صفحة الكاتب : صدى النجف

نقد نظرية التطور – الحلقة 7 – مدى امكان نفي التطوّر بالدليل التجريبيِ الاستقرائيّ : آية الله السيد محمد باقر السيستاني
صدى النجف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الجانب الثاني: في مدى إمكان نفي هذه النظريّة من خلال الدليل المباشر التجريبي والاستقرائيّ.

ويلاحَظ أنّ ما نبحث عنه من الدليل النافي لا ينحصر بالمستوى اليقينيّ والقاطع؛ بل يشمل المستوى الأدنى من ذلك بوجود مؤشّرات تجربيّة أو استقرائيّة تُبعد هذه النظريّة بعض الشيء وتقلّل من فرص صحّتها بحسب حساب الاحتمالات في عمليّة استقراء المؤشّرات المثبتة والنافية تجاه حقيقة ما اتُّفق للكائنات الحيّة في الأزمنة السابقة.

هذا، والاستبعاد المتوجّه إلى هذه النظريّة طوراً بالنظر إلى المؤشّرات المعاصرة وأخرى بالنظر إلى المؤشّرات التاريخيّة.

المؤشّرات المعاصرة المبعِّدة للتطوّر

أمّا بالنظر إلى المؤشّرات المعاصرة فيمكن أن يُساق مؤشّران:

عدم العثور على حالات مشهودة من التطوّر

المؤشّر الأوّل: إنّ العلماء لم يعثروا من خلال المساعي الاستقرائيّة على أيّة حالة معاصرة مشهودة لذلك في الطبيعة، كما أنّ المساعي التجربيّة على الكائنات المختلفة مثل ذباب الفاكهة لم تؤدّ إلى الآن حدوث أيّ تطوّرٍ نوعيٍّ كبير، فهذا يؤشّر على عدم حدوث التنوّع الأحيائيّ بتطوّر بعض الكائنات عن بعض.

والحاصل: أنّه لو كان التطوّر النوعيّ أمراً واقعاً لَشهدنا وقوعه في هذه الأزمنة؛ ولكنّنا لا نجد شيئاً من ذلك. وقد يُطرح الجواب عن هذا المؤشّر بأجوبة ثلاثة:

  1. إنّ التطوّر النوعيّ إنّما يتحقّق في ضمن ملايين السنين، ومن الطبيعيّ أن لا يستطيع الإنسان أن يشهده في ضمن جيل ولا العلماء في ضمن عدّة أجيال، وما ليس من شأنه أن يُرصد بالمتابعة والاستقراء في المستوى المتاح لا يصحّ أن يُستشهَد على عدم وقوعه بعدم مصادفة نماذج منه.
  2. إنّ من الممكن تفسير عدم تجدّد التطوّر النوعيّ بأنّ الكائنات قد استقرّت على الوضع الملائم مع بيئاتها، فهي لا تواجه ضغوطاً نوعيّةً تقتضي تغييرات أساسيّة فيها لتتولّد أنواعاً جديدة.. وهذا الجواب لا يأتي في المساعي التجريبيّة.
  3. إنّ التطوّر النوعيّ ظاهرة وليست قاعدة، والمراد بالقاعدة ما يتحدّد العناصر الدخيلة في الشيء فيمكن تحديد أنّه متى يقع ومتى لا يقع. كما أنّ المراد بالظاهرة ما لا تنضبط العوامل المفضية إليه رغم المعرفة بطبيعتها، إلّا أنّه لا يمكن إحراز اتّفاقها في هذا المورد دون ذاك بملاحظة العوامل نفسها.

نعم، إذا صادفنا وجود الظاهرة نعرف على الإجمال توفّر العوامل الموجبة له.

والتطوّر ظاهرة نحرزها عند وقوعها ولا يمكن تشخيص تحقّق عوامل وقوعها على وجه قانونٍ كلّيٍ حتّى تُشخص ضرورة وقوعها في هذا المورد دون ذاك.

عدم مشهوديّة أنواع انتقاليّة تناسب التطوّر

المؤشّر الثاني: يبتني على مقدّمتين:

  1. إنّ مقتضى نظريّة التطوّر أن تكون الكائنات الحيّة متدرّجة تدرّجاً قريباً.
  2. إنّ مثل هذا التدرّج غير مشهور بالنظر إلى الكائنات المعاصرة بل ولا التاريخيّة.

توضيح المقدّمة الأولى: إنّ تطوّر الكائنات عن أصلٍ واحدٍ يقتضي أنّ الكائن الأوّل تطوّر إلى ما يختلف عنه باختلافٍ طفيفٍ فنشأ الكائن الثاني ثمّ كان الحال كذلك في الكائن الثاني والثالث وهكذا.

ولو كان الحال كذلك لكانت ملاحظة هذه الكائنات معاً على وجهٍ متسلسلٍ يقتضي أن لا نشعر بها بفارقٍ نوعيّ؛ بل يكون الحال فيها على نحو ما لو لاحظنا أصناف النوع الواحد مثل أصناف الكلاب والهرّ والفأر ونحو ذلك، حيث إنّنا نجد بينها شبهاً وقرباً ملحوظاً.

ولكن من الواضح أنّنا لو جمعنا الكائنات من ذات الخليّة الواحدة إلى الإنسان لم نجد هذا النحو من التدرّج القريب بينها؛ بل نجد الفاصل النوعيّ بينها واضحاً.

وعليه: ففقدان الحلقات الوسيطة من خلال الاستقراء يمثّل شاهداً استقرائيّاً معاصراً على عدم تطوّر بعض الكائنات الموجودة عن بعض.

بل يمكن القول: إنّه لو كان التطوّر حالةً سائدةً فالمفروض تكرّر حدوث الحالات الانتقاليّة دائماً ولو على النحو البطيء الذي يناسب المقياس الزمنيّ للتطوّر، فتكون الأرض فعلاً مشتملةً على حالاتٍ انتقاليّة، وهو ما لا نجده

بحالٍ.

ويلاحَظ أنّ هذا التقرير كما يصدق سواءً بالنظر إلى التشابه الصوريّ والتشريحيّ كذلك يصدق بالنظر إلى التشابه في الحمض النوويّ؛ لأنّنا إذا لاحظنا الحمض النوويّ للكائنات الحيّة الموجودة لوجدنا بينها فاصلاً ملحوظاً ولم نجدها متدرّجةً تدرّجاً قريباً.

وقد أُجيب عن هذا المؤشّر بأنّ من الجائز أن يكون منشأ هذه الحالة فقدان كثير من الحالات الوسطى تدريجاً في أثر تنازع البقاء من الافتراس وقلّة الغذاء وعدم التكيّف مع البيئة وغير ذلك.

وهذا الجواب نافعٌ في عدم إمكان كون هذا المؤشّر قطعيّاً؛ ولكن قد يبقى له تأثيره في عمليّة الموازنة بين المؤشّرات النافية والمثبتة.

ولكن يمكن تقرير هذا المؤشّر بالتقرير التاريخيّ؛ وذلك لأنّنا لا نلاحظ من خلال السجلّ الأحفوريّ حالات وسيطة إلّا في حالاتٍ قليلةٍ لا تغيّر الوضع العامّ الملحوظ بين الكائنات، فجلّ الحيوانات المفقودة التي عُثر عليها في السجلّ الأحفوريّ غير الأنواع الموجودة فعلا تختلف عن الموجودات كاختلاف بعض الموجودات عن بعضها الآخر وليست حالاتٍ انتقاليّة.

عدم الاطّلاع على أيّة حالا ت ممهّد ة للتطوّر

هذا، ويمكن بيان أصل هذا المؤشّر بصيغة أخرى، وهو أن يقال إنّنا لا نستشهد بعدم مصادفة تطوّرٍ نوعيٍّ متكاملٍ بالتجربة أو الاستقراء كما في المؤشّر السابق ، وإنّما نستشهد بعدم مصادفة أيّة خطوة تمهيديّة للتطوّر النوعيّ.

وذلك: لما عرفت من أنّ التطوّر النوعيّ يتألّف من طفرات تطوّريّة يسيرة، إلّا أنّ هذه الطفرات التطوّريّة ليست على حدّ الطفرات اليسيرة الأخرى التي توجب الاختلاف في صفات ثانويّة، مثل: اللون، والحجم، والقوّة، والصحّة

ونحوها؛ بل هي بطبيعتها إرهاصات تطوّرات نوعيّة مقبلة.

وبتعبير آخر: إنّنا لا نركّز فيما نأمل الاطّلاع المباشر على وقوعه على التغيّرات الكبيرة في مجموعها، مثل: ازدياد عضو حسّي كالعين والأنف والفم ونحوها، ولا عن أجهزة كاملة، مثل: النظام الهضميّ والتناسلي؛ بل نتحدّث عن

خطوة باتّجاه التطوّر النوعيّ، فالعين مثلا نشأ وجودها عن تحسُّسٍ جلديّ في المرحلة الأولى للضوء، ثمّ تطوّرت تدريجاً حتّى تكوّن هذا النظام؛ ولكن لماذا لا نشهد على أيّ حيوان غير مبصرٍ أي تحسُّسٍ من هذا القبيل يتّجه إلى التطوّر.

ولا يتّجه في جواب هذا المؤشّر ما سبق من الأجوبة على المؤشّر السابق.

أمّا الجواب الأوّل: المتقدّم من تبرير عدم الوقوف على ذلك بقصر المدّة التي نعيش فيها فهو لا يتّجه بالنسبة إلى هذا المؤشّر، وذلك: لأنّ المطلوب بحسب هذا المؤشّر ليس العثور على تطوّر نوعيّ متكامل في عصرنا؛ بل العثور على خطوات تطوّريّة في هذه الأزمنة؛ لأنّ السنين التي نعيشها هي جزء من ملايين السنين السابقة والقادمة والتي يُفترض حدوث التطوّر التدريجيّ فيها، فالمفروض أن يكون لها نصيب ولو قليل أو نادر من الخطوات المتّجهة إلى التطوّرات المعقّدة، لاسيّما أنّ خبرتنا حول الحيوانات ليست خبرة جيلٍ واحد؛ بل أجيالاً عديدة لأنّ علماء الحيوان منذ مدّة يهتمّون برصد أحوال الحيوانات ويراقبون أحوالها وأوضاعها، فلم تثبت لديهم أيّة حالة تمهيديّة للتطوّر النوعيّ ،ولا أعتقد أنّهم يأملون أملاً كبيراً في تحصيل حالات من هذا القبيل تكون معبراً إلى تطوّرات عميقة وكبيرة لاحقاً.

بتعبير آخر: إنّ نظريّة التطوّر تقتضي توزّع الطفرات بشكلٍ ما على جميع الأزمنة بنحوٍ مناسبٍ والوقوف بمتابعة الكائنات الحيّة على حالات من الطفرات في طريقها إلى التطوّر للارتقاء إلى كائنٍ أرقى.

وأمّا الجواب الثاني: وهو استقرار الكائنات الحيّة على الوضع ببلوغها التكيّف النهائيّ مع البيئة فهو أيضاً غير واضح بالنسبة إلى هذا المؤشّر ، وذلك:

أوّلا: أنّ كثيراً من الكائنات المعاصرة هي بعينها الكائنات الأوّليّة التي يُقدر طروّ التطوّر عليها، مثل: ما هو ذو خليّة واحدة، فالمتو قع العثور فيها أحياناً على ما يسير في درب التطوّر النوعيّ.

وثانيا إنّ مرجع الجواب المذكور إلى ادّعاء استيفاء الكائنات الحيّة النباتيّة والحيوانيّة كلّها للطفرات النافعة والموجبة للتطوّر النوعيّ، وهذه دعوى بعيدة بحسب حساب الاحتمالات بالتأمّل في أنواع الكائنات الموجودة ومستواها التطوّريّ المختلف لاسيّما أنّ بعضها يمثّل مستوىً بدائيّاً وغير متطوّر - حسب  الترجيح - ، فكيف يمكن البناء على توقّف الطفرات الجينيّة الممهّدة للاختلاف النوعيّ رغم أنّها بطبيعتها إنّما تحدث على وجه الصدفة والاتّفاق؟

وأمّا الجواب الثالث: وهو أنّ التطوّر النوعيّ ظاهرة نرصدها عند وقوعها وليست قاعدة تتحدّد عواملها كي يمكن التنبّؤ بها فهو أيضاً غير واضح في شأن هذا المؤشّر ؛ لأنّنا عندما نفترض زماناً وأحياءً يُتوقّع بحسب الاحتمالات حدوث الظاهرة فيها وفق العوامل المفترضة لها فإنّ عدم حدوثها يرتدّ بتضعيف تلك العوامل بطبيعة الحال .

وقد يغالي بعض الباحثين في مقام الفرق بين هذا الزمان والأزمنة السابقة باحتمال عوامل للطفرة الجينيّة فيها لا تحصل في هذا الزمان؛ ولكن رغم عدم وفرة المعلومات عن تحديد تلك العوامل إلّا أنّ تلك العوامل كامنة في الطبيعة ومكوّناتها التي لم تتغيّر تغيُّراً نوعيّاً كبيراً فيما يتّصل بإيجاد الطفرة منذ نشأة الحياة على وجه الأرض.

هذا ما يتعلّق بالمؤشّرات النافية المعاصرة على عدم حدوث التنوّع الأحيائيّ بالتطوّر.

المؤشّرات التاريخيّة المبعِّدة للتطوّر

وأمّا المؤشّرات النافية التاريخيّة الموجبة لاستبعاد التطوّر فهي اثنان:

بقاء كثي من الحيوانات والنباتات على ما كانت عليه منذ آلاف السنين

المؤشّر الأوّل: إنّنا لا نجد من خلال ملاحظة المؤشّرات التاريخيّة أيّ تطوّر ذي بالٍ قد طرأ على كثيرٍ من الكائنات المعروفة منذ آلاف السنين، فالإنسان المتعارَف مثلا الذي وُجد منذ عشرات الألوف من السنين وفق التقدير العلميّ لأوّل مرّة في أفريقيا لم يُلحَظ تطوّره في صفاتٍ أساسيّةٍ إلى أنواع متعدّدة، وكذلك جملة من الكائنات الأخرى.

والحاصل: أنّ المفروض أن تكون الكائنات الحيّة في جميع الأزمنة عرضةً للتغيُّر من كائنات أوّليّة إلى أخرى أكثر تطوّراً، فلماذا تطوّرت الكائنات الحيّة من ذات الخليّة الواحدة إلى الأسماك والطيور والثدييّات، ولا نجد حالات تطوّريّة متكرّرة بنفس المثال أو أمثلة أخرى، حتّى كأنّ عمليّة التطوّر أدّت دورها قبل آلاف وملايين السنين واستقرّت الكائنات على أوضاع محدّدة؟، فهل استوفى الكون ما ينبغي أن يكون عليه من الكائنات فوقفت عمليّة التطوّر، أم أنّ السبب هو أنّ الله سبحانه حيث خلق البيئة الصالحة للحياة في الأرض خلق الكائنات الحيّة فيها فأوكلها إلى ما وفّره من عوامل البقاء في هذه البيئة.

وقد يجري في جواب هذا المؤشّر بعض ما سبق عرضه في شأن بعض المؤشّرات السابقة؛ لكن مع ذلك يبقى تأثيره بعض الشيء على الاقتناع التامّ بالتطوّر.

مصادمة الانفجار الكمبريّ لنظريّة التطوّر

المؤشّر الثاني: هو انفجار الحيوانات في العصر الكمبريّ بشكل مفاجئ، وفق ما تؤشّر عليه المستحاثّات المتبقّية التي وقف عليها العلماء بالبحث والتنقيب، متّخذين من طبقات الأرض دليلاً على الزمان الذي تعود إليه هذه المستحاثّات.

وكان داروين بنفسه قد انتبه إلى هذا المؤشّر، حيث قال (1) : (أمّا التساؤل: لماذا لا تجد بقايا أحفوريّة وفيرة في تلك الأحقاب المبكّرة السابقة على المجموعة الكمبريّة فليس في مستطاعي أن أجيب عليه إجابة مرضيّة).

وقال داروين أيضاً (2) : (والحقيقة إنّ علم الجيولوجيا لا يحبونا بتلك السلسلة المنظومة من الصور العضويّة. والراجح أن يكون هذا المتعرض، أشكى ما يقوم في وجه التطوّر من عواصف الأفكار الحديثة).

ولكنّه أضاف: (معتقدي أنّ الإجابة عن هذا المعترض، مقصورة على ذلك النقص البيّن الذي يتخلّل ما وقفنا عليه من فجوات السجل الجيولوجيّ).

توضيح ذلك يقتضي ذكر مقدّمة:

وهي أنّ العلماء قد قسّموا تاريخ الأرض إلى عصور جيولوجيّة متعدّدة كان لكلّ واحدٍ منها مميّزاته في البيئة التي عمّت الأرض وخلقت فيه حالةً مناخيّةً مميزة، أوّلها العصر ما قبل الكمبريّ ثمّ العصر الكمبريّ .

فالعصر ما قبل الكمبريّ يمتدّ من بداية تشكّل الأرض ككوكبٍ تقريباً قبل (600،4 ) مليون سنة إلى بداية العصر الكمبريّ تقريباً ( 542 ) مليون سنة. وبذلك يشكّل ما يقرب من سبعة أثمان تاريخ الأرض.

وقد كان هذا العصر على العموم يتّسم بفقرٍ شديد للأكسجين في الجوّ، يقدّر العلماء أنّ نسبة الأكسجين في الهواء في مطلع هذا العصر كان بنحو 3% ،وبزيادة الحياة النباتيّة في البحار وإنتاجها للأكسجين أصبح ماء المحيطات مشبعاً بالأكسجين، وبدأ الأكسجين ينطلق أيضاً من البحار إلى الهواء.

تزايدت نسبة الأكسجين شيئاً فشيئاً نحو(1.5)مليار سنة حتّى وصل إلى ما يقرب نسبته الحالية وهي 20% ،وعندما وصلت نسبة الأكسجين في الجوّ نحو 14%انطلقت الحياة على الأرض فيما يُسمى انفجار الكمبريّ وكثرت أنواع الكائنات الحيّة فيها.

وتتوقّع البحوث الجيولوجيّة نشأة أوائل الأحياء البدائيّة في هذا العصر (ما قبل الكمبريّ ) في هيئة خلايا من دون أنوية بعدما بردت الكرة الأرضيّة نوعاً ما بعد تكوّنّها.

ويُتوقّع أنّ تلك الأحياء نشأت في المياه، حيث كانت البراكين تحت الماء تمدّها بالحرارة وتمدّها بمواد معدنيّة وعضويّة وفيرة من ضمنها الكربون وثاني أكسيد الكربون والنتروجين والكبريت والفسفور وغيرها، شبيهةً لما نجده الآن من فوّهات مائيّة حراريّة في قيعان البحار والمحيطات.

وأمّا العصر الكمبريّ ، فيُعتبر أوّل عصرٍ جيولوجيّ من عصور الحقبة الأوّليّة ويمتدّ تقريباً ما بين (542) مليون سنة مضت حتّى (490) مليون سنة، فهو يستمرّ ل(52) مليون سنة.

وقد ظهرت خلال هذا العصر على ما تدلّ عليه حفريّات في الصين وأفريقيا والجزر الإنجليزيّة والسويد وألاسكا وجرين لاند مجموعةٌ متنوّعةٌ من الأشكال الحيّة غير الاعتياديّة والتي كانت مكتملةً ومثاليّة الشكل.

وهي على العموم مغايرة تماماً لما يُعلم عن سابقاتها، حيث كانت لها صفات معقدة مقاربة  لما هو عليه الحال بالنسبة لكثيرٍ من الكائنات الحيّة في وقتنا الراهن. ويُسمّى هذا التنوّع السريع لأشكال الحياة في العصر الكمبريّ باسم الانفجار الكمبريّ .

فالانفجار الكمبريّ : هو ظهور مفاجئ جيولوجيّ لمستحاثّات أسلاف الحيوانات المألوفة ضمن السجلّ الأحفوريّ الأرضيّ. ويُقدر زمن هذا التوسّع

الكبير في الأنواع الحيوانيّة بنحو 10 ملايين سنة من 530 إلى 520 مليون سنة سبقت. وخلال هذا الانفجار ظهرت كائنات حيّة متعدّدة الخلايا تُعتبر هي الأساس في تركيب فصائل الحيوانات المختلفة التي سكنت وتسكن العالم الآن.

ففي هذا العصر ظهرت مجموعة من الشُعب الرئيسة المتنوّعة للمملكة الحيوانيّة وتبلغ فيما قيل (13) شعبة من أصل (35) شعبة تنقسم إليها الكائنات الحيّة.

ونلاحظ في هذا العصر للمرّة الأولى كما قيل ظهور الأعضاءالبيولوجيّة المعقدة، مثل: الأعين المركّبة، والحبال الشوكيّة، والأطراف المفصليّة.

علماً أنّه لم يكن المظهر الخارجيّ لهذه الكائنات فيما يُذكر مطابقاً تماماً للمجموعات الحديثة من الحيوانات كالحشرات والأسماك والزواحف والطيوروالثديّات التي يخبرنا السجلّ الأحفوريّ بحداثة ظهورها؛ بل كانت كائنات العصر الكمبريّ أكثر بدائيّةً من هذه المجموعات الحديثة؛ ولكنّها تماثل هذه الكائنات في جهازها العصبيّ المتميّز.

ومن جملة كائنات العصر الكمبريّ ثلاثيّ الفصوص كما يُسمّى وهو حيوان معقّد مشابه جدّاً لبعض الحيوانات البحريّة التي تعيش اليوم، ويتألّف من فصوص ثلاثة: رأس وجسم وذيل، وجسمه مغطّى بطبقة قاسية قشريّة مثل التي تغطّي حيوان السرطان اليوم، وهذه القشرة تتألّف من قطع متوازية قد تصل إلى ثلاثين، يتّصل بكلّ قطعة منها زوج من الأرجل، وله فم وقرنان من قرون الاستشعار في مقدّمة رأسه، وله أحشاء تضمّ جهاز تنفّس وجهاز هضم وجهازاً عصبيّاً، وكلّها أجهزة متقدّمة في غاية التعقيد، وله عينان على درجةٍ عاليةٍ من التعقيد والكمال تتألّف كلٌّ منهما من عددٍ ضخمٍ متراصٍّ من العدسات سداسيّة الشكل تشبه عيون النحل التي نعرفها اليوم ، وتتيح له طريقة وضع عينيه في أعلى رأسه رؤية كاملة بزاوية (360) درجة، وهي أوّل عينٍ معروفة لكائن حيّ رغم تقدّمها وكمالها، ممّا يثير سؤالاً حول نظريّة التطوّر، وتدلّ الأحافير على أنّه كان منتشراً بأعداد تُقدر بمئات الملايين في عصره، ولم يستطع العلماء من إيجاد سلفٍ يمكن أن يُنسب له في طبقات الأرض السابقة على وجوده.

إنّ عمر الحياة على الأرض يقارب أربعة مليارات من السنين، أي أربعة آلاف مليون سنة، والفترة التي استغرقها ظهور هذه الكائنات ما بين خمسة وعشرة ملايين سنة، وهذه فترة قصيرة بالقياس إلى العصور الجيولوجيّة، وإنّنا إن ضغطنا عمر الحياة إلى يومٍ واحد، فإنّ المدّة التي استغرقها ظهور هذه الكائنات نحو دقيقتين، وقد مرّت (20) ساعة من هذا اليوم (ثلاثة مليارات ونيف من السنين) ولم يكن على وجه الأرض من مظاهر الحياة تقريباً إلّا وحيدات الخليّة.

ولكن بعد الساعة العشرين وقبل الساعة الحادية والعشرين وخلال دقيقتين فقط أصبحت الأرض تغصّ بالآلاف من أنواع الكائنات من مختلف الفصائل، وتكاثرت هذه الأنواع بالملايين في قاع المحيطات التي كانت تغطّي معظم مساحة الكرة الأرضية آنذاك.

إنّ هذا الانفجار المفاجئ لا يلائم بطبيعة الحال نظريّة التطوّر؛ فإنّها تتقوّم بنشأة تدريجيّة للكائنات وفق مستوى تعقيدها وإمكاناتها.

أجوبة القائلين بالتطوّر عن الانفجار الكمبريّ والملاحظات عليها

لقد اختلف علماء الطبيعة القائلون بالتطوّر إزاء هذا الموضوع وطرحوا عنه أجوبة متعدّدة:

الجواب الأوّل: استناد هذا الانفجار إلى عوامل طبيعيّة: من أبرزها

نقص الأكسجين في العصر ما قبل الكمبريّ ، فيقال إنّ ذلك هو السبب في تباطؤ العمليّة التطوّريّة، وعندما توفّر الأكسجين حدثت تغيّرات عديدة في البيئة ساعدت على تسريع التطوّر في الكائنات الحيّة.

لكن لوحظ على ذلك: أنّ بعض الأبحاث يعطي أنّ نسبة الأكسجين كانت مناسبة قبل حوالي فترة معتدّ بها من العهد الكمبريّ أي منذ 600 مليون سنة مضت فلماذا تأخّر ظهور تلك الكائنات المعقّدة والفريدة إلى العصر الكمبريّ .

وقد قام بعض علماء الإحاثة في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية قريباً بجمع قاعدة بيانات من 4700 من قياسات الحديد المأخوذ من الصخور في جميع أنحاء العالم، والتي تمتدّ على عصر ما قبل الكمبريّ وفترات الكمبريّ، وقال إنّه وزملاءه لم يجدوا زيادة ذات دلالة إحصائيّة بين نسبة نقصان الأكسدة ونقص الأكسجين في المادة عند الحدود بين العصر ما قبل الكمبريّ والعصر الكمبريّ، واستُخلص من ذلك أنّ تدخّل الأكسجين يجب أن يكون أصغر بكثير مما ينتظره الباحثون.

الجواب الثاني : التشكيك في حدوث الانفجار الكمبريّ على أساس أنّ من الجائز وجود كائنات وسيطة بين الكائنات الأوّليّة المعهودة عن عصر ما قبل الكمبريّ وبين الكائنات المشهودة عن العصر الكمبريّ، إلّا أنّ هذه الكائنات الوسيطة حيث كانت رخوة للغاية ولم تحو أجسادها دعامات هيكليّة كان من

الصعب أن تترك أثراً أحفوريّاً يدلّ على شكلها بالتفصيل كي يتمثّل في السجلّ

الأحفوريّ.

وعليه: فإنّ السجلّ الأحفوريّ وإن لم يمثّل الكائنات الوسيطة؛ ولكنّه لا يدلّ على عدم وجودها.

ولكن لوحظ على هذا الجواب: بأنّ هناك حفريّات تسبق العصر الكمبريّ بستّين مليون سنة تعود لأجنّة مجهريّة لحيوانات بدائيّة كالإسفنجيّات، وقد حفظتها الصخور فكيف لم تحفظ هذه الصخور الكائنات الوسيطة التي تدرّجت منها.

وقد تضمّنت حفريّات العصر الكمبريّ في الصين الآلاف من أحافير الأحياء الطريّة في طبقات الأرض وكلّها تعود للعصر الكمبريّ، وهذا يوحي بأنّ الظروف المناسبة للتحجّر كانت متوفّرة في ما قبل العصر الكمبريّ، فلو كان هناك أسلاف لكائنات العصر الكمبريّ موجودة قبل ذلك العصر لكان يمكن أن تحفظها الأرض أيضاً.

الجواب الثالث: إنّ اعتبار ما وُجد من الكائنات الحيّة في العصر الكمبريّ انفجاراً إنّما كان وفق المعلومات عن العصر ما قبل الكمبريّ في زمان داروين؛ ولكن تقدّم الأبحاث والاكتشافات الجديدة بعد داروين ولاسيّما في الخمسين سنة الأخيرة أدّى إلى تحصيل معلومات إضافيّة تدلّ على وجود كائنات معقّدة في العصر ما قبل الكمبريّ ؛ ممّا يقلّص من مساحة المفاجأة الموصوفة لظهور الكائنات المعقّدة في العصر الكمبريّ.

ولكن يُلاحَظ على هذا القول: أنّ كلّ ما اكتُشف بعد داروين عمّا قبل العصر الكمبريّ لا يغيّر الفاصل بين ما كان موجوداً في هذا العصر وبين ما عُثر عليه من الكائنات في العصر الكمبريّ وفق الاقتضاءات الزمنيّة المعهودة للتطوّر، لاسيّما وقد ازدادت المكتشفات عن العصر الكمبريّ بعد داروين حتّى قيل إنّه قد بلغ ما ظهر من العدم في طبقات الكمبريّ 40 مجموعة حيوانية رئيسيّة، وهو يبلغ نصف الكائنات الحيّة التي وُجدت على ظهر الأرض.

يُضاف إلى ذلك: إنّ العلماء لم يعثروا على الحلقات الوسيطة بين ما وُجد في ما قبل العصر الكمبريّ وما وُجد في العصر الكمبريّ، وإن كان القائلون بالتطوّر يُرجعون ذلك إلى عدم اكتمال السجلّ الأحفوريّ.

على أنّ عدداً من علماء الأحياء منهم بعض علماء الأحافير من جامعة كامبريدج يعتقدون أنّ الحيوانات التي عُثر على آثارها في ما قبل العصر الكمبريّ هي مختلفة نوعاً عن الحيوانات التي عُثر عليها في العصر الكمبريّ، ولا تصلح أن تكون أسلافاً لها باستثناء بعض الموارد؛ بل قيل إنّ العديد من أحافير عصر ما قبل الكمبريّ غريب جدّاً لدرجة أنّه لا يمكننا الجزم إن كانت قد عاشت كحيوانات، فهي أشكال فرضيّة وهيئة شبيهة بالورقة وإن كان المشهور البناء على أنّها كانت حيوانات، وقد احتمل بعضهم أن تكون تلك تجربة أولى للتطوّر قد فشلت، ثمّ حدثت تجربة ثانية مثّلتها حيوانات العصر الكمبريّ.

الجواب الرابع: إنّ العصر الكمبريّ نفسه عصر طويل حيث يتألّف على 52 مليون سنة. وهذه مدّة كافية لتطوّر الحيوانات على الوجه الملحوظ في هذا العصر، وعليه فلا موجب لتوصيف ما وقع فيه بالانفجار المفاجئ؛ بل هوضربٌ من الوجود التدريجيّ.

ويلاحَظ على هذا الجواب: بأنّ للتطوّر عند علماء الطبيعة المتابعين لتاريخ وجود الكائنات الحيّة اقتضاءه الزمنيّ ونسقه المنتزع من خلال ملاحظة سير التطوّر عبر الدهور، وليس العصر الكمبريّ كافياً وفق هذا المقياس لتطوّر الحيوانات التي عُثر عليها فيه.

مضافاً إلى ما ذكرنا من أنّ مشكلة افتراض حصول الكائنات في العصر الكمبريّ بالتطوّر هي عدم وجود الحلقات الانتقاليّة.

على أنّ ما عُثر عليه من الحيوانات في العصر الكمبريّ فيما ذُكر يمثّل حصولها خلال عشرة ملايين سنة من هذا العصر، وهي فراة قصيرة في المقياس الزمنيّ للتطوّر بكلّ تأكيد.

الجواب الخامس: ما يبتني على اعتماد الساعة الجزيئيّة في كشف تاريخ الحياة في الأرض، والساعة الجزيئيّة: هي تقنيّة تحليل وراثيّة تعتمد على فرضيّة أنّ الطفرات في جينوم الكائنات الحيّة تجري في تتابع وبنمط منتظم على الفترات الطويلة من الزمن، وقد ذكر بعض العلماء في معهد ماساتشوستس أنّه وجد أدلّةً على وجود حقيقيّات النوى وهي متعضّيات تتضمّن فصائل النباتات والحيوانات ووحيدات الخليّة على سطح الأرض قبل  2.33 مليار سنة خلت، وهي تقريباً الفترة ذاتها التي أصبح فيها الأكسجين عنصراً ثابتاً في الغلاف الجوّيّ بناءً على هذه الآليّة لطرح إمكان إثبات سبق الحيوانات المعقّدة على العصر الكمبريّ.

ولكن يُلاحَظ على ذلك: إنّه لم يتبيّن مدى الوثوق بهذه الطريقة في العلم في الوقت الحاضر، مضافاً إلى ما قيل من عدم انسجام نتائج هذه الطريقة مع الأمور التي استوضحها العلماء من خلال الاستحاثّات والأحافير في نشأة أنواع رئيسة من الحيوانات.

الجواب السادس: ما ذكره غير واحدٍ من العلماء القائلين بالتطوّر ولعلّه الموقف السائد بينهم من أنّنا نعترف بأنّ الانفجار الكمبريّ يمثّل مشكلةً أمام التطوّر، إلّا أنّه لابدّ من الموازنة بين هذه المشكلة وبين دلائل التطوّر، وبما أنّ دلائل التطوّر هي بحجمٍ كبيرٍ للغاية فيتعيّن أن نفترض أنّ لمشكلة الانفجار الكمبريّ حلّاً مناسباً مع التطوّر لم يصل إليه العلم بعد، ومن المتو قع وصوله إليه فيما بعد.

هذا مجمل البحث الدائر بين علماء الأحافير خاصّةً وعلماء الطبيعة بشكلٍ عامّ في شأن الانفجار الكمبريّ إلى العصر الحاضر.

وقد ظهر أنّهم بين اتّجاهين: اتّجاه لا يرى وجود عقدة في التنوّع الأحيائيّ الكمبريّ فعلاً ، على أساس حلّها ببعض ما تقدّم في الأجوبة الأربعة الأولى.

واتّجاه يرى أنّ هناك عقدة غير محلولة فيه بعد، ولكنّه يرى أنّه لم يحصل اليأس عن وجود حلّ ما لم يصل إليه العلم، فلا تكون عائقاً أمام نظريّة التطوّر من جهة الحجم الكبير جدّاً لأدلّته وشواهده؛ ممّا يؤدّي إلى عدم زعزعته بمثل تلك العقدة.

تقييم الموقف من دلالات الانفجار الكمبريّ

وفي تقييم هذين الاتّجاهين: يبدو أنّ الاتّجاه الأوّل ليس راجحاً؛ لأنّ من الواضح من خلال الاطّلاع على السجلّ الأحفوريّ سواء قبل داروين أو بعده للصخور المتعلّقة بالعصر الكمبريّ وما قبله أنّ هناك وفرةً مفاجئةً في الحيوانات  المتنوّعة المحفوظة على الصخور من العصر الكمبريّ وما بعده بالقياس إلى المقدار الذي عُثر عليه من العصر السابق عليه، بما يمثّل اختلاف أشكال الحياة بعد العصر الكمبريّ بشكلٍ كبير، ولا سبيل إلى افتراض ما وُجد قبل هذا العصر أسلافاً لما وُجد فيه وحلقات انتقاليّة بالقياس إليه، ولم يظهر إلى الآن حلٌّ ناجعٌ لهذه العقدة، فهذه العقدة تمثّل نقطة غموض في شأن نظريّة التطوّر.

وأمّا الاتّجاه الثاني: فهو يعتمد على أمرين: اعتبار الانفجار الكمبريّ بعدُ حالة غامضة ومحتملة وليست واضحة ومستقرّة، واعتبار شواهد نظريّة التطوّر بحجمٍ يجعل منها حقيقةً.

وقد سبق منّا في المدخل عدم وضوح هذا الأمر الثاني؛ لأنّ الشواهد الحقيقيّة لنظريّة التطوّر الكبير ليست بهذا الحجم؛ ولكنّ البناء على هذه النظريّة أوجب التوسّع في تفسير كثير من الظواهر بها بعد افتراض ثبوتها، وسيأتي مزيد توضيح لذلك عند عرض تلك الشواهد لاحقاً .

ومن ثَمّ فربّما يترجّح في النظر أنّ هذه العقدة تساهم في التأشير على أنّ التطوّر لا يزال نظريّةً وليس حقيقة.

والمستحصل من البحث حول نفي الشواهد الاستقرائيّة والتجريبيّة للتطوّر:

إنّ هذه الشواهد وإن لم ترقَ إلى نفي التطوّر على وجه اليقين؛ إلّا أنّها قد تصلح موانع عن أن ترقى هذه النظريّة عن كونّها نظريّةً تفسّر جملةً من الظواهر الغامضة إلى درجة الحقيقة العلميّة الثابتة على وجه اليقين.

وللبحث تتمة في حلقة قادمة .

الهوامش

  1. أصل الأنواع، ترجمة إسماعيل مظهر: 387 . وقد ذكر في الاستدراك على هذا الكلام بض

ما يحتمل أن يكون عذراً فراجعه.

  1. أصل الأنواع، ترجمة إسماعيل مظهر: 365 .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صدى النجف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/20



كتابة تعليق لموضوع : نقد نظرية التطور – الحلقة 7 – مدى امكان نفي التطوّر بالدليل التجريبيِ الاستقرائيّ : آية الله السيد محمد باقر السيستاني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net