صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

هكذا سيتم تصفية القضية الفلسطينية
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    في البدء لابد من التأكيد على حقيقة مهمة وراسخة تتعلق بوجود ودور السعودية في قضايا المنطقة وفي الصراع مع إيران ولماذا تندفع المملكة بسرعة الصاروخ في علاقتها بإسرائيل. فالمملكة هي جزء من أمة عربية تعيش على الهامش وحكامها لاحول لهم ولاقوة في قبالة الهيمنة الغربية على واقع الصراع السياسي والإقتصادي في الإقليم وفي العالم. ومضي الرياض في عملية تطبيع سريعة مع تل أبيب ورفع سقف التهديدات ضد إيران لايرتبط بنوع العداء الذي تكنه المملكة لطهران وحسب بل بماهو أعمق وأخطر. فهذه المملكة التي نشأت على الرمال ونمت بفعل إكتشاف البترول لاتستطيع الخروج عن دائرة الهيمنة المطلقة لواشنطن وحليفاتها الغربيات وعليها أن تنفذ مايطلب منها فقط ودون نقاش. وأهم نقطتين تعمل عليهما الآن هما التخلص من التهديد الإيراني لمصالحها التي تلتقي بمصالح إسرائيل وأمريكا أولا. وتصفية القضية الفلسطينية ثانيا. فالمملكة اليوم مزكاة من الغرب لتولي قياد العرب مع إنحسار الدور المصري وتفتيت العراق وسوريا وإضعاف دول اخرى في بلاد المغرب العربي والأردن.

    السيناريو الذي تعمل عليه المملكة اليوم هو.. التصعيد ضد إيران وحركات المقاومة الإسلامية بوصفها أذرعا متقدمة لها ومواجهتها في سوريا والعراق ولبنان واليمن وهو ماتسعى له إسرائيل التي تجد إن توافقها مع الرياض يتأتى على أساس واقعي فالمخاوف واحدة وهو مايشير له على الدوام مسؤولون إسرائيليون كان آخرهم غادي أيزنكوت رئيس الإركان في الجيش الذي صرح لموقع إيلاف السعودي بأن الإستخبارات الإسرائيلية مستعدة لتبادل المعلومات مع الإستخبارات السعودية لمواجهة التهديدات الإيرانية واللافت أن مجدي حلبي الصحفي في الموقع أشار الى إن مقابلته لآيزنكوت كانت دافئة وعلى فنجان قهوة بينما كشفت مصادر إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إطلاع مسبق بلقاء رئيس الأركان بالموقع الإسرائيلي. شبكة ان بي سي تصف العلاقات السعودية الإسرائيلية بالسر المعلن.

     يتطلب التعرف على ذلك التقارب فهم طبيعة علاقات الطرفين وحين يكون عداؤهما المشترك لإيران واضحا كما هو اليوم لايعود من محل للإستغراب فالتصريحات المشتركة والحملات الإعلامية المتصاعدة ونوعها وتوقيتها يشي بأن الرياض لم تعد تخجل من إعلان تلك العلاقة ولاتعبأ مطلقا بردود الفعل العربية والإقليمية خاصة وإن الدول العربية أصبح وجودها شكليا وغير ذات قيمة ولاأهمية له في ساحة العلاقات الدولية والواضح أن الرياض تتصرف بوصفها الحاكم المطلق لمنظومة عربية بقي منها الإسم فقط وصار طبيعيا أن تتحول علاقة السعودية مع معظم القادة العرب الى علاقة تابع بمتبوع ولايتم توجيه دعوات للرؤساء العرب عند زيارتهم للرياض بل يتم إستدعاء أي زعيم عربي يدور في فلك المملكة وتملى عليه أوامر لايجوز النقاش فيها كما حصل لرئيس وزراء لبنان سعد الحريري ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وكان الهدف من دفع الحريري الى الإستقالة إشعال جبهة لبنان وسحب حزب الله الى متاهة ومن ثم توريطه في معركة خاسرة بينما كان على عباس أن يتحرك في إطار خطة محكمة لتحويل لاجئي لبنان والأردن الفلسطينيين الى مواطنين في هاتين الدولتين ومنحهم جوازات سفر ليتسنى ترحيلهم الى المنافي وإلغاء فكرة حق العودة التاريخية الى فلسطين المحتلة وواقعا فإن كمين الحريري فشل وإن كمين عباس لم يؤدي الى نتيجة لأن الرجل لم يوافق على محو تاريخه النضالي بالتخلي عن القضية رغم كل التهديدات التي قد تمارسها الرياض ومنها إحراق المخيمات بواسطة محمد دحلان حليف المحور السعودي الإماراتي والمستعد سلفا لشغل منصب عباس وهي ترتيبات تمت خلال أشهر وبرعاية من جيرد كوشنر صهر الرئيس ترامب الذي زار الرياض سرا ويجهز لطبخة تتمثل بتصفية نهائية بدعم من المحور العربي الذي سيعمل وفق سياسة تخادم متبادلة بدأت إنعكاساتها من خلال رفض عباس وقلق في الأردن وإجراءات ضد السلطة الفلسطينية وقطع المساعدات المالية عن منظمة التحرير وتهيئة عوامل القيام بإجراءات سياسية وعسكرية ضد إيران وحزب الله وحماس والمنظمات التي تندرج في إطار مايسمى محور المقاومة.

    التحركات السياسية والعسكرية ضد إيران ستتصاعد وتأخذ منحى خطيرا ربما يؤدي الى حرب تكون ساحاتها ممتدة على مساحة الشرق الأوسط دون إغفال ماقد يواجه محور إسرائيل والسعودية من مصاعب بعد تجارب قاسية في ملفات المنطقة خلال السنوات الخمس المنصرمة.

 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/17



كتابة تعليق لموضوع : هكذا سيتم تصفية القضية الفلسطينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net