما جعل منها تحتل مكانة بارزة ومهمة جداً في خطاب المرجعية الدينية، حتى جعلها ذلك تؤكد على وجوب الإسراع بأعادة النازحين الى مناطقهم، والحفاظ على كرامتهم وتقديم أكبر قدر ممكن من المعونات والمساعدات لهم، لتكون مساعدتهم مدخل الى اعادة اللحمة الوطنية من جهة، وكذلك أشعارهم بأنهم جزء من وطن ومجتمع ولهم حقوقهم، مما سينمي الشعور بالانتماء لهذا الوطن من جهة اخرى، لا سيما لما للنزوح من اثر عميق وبالغ على التنشئة الاجتماعية للأطفال، كي لا نساهم في خلق جيل يملئه الحقد على وطن ومجتمع لم يمد له يد العون في ذروة حاجته للمساعدة، وإشعاره بالانتماء والاخوة والمحبة، ففي حال غياب الأخير سينمو هذا الجيل وهو يحمل في داخله بذرة الانتقام ليكون مدخلاً لأحتراب داخلي في قادم الأيام، مهما كانت الحرب مكلفة بشرياً ومادياً، ولكن الاحتراب الداخلي كان ولا يزال اكثر خطراً منها، كوّن الاولى موجهة صوب الخارج، ولكن الاخيرة جبهتها ووجهتها وامتداداتها داخلية، وبالتالي لن يكون فيها منتصر مهما كان الإنجاز لأحد الأطراف لان الضحية ستكون الوطن !.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/27



كتابة تعليق لموضوع : الحرب أهون من الاحتراب !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net