صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

الإمام الحسن العسكري(ع) مصلحا في زمن الضياع ..
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تسعى بعض الأنظمة التي لاتريد التغيرالأنفتاح والتجديد, وترغب في البقاء على ذلك الماضي من خلال المديح والتخليد له وترفض كل مظاهر التطور والأصلاح, هذه الحكومات تكون عادة بعيدة عن المنهجية العلمية, والتطور ومبادئ حقوق الأنسان وحرية الرأي والرأي الأخر, رغم زعمها أمام المجتمعات المتمدنة بانها ترتدي لباس العصر والتقدم.

أن مثل هكذا حكومات ومجتمعات لا يحصل فيها التقدم والنمو الصحيح, بسبب نموها الوهمي الذي تظهره للعالم وكأنها تسير مع ركب التطور والنهوض ومنافسة الدول الكبرى في شتى المجالات.
السياسات المتبعة في بعض تلك الدول تؤدي الى خلق تيارات منحرفة وشاذة, وتكون ذات معتقدات خرافية بالية وهذا ما هو ملاحظ في بعض دول الجوار العربي, فظهور القاعدة وداعش وغيرها من المسميات ماهي الا نتيجة لتلك السياسات المتبعة من قبل أنظمتها الأستبدادية, رغم مطالبة بعض الاصوات بالأصلاح حتى والو على خجل, ولعدم جدية الأصلاح والتجديد الذي تدعية تلك الدول كمفهوم عصري حقيقي حافظت وكرست أرتباطها بالماضي المتهري وافكاره البالية.

المجتمعات والحكومات الراغبة بالتغير عليها أن تعيد صياغة مناهجها الدراسية بما يحقق لها فهما حديثا لواقع المجتمع, وأن تأخذ في حساباتها كفاءات وثقافة الأنسان ورغبة في التغير, فمن أهم أسباب تخلف المجتمعات هو ضعف المستوى العلمي والمنهاج التربوية والتعليمية لديها كونها لاتلبي طموحات أبنائها في بناء أوطانها وتنشيط المخزون العقلي لديهم.

الإمام العسكري عليه السلام كان رجل التجديد وصاحب الأطروحات العلمية في النصح والأرشاد للباحثين والدارسين ليكونوا أكثر أنفتاحا في ترتيب كتاباتهم ومواضيعهم وطرح افكارهم مع حفاظهم على القيم والثوابت الأسلامية الرصينة, كان الإمام يتابع الدراسة ويراقب البحوث والكتابات التي تصدر من العلماء في ذلك الوقت, وتقديم النصح والرشاد لهم مع أنشغال الحكام العباسيين وأنغماسهم في مشاكلهم السياسية وملذات الحياة.

شهدت فترة حياة الإمام الحسن العسكري عليه السلام, نشاطات فكرية وجرأة كبيرة في طرح الأفكار والبحوث العلمية, بسبب التداخل والأختلاط بين الأقوام المختلفة الداخلة الى الاسلام, وحركة الترجمة التي شهدتها تلك المرحلة, ومن أكبر المشاكل التي طرحت في ذلك العصر مشكلة خلق القران, والتي تسببت في أختلافات كبيرة بين المسلمين ومنها تأثر الفيلسوف (اسحاق الكندي) الذي لولا متابعة الإمام العسكري ورقابة للنشاط الفكري لكان هذا العالم في ضياع ومنزلق كبير.

لقد اضر التعصب والتمسك بقشور الأحاديث كثيرا بالقيم الأنسانية والأجتماعية للمجتمعات الأسلامية في ذلك الوقت, مما جعل الإمام العسكري(عليه السلام) يتبنى منهجا أصلاحيا لبناء المجتمع الاسلامي ويزيد من أواصر التلاحم المجتمعي والبناء الأسري, وكانت لأحاديثه تأثيرا كبيرا في نفوس محبية والتي زادت المجتمعات تمسكا بحب أهل البيت عليهم السلام.

لقد حدد الإمام العسكري (ع) امراض المجتمع من خلال جملة من النصائح والأحاديث, فقد أخبرنا بتلك الافات مثل كثرة الخيانات واذى الجار, وقلة المواسات وكثرة الكذب وتعطيل الفرائض وانتهاك المحرمات, حدد الداء ووضع الدواء, وقدم تحليلة الواضح والصريح للواقع المرير الذي كان يعيشه المسلمين, ودعا الى الصلاح والأصلاح بدل القتال والتنازع, واستمر الإمام العسكري في نشر تلك التعاليم والأخلاق التربوية لعلها تجد من يسمعها ويأخذ بها.

قدم الإمام العسكري أنموذجا أخلاقيا فريدا ومؤثرا ترك بصماته على مر التاريخ, هذه الرسالة الكبيرة التي سار عليها من عدم أثارة مشاعر الأعتقادات المذهبية الأخرى بل كان همه هو لم شمل الأمة وجعل معياره فيها نبل الأخلاق, فقد عامل الناس على أنهم أمة وأحدة لافرق فيها بين عربي وأعجمي, وشخص الأمراض السارية وجعل لها علاجا واضحا ووضع نهجا اصلاحيا يثبت ويدعم وحدة المسلمين هكذا كان نهج إمامنا العسكري عليه السلام مصلحا في زمن الضياع.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/25



كتابة تعليق لموضوع : الإمام الحسن العسكري(ع) مصلحا في زمن الضياع ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net