صفحة الكاتب : امل الياسري

إقبلوا هذا الكلام ليكون درساً!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ذات مرة قال الشيخ خالد الملا رئيس هيئة علماء العراق: (قُتل الآف الشيعة ودُمرت مساجدهم ومقدساتهم في سامراء، ولم يفتِ مرجعهم بالقتال، وحين دخلت داعش مدينة سُنية أفتى المرجع بالجهاد)، أما أهل التشكيك، والثرثرة، والتثبيط، فكانوا يقولون أن داعش قادمة لإسترجاع الحقوق، والحكم بالسُّنة النبوية، وقالوا أنهم أفضل من الحكومة، والدولة، والجيش، وأن حياة الموصليين ستتحسن، ولكن بعد أيام أصبح مكشوفاً، فهم أناس دخلاء همج رعاع، أرادوا أخذ أراضينا، ويغتصبوا دورنا، ويهتكوا أعراضنا، ويدمروا مقدساتنا.
لنحرص على أن يكون موقفنا موقف عز وفخر، وننسى محطات اليأس، والإخفاق، والتخاذل، فعندما تكون الأمة في مواجهة مصيرها، لا يعود هناك مجال للمجاملات والحسابات الضيقة، وعندما يقف الوطن أمام مفترق خطير، لا يمكن القبول بأنصاف الحلول، فالعراق عظيم لتتحطم على صخور عظمته، كل النرجسيات الشخصية والنزوات الطائفية، ولا يمكننا التضحية بمصير أجيال قادمة، بسبب أخطاء بعض من الجيل الحاضر، فليس المهم أن نعطي الدماء مع أنها غالية جداً علينا، بل المهم أن يستمر المشروع.
يجب أن يفهم العراقيين كيف تحول التحدي الى فرصة للنصر، والإنكسار لإنتصار، والمحنة لمنحة، والهزيمة لعزيمة، والعَبرة لعِبرة، وأن يستوعب الجميع مقدار التضحيات، التي وهبت للدفاع عن الأرض والعرض، وفي مقدمتها صاحب الفتوى العظيمة، السيد الإمام علي السيستاني (دام ظله الوارف)، فلولاه لما كان الصبر ولما تحقق النصر، فكانت فتواه من قلب الحدث، لأن الغزو والإستباحة حدثت في مدن سُنية، ولذلك صدح صوته نصرة لأخوتنا وأنفسنا، فلا عودة لداعش ولا لظروف تصنعهم، وطوبى للفتوى وحشدها.
قد تكون شروط الحياة في الموصل الحدباء، اليوم صعبة في ظاهرها، لكنها في عمقها الوطني والإنساني، سحبت البساط من تحت المتآمرين، الذين طالبوا بحل الحشد ووصفه بالمليشيا، لقد بات موقفه واضحاً فأنتَ عندما تتحدث عن نينوى، فإنكَ تتحدث عن العراق المصغر: (عرباً وكورداً، سنة وشيعة، مسلمين ومسيحين، وصابئة وتركماناً، وأيزيدياً وشبكاً)، وتتكلم عن الموصل، وتلعفر، وسنجار، والبعاج، والحمدانية، والزنجيلي، أيسرها، وأيمنها، ونحدثكم بأننا نتقاتل لأجلكم، وعندما ننتصر فالمشروع الوطني سينتصر، حتى يحيا الباقون بحياة المشروع.
إذا كان فن السياسة معناه خدمة الناس فهذا هو الدين، وتعني يا سياسي:إن معياركَ في العمل السياسي خدمة الناس، وبخلافه أنتَ لستَ سياسياً ولا متديناً، لذا وفي ضوء مرحلة الإنتصارعلى دولة الخرافة، فعلينا الإنفتاح على الآخر الشريك الواقعي في الوطن، فقدرنا العيش معاً لننطلق نحو التعايش على أرض تسعنا جميعاً، وأن ندير تعددنا الجميل وإختلافاتنا الأجمل، بعيداً عن المصالح الضيقة والمتاجرات الرخيصة، والمزايدات البائسة، فلا خير في حسن الجسوم وطولها، مالم تزن تلك الجسوم عقولا!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/05



كتابة تعليق لموضوع : إقبلوا هذا الكلام ليكون درساً!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net