صفحة الكاتب : علي الحسيني

تحت أقدامها الجنة و فوق رأسه طوبى
علي الحسيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جاءت لتساند وحدته وتشاركه ايامه، تجاذبه اطراف الحديث، تؤنس وحشته، حتى جاءهم ثالث فأخرجهم هابطين من جنتهم " فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا..."

بدأ مشوار الحياة برجل وامرأة، بداية الوجود البشري و لحظة انطﻻق عجلة الإنسانية، يسرعان نحو الكمال والقرب من السماء قاصدين تحقيق الرضا بالعفاف، والأجر بالعمل، هما يدركان انهما معا الآن ولكن ماذا قبل الآن؟ وماذا بعدها؟

قبلها جاء كل منهما مفردا وبعدها سيكون مفردا، هما ﻻ ينسيان ان بعد هذه الحياة جزاء وكل واحد منهما يجزى بمعزل عن الآخر، رغم ذلك بقيا يساند احدهما الآخر ليفوز كﻻهما بما يأتي بعد الآن، حياة مشتركة ﻻبد من انسجام بين الرجل والمرأة لرسم عالم وردي يجمعهما الوئام والود ومنهما يبدأ العالم بكل نقائه وجبروته وبكل صفائه و أعاصيره.

تستيقظ وهي تشعر بان هناك من يناديها بين احشائها تسير نحوه وتخبره فيقرب منها كثيراً لكنه لا يسمع شيئاً، ثم يسمع صوتا غريبا يغازل اسماعه عندما كان عائداً من صيده، فتخبره ان الذي بين احشائها قد حضر وأصبحوا ثﻻثة.

أيضا ثﻻثة هل يخيف هذا الثالث كما فعل ثالثهم الاول؟

تكبر وترتعش اليدين وتسير بخطي بطيئة،

يقترب منها ليخبرها ان الارض تخضر تحت قديمك كلما سارت،

هي كعادتها تبتسم و تشير الى السماء وتخبره بانها تظلل ما فوق هامته.

الطرف الثالث دمر الود وابعدهم عن الخلد ويفعل ذلك باستمرار،

وليدهما ثالث لهم أيضا فماذا يجب ان يكون؟

يجب ان يحفظ احسانه لهما فالجنة تحت أقدام أحدهما، وفوق راس الاخر طوبى الخلد، وبالوالدين إحسانا.

" وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا"

 

6صفر 1439هجري

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/28



كتابة تعليق لموضوع : تحت أقدامها الجنة و فوق رأسه طوبى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net