صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

معجزات بعد ما بعد الحداثة !
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المعجزات هي إيقاف قانون الطبيعة لصالح قانون الهداية كما يذهب لذلك السيد محمد باقر الصدر، بينما يذهب اخرون الى انها تشمل اغلب ما لا يتوقع حصوله وفق الظروف وزمان ومكان حدوثه، ففي ظل الثقافة والحضارة المادية المتجذرة في عصرنا الحديث، اصبحت المادة هي المسيرة لجميع أوجه حياة الناس حتى المتدينين منهم، لنكون امام مجتمع عالمي لا يقدم الا بحسب مكسب العطاء وما يرجوا من مردود يلي عطائه، فان العطاء من دون مقابل يعتبر تصرف غير عقلاني من وجهة نظر مادية، بينما قد يراه البعض اعجاز، كون أُناس بعد ما بعد الحداثة لم تعرف معنى العطاء بلا مقابل، لان منظومتها الفكرية سلبت منها القدرة على هذا العطاء، لتصبح مقيدة بأغلال مكاسب الحياة، ليكون التخلص منها هو معجزة بعد ما بعد الحداثة !.

السيل البشري الهادر القادم من الداخل، من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، وكذلك من خلف الحدود، تجاوز كل التوقعات التي ذهبت نحو اضمحلال هذا السيل البشري بعد كل التشويش والتشويه والحرب الاعلامية والنفسية، التي تم توجيهها ضده وضد القضية الحسينية بكل تفاصيلها، لنرى هذه الجموع تكتسب الوعي والبصيرة عاماً بعد عام، لتسير الى المنهج والمبدأ والسلوك الحسيني بعدما كانت تكتفي بالسير صوب المرقد الشريف، لتساهم هذه الحرب النفسية بزيادة الوعي بعدما تجاوزت الحدود الاعلامية لتصل حد الإبادة في ابشع هجمة بربرية عرفتها البشرية .

العراقيون جسدوا أسمى انواع البذل والعطاء في سبيل الله، ليكون العطاء اللامتناهي سمة اتصف بها خدام وزوار الامام الحسين، ليجعلنا نؤكد رفضنا للتحليل المادي المحض للأحداث، كون الأحداث التي تجري في مسيرة الآباء لا يمكن لها ان تتم وفق سياقها الموجود الا برعاية الهية، لتزيد من إيماننا بالرعاية الإلهية، التي تجعل من تاريخ وتطور البشرية منذ الخليقة خاضعاً لها عن طريق الأنبياء والصالحين، الذين بعثهم الله ليرسموا طرق الخلاص للبشرية، وما المسيرة الاربعينية بكل تجلياتها الى تجسيد لهذه الحقيقة الواضحة، واما من غض بصره عنها فأن إغماض العيون لا يعني عدم وجود الضوء، لان الخلل في الناظر وليس في المنظور !.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/11



كتابة تعليق لموضوع : معجزات بعد ما بعد الحداثة !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net