صفحة الكاتب : واثق الجابري

مَنْ لا يُشارك لا يحق له الإعتراض
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تدور أحاديث داخل الأوساط السياسية والشعبية، عن موعد الإنتخابات وبين المُطالبة بإجرائها بوقتها المحدد او تأجيلها لأسباب معينة، يراها أصحاب الإطروحة الثانية؛ وبين هذا وذاك اختلاف بوجهات النظر عن ما يُطرح اعلامياً، وما خلفه من نوايا غير معلنة لتحقيق مصالح سياسية أكثر مما هي شعبية.
ليس كل من أدعى ضرورة الإلتزام بالمواقيت صادق بطرحه، ولا من طلب التأجيل أسبابه مقنعة، وللتأجيل نوايا بين شخصية وآخرى أبعد.
تتصارع القوى السياسية أحياناً ولا تتنافس، والحال ينعكس على الواقع الشعبي، الذي يتحرك بطبيعة مواقف قوى سياسية يتبعها، وأغلبية الشعب غير راغب لبقاء حكومة بلا غطاء دستوري، وكلهم على إتفاق على أن ثروات العراق بُددت بسبب سيطرة فاسدين او سوء تخطيط، ومع ذلك تتكرر نفس الوجوه بل أن بعضهم يعتقد لا بديل له، ويعتقد خروجه من العمل السياسي يسبب الفوضى والفشل وتزايد الفساد، ومع ذلك يُعاد إنتخابه؟!
أيُّ فساد وفوضى وفشل حكومي أكثر، والعراق يحتل مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية للفساد، ومعظم الشارع ساخط على الطبقة السياسية، وبعض منهم يضع الجميع في قائمته السوداء، ورد فعله إنتقاماً من الواقع عدم المشاركة بالإنتخابات، وهنا تناقض حين تتحمس على قضية وترفض واقعها، ولكنك لا تشارك بتغيرها؟! وأكيد هناك من يشوه ويشوش رؤية الناخب، لتحريك رأيه لرفض المشاركة، وجعل تعامله سلبي تجاه سلبية الأداء السياسي.
إن طلب بعض القوى تأجيل الإنتخابات بسبب عدم إستقرار المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش؛ ليس السبب الأساس لهذا الطلب، بل لأنهم يدركون تهاوي شعبيتهم ودورهم السلبي أبان فترة هيمنة الإرهاب، والساسة يخططون على مكاسب سياسية في حين كانت العوائل بين سطوة داعش او معاناة مخيمات النزوح، وطرف آخر يدعي المُطالبة بالإنتخابات في موعدها المحدد في حين يعمل بالخفاء على الترويج لتأجيلها، او إحباط معنويات الناخب لعدم المشاركة وفي الحالتين؛ خوفاً على خسارة مقاعد تنفيذية وتشريعية وما يَدُر من منافع.
ما يعني المواطن أن يرى الديمقراطية تسير بسلاسة، دون معرقلات لأهداف سياسية، ولكنه مَعْنيّ أيضاً بأن يكون دوره أساس الإنتخابات.
جملة أطراف تُجمع على تأجيل الإنتخابات، وهدفها الاساس تأمين مواقعها السياسية، وإستمرار منهجها الذي أدى بالعراق الى كل هذا التراجع، ولا يُستبعد أن يكون من بينها الساعي لإشاعة الفوضى وإسقاط النظام الديموقراطي، وبقاء سطوة الفاسدين على المؤسسات دون تغيرات أصبحت ملزمة للعملية السياسية، ولكن الدور الأهم للمواطن أن يترجم نقمته من الواقع المتردي، الى تغير جذري في العملية السياسية، وأن لا تؤثر به الأصوات التي تدعوه للعزوف عن الإنتخاب، في حين هي تعمل بالخفاء وتنفق الأموال من أجل تقديم إغراءات ووعود إنتخابية، وأعتقد الوقت صار مناسباً لتغيير معظم الوجوه في العملية السياسية، وأن كانت بعض القوى صادقة فيما تقول وأنها تسعى بالفعل الى تغيير الواقع، فعليها إستبدال معظم شخوصها، والمجيء بشباب أكفاء، وهي أمنية من معظم الشعب العراقي أن يبدأ صفحة جديدة بوجوه جديدة، ولكن من لا يُشارك بالتغيير لا يحق له الإعتراض مستقبلاً.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/21



كتابة تعليق لموضوع : مَنْ لا يُشارك لا يحق له الإعتراض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net