صفحة الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي

البُعد العقائدي لنهضة الإمام الحسين (عليه السلام)
د . الشيخ عماد الكاظمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام الحسين (عليه السلام): ((إِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِـراً، وَلا بَطِراً، وَلا مُفْسِداً، وَلا ظَالِماً، وَإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإِصْلاحِ في أُمَّةِ جَدِّي، أُرِيدُ أنْ آمُرَ بِالمَعْروفِ وَأَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ، وَأَسِيرَ بِسيرَةِ جَدِّي وَأَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ)). ([1])

تحدثنا في حلقتين سابقتين عن البُعدين السياسي والفقهي لنهضة الإمام الحسين (عليه السلام، وفي هذه الحلقة نحاول أنْ نسلط الضوء بإيجاز عن البُعد العقائدي.

- ثالثًا: البُعد العقائدي.

إنَّ هذا البُعد يمكن قراءته في هذا النص من خلال المقطع الآتي: ((وَأَسِيْرَ بِسِيْرَةِ جَدِّيْ وَأَبِيْ))، فالحسين (عليه السلام) يعلن المنهج الذي يريد أنْ يسير عليه ويحدده وهو منهج محمد وعلي (عليهما السلام) دون سواهما، وعلى هذا يمكن أنْ نضع عدة مؤشرات أو أسئلة حول هذه الكلمة.

1- هل يعتقـد الإمام الحسين (عليه السلام) إنَّ سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلام) وسيرة الوصي (عليه السلام) هي السيرة الحقيقية للإسلام دون سواها ؟

2- هل يُعَدُّ هذا القول هوا إشارة إلى بطلان سيرة ومنهج كُلِّ مَنْ حكم المسلمين بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلام) سواء من الخلفاء أم الأمويين ؟

3- لماذا أشار بلفظ (جدي) و (أبي) دون لفظ النبي (صلى الله عليه وآله وسلام) والوصي أو أمير المؤمنين (عليه السلام) ؟

4- هل هنـاك مشتركات بين هذه السيـرة الثنائية وهي سيرة (محمد وعلي)، أو السيرة الثلاثية (محمد وعلي والحسين) حيث يمكن من خلالها معرفة أسس الدعوة الإسلامية ؟

5- هل هذه الدعوة من الحسين (عليه السلام) يقصد من خلالها إيقاظ الأمة من الانحراف الذي وصل إليه الإسلام عندما تركت ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) وبايعت غيره، وهل هناك علاقة بين دعوته ودعوة أمه سيد نساء العالمين (عليها السلام) من قبل ؟

فهذه مجموعة أسئلة تراود الفكر عند التأمل في هذه الكلمة الخالدة للإمام الحسين (عليه السلام) فبعضها يلتقي مع بعض في جانب، ويختلف في آخر، ولكن إجمالاً يمكن أنْ تُطرح عند القراءة التحليلية لهذا النص، وسوف نحاول بإيجاز بيان ما يتعلق بهذه النقاط الخمسة المتقدمة.

وقبل أنْ نناقش هذه النقاط علينا أنْ لا نغادر أمراً مهماً جداً وهو: إنَّ الحلقة النقاشية تدور الآن حول أشخاص معرفين لدى المسلمين ولا يمكن لأحد أنْ يجهلهم أو يتجاهلهم أو أنْ يُخفي دورهم في التأريخ الإسلامي، وخصوصاً في تلك المدة المعنية وهؤلاء الذين يدور الأمر حولهم:

-النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلام) الذي كان مصدر الأمان للأمة من العذاب والهلاك ونزول البلاء.([2])

-علي بن أبي طالب الذي طالما صرَّحَ النبي (صلى الله عليه وآله وسلام) بفضله وفضائله ومن أشهرها قوله (صلى الله عليه وآله وسلام): أما ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى إلا أنـه لا نبي بعدي، إنه لا ينبغي أنْ أذهب إلا وأنت خليفتي. ([3])

-الحسين الذي قال فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلام): ((حُسَيْنٌ مِنِّى وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاط)) ([4])، بل هو سيد شباب أهل الجنة.

 فهؤلاء الذين يؤكد النص على سيرتهم (خاتم النبيين، وأمير المؤمنين، وسيد شباب أهل الجنة).

 وأما الأشخاص الذين في الخط المقابل لهذا الخط الإلهي فهم:

-الخلفاء الذين حكموا بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرتهم معروفة سواء قبل الإسلام وبزوغ فجر التوحيد، أم عند إسلامهم، أم بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلام)، فكُتب التأريخ والعقائد قد أغنت الموضوع تفصيلاً.

-معاوية بن أبي سفيان بن هند وﭐبنه يزيد. وأما أبناء أبي سفيان فسيرتهم واضحة لا تحتاج إلى أدنى تعريف، فهما أبناء أبي سفيان الذي وقف على قبر الحمزة يرفسه برجله بعد أنْ آل الأمر إلى عثمان ﭐبن عفان ويقول له: ((قُمْ يا أبا عِمارةَ إنَّ الذي تُقَاتِلُنا عليهِ أصبحَ بيدِ صبيانِنا، تلقَّفُوها يا بني أميةَ تَلَقُّفَ الكُرَةِ، فوالذي يحلفُ به أبو سفيان ما من جنةٍ، ولا نارٍ، ولا حسابٍ، ولا عقابٍ)) ([5])  وأما هند فهي التي تخاطب قومها يوم ﭐستسلم أبو سفيان وﭐبنه معاوية بعد فتح مكة فتقول: ((ﭐقتلوا الخبيثَ الدنسَ الذي لا خيرَ فيه، قبحَ من طليعةِ قومٍ، هَلا قاتلتُمْ، ودفعتُمْ عن أنفسِكُم وبلادِكُم)). ([6])

فبعد هذه السطور أظن أنَّ القارئ والباحث قد حصلت له الإجابة على تلك النقاط الخمسة التي تقدمت، بل وعلى كُلِّ إشكال أو سؤال يدور في فكره وذهنه .. وللإجابة على ما تقدم نقول:

-أما النقطة الأولى فالأمر فيها واضح ولا يحتاج إلى أدنى شكٍّ أو تأمُّلٍ، فمَنْ من المسلمين الصادقين يريد الزيغ عن منهج خاتم النبيين وسيد الوصيين اللَّذَيْنِ أمر الله تعالى بطاعتهم وحصر ولاية المؤمنين فيهم، فقال تعالى: }إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ{ ([7]) فالولاية محصورة بين ثلاثة: (الله عز وجل، النبي، ولي الأمر الذي قد أدى زكاته راكعاً) والمفسرون وأصحاب السيرة يؤكدون أنَّ علي بن أبي طالب الذي نزل فيه ذلك ([8])، وعلي (عليه السلام) الذي قال كلمته المشهورة في تحقيق العدالة الاجتماعية في توزيع الأموال عندما بايعه المسلمون بعد مقتل عثمان: ((واللهِ لَوْ وَجَدْتُهُ قَدْ تُزُوِّجَ بِهِ النِّسَاءُ وملكَ به الإماءَ لرددتُهُ، فإنَّ في العدلِ سعةً، ومَنْ ضاقَ عليهِ العدلُ فالجورُ عليهِ أضيقُ)). ([9])

فأيُّ عاقل متحرر يرفض مثل تلك السيرتين الإلهيتين الكاملتين اللتين تريد تحقيق السعادة والعدالة في المجتمع الإنساني ..

-أما النقطة الثانية فالجـواب عن ذلك بالإيجـاب، نعم فإنه (عليه السلام) يريد أنْ يشير إلى بطلان تلك السيرة، بل يعلن ويؤكد أنَّ  المنهج الذي أُسس له يوم السقيفة لا يقوم على أيِّ حق، بل إنه أَسَّس للانشقاق والفرقة بين المسلمين، وقد أكد ذلك من كتبَ في فرق المسلمين، يقول الشهرستاني (ت548ﻫ/1153م) في الملل والنحل: ((وأعظمُ خلافٍ في الأمةِ خلافُ الإمامةِ، إذ ما سُلَّ سيفٌ في الإسلامِ على قاعدةٍ دينيةٍ مثلما سُلَّ على الإمامةِ في كُلِّ زمانٍ)). ([10])

فلا يُعْلَمُ لليومِ على أيِّ أُسس قد تمت مبايعتهم للخلافة، فالخلافة الإلهية تكون بالنص الإلهي والتعيين فقط دون غيره، ولو قلنا كما قال الآخرون أنها بالشورى، فإننا نقفُ حيارى كذلك حيث الاختلاف الكبير في الأمر، فأبو بكر يُبايع بالشورى بين مجموعة من المسلمين في سقيـفة بني ساعـدة، فنقول لو أنَّ أمر الخلافة لا يكون إلا بالشورى ونُسَلِّمُ لهذه الطريقة، ولكن لماذا يصف هذه البيعة عمر بن الخطاب بقوله: ((إنَّ بيعةَ أبي بكرٍ كانتْ فلتةً وَقى ﭐللهُ شَرَّها، فمَنْ عادَ إلى مثلِها فاقتلوهُ)). ([11]) فلماذا توصف هذه البيعة بهذه الأوصاف لو كانت قد تأسَّست على الحق، والعدل، وأمر الله تعالى؟!

وإذا كانت الخلافة بالشورى كما تقدم منهم فكيف تحوَّلَ الأمر إلى التعيين عندما قام أبو بكر وعيَّنَ عمراً حاكماً على المسلمين، فلماذا تحوَّلَ الأمر من الطريقة الأولى (الشورى) إلى الثانية (التعيين) ؟!

فهل يملك أبو بكر ذلك الحق ويعرف المصلحة الإسلامية للأمة، ولا يملك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك الحق، ولا يعرف مصلحة المسلمين لذلك الأمر ؟!

فهذا ﭐضطراب واضح في الأمر يقف الباحث لهذه السيرة متحيراً في كيفية التلاعب بالمنهج إنْ كان منهجاً، وخصوصاً عندما يُستمع إلى المحاورة التي تدور بين أبي بكر وهو في مرض موته وصحابي كبيـر وهو طلحة، قال ابن أبي الحديد المعتزلي: ((دخلَ عليهِ قومٌ من الصحابةِ منهم طلحةٌ فقالَ له: ما أنتَ قائلٌ لربِّكَ غداً وقد وَلَّيْتَ علينا فَظّاً غليظاً تَفْرُقُ منه النفوسُ، وتَنْفَضُّ عنه القلوبُ. فقال أبو بكر: أسندوني وكان مستلقياً فأسندوه فقال لطلحة: أَبِاللهِ تُخَوِّفُني، إذا قالَ لي ذلكَ غداً قلتُ له وَلَّيْتُ عليهِمْ خَيْرَ أهلِكَ)) ([12])، وذكر المعتزلي أيضاً: ((أحضرَ أبو بكرٍ عثمانَ وهو يجودُ بنفسِهِ فأمرَهُ أنْ يكتبَ عهداً، وقالَ ﭐكتبْ: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ هذا ما عهدَ عبدُ اللهِ إلى المسلمين أما بعد، ثم أُغمِي عليهِ، وكتبَ عثمانُ قد ﭐستخلفتُ عليكُمْ عمرَ بْنَ الخطابِ، وأفاقَ أبو بكرٍ فقال: ﭐقرأ. فقرأه فكبَّرَ أبو بكرٍ وسُرَّ، وقالَ أراكَ خفتَ أنْ يختلفَ الناسُ إنْ مِتُّ في غشيتي. قال: نعم. قال: جزاكَ اللهُ خيراً عن الإسلامِ وأهلهِ، ثم أتمَّ العهدَ)). ([13])

إذاً فالأمر تحوَّلَ من الشورى إلى التعيين، ثم بعد ذلك إلى تحديد الرأي في ستة لاختيار الخليفة بعد عمر بن الخطاب، فيكون عثمان ﭐبن عفان فارس الأمر هذه المرة، ثم ليعود شورى بين المسلمين لاختيار علي بن أبي طالب (عليه السلام).

فالحقيقة التي يجب أنْ نعترف بها ونقولها بصراحةٍ وصدقٍ وجرأةٍ:  إنْ كان الأمرُ في الخلافة تعييناً فلماذا الشورى ؟!

وإذا كان شورى فلماذا التعيين ؟!

وإنْ كان كلاهما فلماذا التحديد ؟!

فالحسين (عليه السلام) في هذا النص أراد أنْ يثير أفكار الأمة إلى أُسس الضيـاع والانحـراف للأمة، وكيفية تصحيح ذلك حيث لا يكون إلا بالعودة والرجوع إلى المنهج الإسلامي العظيم القائم بمحمدٍ وعليِّ (عليهما السلام) دون سواه.

إنَّ الحسين (عليه السلام) لم يقصد بهذه الأسماء وهؤلاء الأشخاص الذين حكموا الأمة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقط، بل يقصد كُلَّ من ﭐبتعد عن الخط والمنهج الذي عينه الله تعالى لنبيه الصادق الأمين في الدعوة والرسالة..

-أما النقطة الثالثة فهي إشـارة واضحة منه لقوة العـلاقة بينه (عليه السلام) وبين نبي هذه الأمة (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإنَّ أهل بيت نبيه أولى الناس باتِّباعه والدفاع عن الشريعة المقدسة من جانب، وإنه من أهل البيت (عليهم السلام) الذين طالما ذكرهم القـرآن الكـريم بالثنـاء والمـدح، ومسؤولية الأمة من حيث وجوب مودتهم من جانب ثانٍ ، كما قال تعالى: }قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى{  ([14])، وثالثاً أراد أنْ يبيِّنَ لهم إنهم إنْ أقدموا في الاعتداء عليه فهم بالتالي يعتدون على المشرع لهذه الأمة ..

-وأما النقطة الرابعة فإننا نرى أنَّ هناك ﭐلتقاءً واضحاً بين منهج الإمـام الحسـين (عليه السلام) ومنهـج أميـر المؤمنيـن (عليه السلام)، والالتقاء والاتفاق على أمرٍ واحدٍ مهم جداً وهو عدم الاعتراف والمشروعية لغير منهج النبي والقرآن الكريم، وطـرح كُلِّ منهـجٍ سواهما ممن حكم المسلمين بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فعلي بن أبي طالب قبل سنوات رفض ذلك عندما جُعِلَت الشورى بعد عمر في ستة وعُرَضَت الخلافة عليه بشرط أنْ يحكم بسيرة النبي وسيرة الشيخين، فامتنع أنْ يحكم بغير كتاب الله تعالى وسيرة نبيه؛ إذ إنَّ في سيرتيهما أمور مستحدثة خالفوا فيها نصوص الشريعة المقدسة صراحة في موارد متعددة.  ([15]

ولا يخفى أنَّ علياً لم يقبل ذلك ليس بسبب أمرٍ شخصيٍّ معهما، وإنما لكونه مع الحقِّ والحقُّ معه يدور حيثما دار، فهو يعلم علم اليقين في أيِّ سيرةٍ يكون الحق، وهذا الأمر نفسه قد أكده الحسين (عليه السلام) في هذا المقطع من النص، إذ لم يعترف بأيِّ سيرةٍ غير سيرة النبي والوصي، بل يريد أنْ يُصلح ذلك الانحراف العقائدي الذي حصل للمسلمين على مدى خمسين عاماً تقريباً، والحسين (عليه السلام) في هذا على حق وصواب؛ لأنَّ مبدأه ومعتقداته من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والنبي منها، كما ورد في الحديث الشريف ((حسين مني وأنا من حسين))، وإنَّ مَنْ كانت هذه منزلته ينبغي بل يجب أنْ تكون أقواله وأفعاله كلها مطابقة للواقع من تعاليم الشريعة المقدسة وفيها طاعة الله ورضاه.

-أما النقطة الخامسة والتي أردنا من خلالها أنْ نربط العلاقة بين هذا النص وموقف سيدة نساء العالمين، فهو أيضاً من أهم المواقف التي لها أثر في الانحراف العقائدي للأمة،  فلو تأملنا في نصوص خطبتها التي خاطبت بها نساء المهاجرين والأنصار الصحابة لرأينا وحدة الموقف تجاه القوم، فلنستمع إليها وهي تقول: ((أَما لَعمري لقد لَقُحَتْ فَنَظِرَةٌ ريثما تنتجُ، ثم ﭐحتلبوا مِلأَ القُعْبِ دماً عبيطاً، وذعافاً مبيداً، هنالكَ يخسرُ المبطلون، ويعرفُ التالونَ غِبَّ ما أسَّسَهُ الأولونَ)). ([16]) فقد أكدت (عليها السلام) أنَّ الابتعاد عن وصية النبي تُأسس لموقفٍ خطيرٍ في الأمة الإسلامية وسيؤدي هذا إلى مواقف خطيرة جداً، وقد تحقق ذلك بعد سنوات قليلة، فقد تمكَّن آل أبي سفيان والحكم والعاص من أنْ يتأمَّروا بالمسلمين بعد ﭐستسلامهم، كما كانوا يتأمرون بهم من قبل ﭐستسلامهم ، فكان عاقبة الأمر أنْ يُقتل سيد شباب أهل الجنة، ويُقطع رأسه، وتدوس الخيل صدره، وتُأخذ نساؤه أُسارى إلى بلاد الشؤم، ويُطاف بهم في البلدان، وينادي وليُّ أمرهم:  

               لَعِبَتْ هاشِمُ بِالمُلْكِ فَلا - خَبَرٌ جَاءَ ولا وَحْيٌ نَزَل

فهذا الانحراف العقائدي الذي قد حذرت منه فاطمة الزهراء (عليها السلام) ومن عواقبه هو نفسه الذي يؤكد عليه الإمام الحسين (عليه السلام) في موقفه اليوم، إذ يؤكد على عمق هذا الانحراف، ويجب على الأمة إصلاحه مهما بلغ الأمر.

 

([1])  مقتل الحسين (عليه السلام)، عبد الرزاق المقرم ص139

([2])  إلى هذا المعنى قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال:33]

([3])  المستدرك على الصحيحين، الحاكم النيسابوري  ج3 ص133

([4])  سنن الترمذي  ج5 ص324

([5])  دراسات في الحديث والمحدثين، هاشم معروف الحسني ص100

([6])  أبو الشهداء الحسين بن علي، عباس محمود العقاد  ص24

([7])  سورة المائدة: الآية 55

([8])  ينظر: مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي  ج3 ص362

([9])  نهج البلاغة، جمع الشريف الرضي، شرح محمد عبده ج1 ص42

([10])  ص45

([11])  شرح نهج البلاغة، ﭐبن أبي الحديد المعتزلي   ج1 ص103

([12])  المصدر نفسه ج1 ص104

([13])  ينظر: المصدر نفسه الصفحة نفسها.

 

([14])  سورة الشورى: الآية 23

([15])  للتفصيل ينظر: النص والاجتهاد، عبد الحسين شرف الدين العاملي. فقد ذكر السيد موارد متعددة لاجتهادات الصحابة مقابل النصوص الصريحة التي لا يجوز الاجتهاد فيها حيث ورود النصوص الصريحة فيها. 

([16])  فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المهد إلى اللحد، السيد محمد كاظم القزويني  ص302  // إنَّ ألفاظ هذه الخطبة تدلُّ على خطر الأمر الذي ستقبلُ عليه الأمة بمخالفتها القرآن والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وذكر السيد القزويني في شرح هذه الفقرة قوله: إنَّ الناقة إذا ولدت يُحلب منها اللبن، ولكن الفتنة إذا لقحت وأنتجت يحلب منها الدم لا اللبن، أي تتكون المجازر والمذابح، ثم يتفايض بالدم القدح الكبير حتى يسيل منه، ويحتلب مع الدم السم المر المهلك، ويراد بذلك النتائج السيئة والويلات التي تعمُّ بالمسلمين، وعند ذلك يخسر المبطلون ويعرف الآخرون عاقبة الأعمال التي أسسها الأولون. ص325

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . الشيخ عماد الكاظمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/23



كتابة تعليق لموضوع : البُعد العقائدي لنهضة الإمام الحسين (عليه السلام)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net