صفحة الكاتب : هشام الهبيشان

منذ العقد الأخير من القرن العشرين وحتى اليوم الدنيا تمضي على إيقاع إتحاد الأقوياء وتشرذم الضعفاء
هشام الهبيشان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  في الوقت الذي عادت فيه الدولة المصرية لتعيش مجدّداً في أجواء الإرهاب الدموي،تزامناً مع تأكيد نظرية "الهجوم الارهابي".. في هجوم منطقة الواحات بالجيزة الذي اسفر عن سقوط العشرات من الشهداء والجرحى بين صفوف الشرطة المصرية، يبدو واضحاً أن الدولة المصرية  تتعرض لحملة إرهابية ممنهجة ،لم تتوقف عند حدود عملية الجيزة الإرهابية ولاعند عمليات ممنهجة عدّة ضدّ الجيش المصري في سيناء، وضدّ بعض القضاة والساسة وأجهزة الأمن المصرية في مدنٍ مصرية مختلف

فـ في الوقت الذي تعيش فيه مصر إطاراً من حملة إرهابية داخلية ممنهجة مدعومة باجندة خارجية ،يسعى بعض اعدائها لتحويله لاطاراً فوضوياً ،وهنا في هذه المرحلة يمكن القول إنّ مصر ، قد دخلت في مرحلة أكثر صعوبة من كلّ المراحل السابقة، فالتحديات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية تلقي بظلالها اليوم على مصر اليوم ، وجملة هذه التحديات يسعى بعض اعداء مصر في الداخل والخارج اليوم لاذابتها بمجموعها ومزجها بهذه العمليات الإرهابية ،لإظهار هذه العمليات الإرهابية وكأنها صدى لتلك التحديات ،مع علم اغلب المتابعين للشأن المصري ، ان هذه العمليات الإرهابية لاتعكس بالمطلق صدى تلك التحديات ،بل هي أي هذه العمليات الإرهابية تعكس بالتحديد مشروع اعداء مصر في الداخل والخارج ،والهادف إلى ادخال مصر كل مصر " الجغرافيا والديمغرافيا " في اطار فوضوي شامل يستهدف تفكيك وحدة مصر الجغرافية والديمغرافية .

 

 

 

وعلى غرار ما يجري ويستهدف سورية وليبيا والعراق، انطلقت من جديد حرب استنزاف جديدة، تستهدف مصر الدولة، وبكلّ أركانها، ومع ظهور علامات ومؤشرات واضحة على مشروعٍ واضح، يسعى لإسقاط مصر في جحيم الفوضى، وذلك من خلال إسقاط مفاهيم الفوضى بكلّ تجلياتها المأساوية على الحالة المصرية، كاستنساخٍ عن التجربة العراقية ـ السورية ـ الليبية، لتكون هي النواة الأولى لإسقاط مصر، تحديداً في جحيم هذه الفوضى.

 

 

 

وهنا لنعترف جميعاً، بأنّ استراتيجية الحرب التي تنتهجها بعض القوى الدولية والإقليمية على الدولة المصرية ، ومن خلف الكواليس بدأت تفرض واقعاً جديداً، وإيقاعاً جديداً لطريقة عملها ومخطط سيرها، فما يجري الآن على الأرض المصرية تحديداً ما هو إلا حرب استنزاف لمصر ودور مصر في المنطقة، وقوة مصر ومكانتها العسكرية والإقليمية، وتضارب مصالحها القومية التاريخية، مع قوى تحالف التآمر على 

فـ اليوم هناك حقائق موثقة في هذه المرحلة تحديداً، تقول إنّ الدولة المصرية بكلّ أركانها تعصف بها عاصفةٌ إرهابية هوجاء، وهذه الحقائق نفسها تقول إنّ هنالك اليوم الآف الإرهابيين داخل مصر وخارجها، يقاتلون بشكل كيانات مستقلة «داعش وفرعها أنصار بيت المقدس»، داخل مصر في سيناء وما حولها، وفي بعض الدول العربية وشمال أفريقيا في ليبيا وتشاد وغيرها من الدول، وهؤلاء بمجموعهم هدفهم الأول والأخير هو مصر، وما حوادث سيناء الأخيرة، وقبلها الكثير من الحوادث إلا رسالة أولى من هذه المجاميع المتطرفة المدعومة من اعداء مصر ومن بعض المتأسلمين الى مصر، بأنهم قادرون على إيذاء مصر بكلّ أركانها، وأنّ حرب مصر مع هؤلاء، هي حرب طويلة ولن تقف عند حدود سيناء، ولن تنتهي عند حدود ليبيا وتشاد ،ونفس هذه الحقائق تقول إنّ هنالك اليوم آلاف المسلّحين في مصر وينتمون لجماعات متأسلمة يقاتلون الجيش المصري داخل مصر، فأدوات الحرب المذكورة أعلاه، كادت بفترةٍ ما أن تنجح بأن تسقط الدولة المصرية في أتون الفوضى العارمة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام الهبيشان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/22



كتابة تعليق لموضوع : منذ العقد الأخير من القرن العشرين وحتى اليوم الدنيا تمضي على إيقاع إتحاد الأقوياء وتشرذم الضعفاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net