صفحة الكاتب : نزار حيدر

أَلذِّكْرَى [الأَربَعُونَ] لانتِفَاضَةِ [ الأَرْبَعِينَ] [٣]
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   أَبداً! لم يتمكَّن نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين من ان يفُتَّ في عضدِ الشَّعب أَو يفُلَّ أَو يُصادر عزيمتهُ وإِرادتهُ في تحدِّي الظُّلم والجبروت والاستبداد وكل هذه القَسوة والتوحُّش! ففي العام التَّالي مباشرةً تحدَّت ثُلَّة أُخرى من المُؤمنين نفس القرار لتخرجَ بمسيرةِ تحدٍّ جديدةٍ لاحياءِ ذكرى وفاةِ رسول الله (ص) في الثَّامن والعشرين من صفر عام ١٩٧٨ عندما تجمَّعت في الطَّريق بين النَّجف الأَشرف وكربلاء المقدَّسة وتنطلقَ بمسيرةٍ راجِلةٍ إِلى حيثِ مرقد أَمير المؤمنين (ع) كما هي العادةُ كلَّ عامٍ!.
   فبدلاً من أَن يستسلمَ الحسينيُّون لإرهابِ السُّلطة وينهاروا أَمامَ أَحكامِها الجائِرة! إِذا بهم ينظِّمونَ أَنفسهُم في العام التَّالي للخروجِ بمسيرةِ تحدٍّ جديدةٍ إِنطلقت فيها حناجرهُم بشعاراتٍ سفَّهت أَحلام النِّظام وسخِرت من إِجراءاتهِ التعسفيَّة! ولقد كنتُ أَنا شخصيّاً أَقرأ القصائد الثَّوريَّة عِبر مكبِّرات الصَّوت عندما شقَّت مسيرة التَّحدِّي طريقها في وسطِ المدينةِ القديمةِ لتصلَ مرقد الامام أَمير المؤمنين (ع) من خلال السُّوق الكبير وأَمام مرآى ومسمع أَزلام نظام الطَّاغية الذين وقفوا يتفرَّجون علينا وقد أُسقط في أَيديهم! وهم يَرَوْن كلَّ هذا الحماس في نفوسِ المؤمنين الَّذين نظَّموا وقادوا واشتركوا في مسيرةِ التَّحدِّي في العام التَّالي وأَنا أَحدهُم!.
   ومِن بينِ القصائد الثَّوريَّة والحماسيَّة التي صدحت بها حُنجرتي من خلال مكبِّرات الصَّوت لتشقَّ عَنان السَّماء القصيدة الحسينيَّة التَّالية التي كتبها العالِم والخطيب الحُجَّة العلَّامة السيِّد غِياث جواد طُعمة؛
إِنَّما أَيَّامُنا حزنٌ وعيد         
                 ورجالٌ هُم حُسينٌ أَو يزيد
نحنُ قومٌ قد سعَينا للجهاد       
                     وتوكَّلنا على ربِّ العِباد
همُّنا أَن يحكمَ الدِّينُ البِلاد   
                 ليزولَ الظُّلمُ والعدلُ يَسود
وتهيَّأنا لحَبلٍ ورِصاص        
                وصرخنا مالكُم مِنَّا مَناص
ولكُم في هذهِ الدُّنيا قَصاص 
               إِنَّنا نبغي الجَزا يَوْمَ الوعيد
كلَّما زدتُم ضلالاً وعمىً 
                   تلِدُ الآهات جيلاً مُسلِما
كلُّ مَن يُقتَلُ يغدو عَلماً
               نورهُ يقضِمُ قُضبانَ الحَديد
أَظننتُم أَنَّنا دونَ هُدى 
               أَو سنَجفو دينَنا عِند الرَّدى
لِيرى الرَّحمنُ وجهاً أَسودا
                    يَوْمَ تدعو نارهُ هل مَزيد
يزأَرُ المؤمنُ عالي الشِّيَم 
                  أَنا لَنْ أَصبحَ عَبْدَ الصَّنم
فاشربُوا في اللهِ نفسي ودَمي
             غَيْرَ أَنِّي عن طريقي لَنْ أَحيد
كلُّ آهٍ في سُجونِ الظَّالمين
             سيُدوِّي صوتُها حتَّى الجَنين
وستمحُو عن بِلادي الكافرِين
                ليحُلَّ الدِّين والعَهدِ الجَديد
أَحُسينٌ ثِرتَ في يومٍ عصِيب
              خائِفاً مِن عودةِ الدِّينِ غَريب
ثمَّ أَطلقتَ شِعاراً لَنْ يَغيب
                   خالِداً مادامَ للدُّنيا خُلود
إِن يكُن ذا الدِّينُ لَمْ يستقِم
                دونَما حربِيَ أَو سفكِ دمِي
فخُذيني ياسيوفَ الظُّلَمِ 
                    ليفُكَّ الدِّينُ أَغلالَ العَبيد
   هل اكتفى الحسينيُّون بهذهِ المسيرة للتَّعبيرِ عن تحدِّيهم الثَّابت والصَّارخ للنِّظام الدِّيكتاتوري؟!.
   أَبداً، فلقد استمرَّت الانتفاضات [رجب ١٩٧٩، شعبان ١٩٩١، وإِنتفاضة الشَّعب في أَعقاب إِستشهاد الصَّدر الثَّاني عام ١٩٩٩] حتَّى سَقَطَ النِّظام الشُّمولي في عام ٢٠٠٣.
   ٢٨ تشرينِ أَلأَوَّل ٢٠١٧
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/28



كتابة تعليق لموضوع : أَلذِّكْرَى [الأَربَعُونَ] لانتِفَاضَةِ [ الأَرْبَعِينَ] [٣]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net