صفحة الكاتب : ابو تراب مولاي

فتوى الحيدري بجواز التعبّد بجميع الأديان ومخالفته ( ١- للقرآن ٢- ولحديث أهل البيت ٣- ولحكم العقل ٤- ولقواعد أصول الفقه )
ابو تراب مولاي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

[ المقال فيه نوع إطالة ولكن ستستفيد بقرائته إن شاء الله تعالى]
ظهر السيد كمال الحيدري في مقطع فيديوي رشق فيه كل من خالفه بالعمى والجهل وو .. كعادته بتقبّل الرأي المخالف بكل سعة صدر !!!! ... بعد أن أفتى بجواز التعبد بكل الأديان بما فيها اليهودية والمسيحية وغيرهما .. وقد أفتى في وقتٍ سابق بجواز التعبد بكل المذاهب الإسلامية التي بيَّنّا بطلان تلك الفتوى في حينها ..
وكان سماحتُه هذه المرّة أكثر وثوقاً بصحة فتواه على جواز التعبد بكل الأديان ! مستدلاً بالقرآن الكريم الذي جعله عِضِينَ وذلك بقوله تعالى في سورة البقرة الآية ٦٢ ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) . وقال سماحته : إنّ الآية مطلقة وليس هناك قيد  ( يقصد ليس في الآية قيدٌ يشترط الإسلام في النجاة يوم الحساب ) وأفهمَ المتلقّي أن كل الأديان سواء، لا فرق بين الإسلام وغيره! فمن ثبت له - بأي دليل - أن الصابئية هي الحق فلا يصح منه الاسلام وهكذا .. إنتهى كلامه .

ونحن في مقام الرد عليه نقول :
إن هذا الفهم الذي فهمه سماحته من الآية فهمٌ سطحي لا يرقى لمستوى المقدمات في دراسة حوزة النجف التي طالما وهّنها وسبّها ! وذلك لعدّة أمور :
الأول : 
إن دعواه بأن هذه الآية مطلقة وغير مقيّدة تكشف عن أحد أمرين لا ثالث لهما : إما أن يكون جاهلاً بعلم أصول الفقه الذي يدعي الإجتهادَ فيه ! وإما أنه يتعمّد التدليس على الناس غير ذوي الاختصاص !!!
لأن القرائن التي تقيّد النص الشرعي على ثلاثة أنواع : قرينة متصلة ، وقرينة منفصلة ، وقرينة لُبيَّة (كالعقلية) .
فالقرينة المتصلة ، تعني وجود كلام في النص الشرعي يقيّد إطلاق ذلك النص كقوله تعالى : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) فإن جملة ( من استطاع إليه سبيلا ) قيّدت وجوب الحج بالاستطاعة ، وهذا القيد موجود بنفس الآية الكريمة .
والقرينة المنفصلة ، تعني وجود نص شرعي آخر غير الذي بأيدينا يُقيّد إطلاق النص الذي بأيدينا ، كقوله تعالى : (  ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج ) فإن هذه الآية قيّدت إطلاق قوله تعالى : ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ) وجعلت القتال على الأصحّاء الذين يجدون ما يُنفقون .
والقرينة اللُّبيَّة (كالعقلية) هي تلك المعاني التي يدركها الإنسان - من دون لفظ - والتي تمنعنا من أن نفهم النصوص على إطلاقها ، كما إذا قال الشرع : ( إغتسل كل يوم جمعة ) فإن هذا الحكم مقيّد بقيد غير ملفوظ وهو "قدرة المكلّف على الغُسل" لأن العقل يحكم بعدم التكليف بغير المقدور .

ثانياً :
هل الآية الكريمة التي استدل بها السيد الحيدري على جواز التعبّد خالية من كل القرآئن التي تدل على وجوب اعتناق الإسلام  ؟  أم أن هناك قرائن من هذا القبيل ؟ 

الجواب : إنّ لهذه الآية التي استدل بها السيد الحيدري قرائن تقيّدها - كما سترى - وأنه لا بدّ من الدخول في الإسلام لكل أتباع الديانات الأخرى بعد أن ظهر الإسلام .  
القرينة_اللفظية_المنفصلة
إن هناك نصوص شرعية من الكتاب الكريم تُلزم الناس باتباع الاسلام وأن غير الاسلام غير مقبول ، وأن من سلك اليهودية والمسيحية وغيرهما غير مهتدي ، وهذا يعني وجود قرائن منفصلة تقيّد إطلاق الآية ٦٢ من سورة البقرة .

وإليك بعض النصوص القرآنية :
قوله تعالى في سورة البقرة : ( وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) )
فهذه الآيات تنفي صحة مقولة اليهود والنصارى بأن من يكون يهودياً أو نصرانياً يهتدي وتحصر الهداية بالإسلام لأنها تقول : فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به (وهو الإسلام ) فقد اهتدوا وإن تولّوا فإنما هم في شقاق . ثم إن معنى صبغة الله هو الإسلام كما سيتبين في الحديث الشريف . 
وقوله تعالى أيضاً في سورة آل عمران ٨٥ :(وَمَنْ يَب

ْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) وهنا الآية صريحة بشرطية الاسلام وعدم قبول أي دين آخر بعد ظهور الإسلام .

وأما سُنّة أهل البيت (ع) 
فقد تظافرت النصوص عنهم بأن النجاة في الاسلام دون غيره ، ونحيل القرّاء في ذلك إلى الجزء الثاني من أصول الكافي باب الكفر والإيمان مكتفين برواية واحدة بسنده الى أبي عبد الله (ع) في قول الله عزّ وجل ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ) قال : الاسلام .
فلو لاحظنا الآيات التي قبل هذه الآية (صبغة الله) لرأينا أنّ القرآن يحصر الهداية بصبغة الله ، والإمام الصادق (ع) يفسّر صبغة الله بالإسلام .

#القرينة_اللُّبيّة
إن العقل يحكم بالملازمة بين بعث خاتم الأنبياء محمد (ص) وكون الأديان السابقة غير مقبولة ولا يجوز التعبّد بها ..
وإلا فما الداعي لتكليف النبي (ص) عناء التبليغ وتعريضه وأهل بيته - وهم سادة البشر - الى القتل والتنكيل والمطاردة 
بل أمره بالحرب على اليهود والنصارى أو إعطائهم الجزية ، كما في قوله تعالى في سورة التوبة ٢٩ : (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) ؟؟؟؟!!!!
مالداعي لهذه الدماء وصرف الأموال إذا كان المطلوب هو اتباع كلٍ من الأديان ؟!
أليس الأجدر بالنبي (ص) أن يقول لأهل الكتاب : يا أهل الكتاب يحق لكم أن تبقوا على دياناتكم إذا كان اعتقادكم بها عن دليل . لماذا يُؤمَر بقتالهم أو أخذ الجزية منهم وهم صاغرون لكي يدفعهم للإسلام ؟ فإذا كان المطلوب هو الاعتقاد عن دليل فلا شك أن بعضهم معتقد بدينه عن دليل ، فلماذا يُكلّف النبي (ص) بكل ما تقدّم ؟؟!!
ويتبيّن بهذا أن أهل الكتاب مأمورون باتباع الإسلام من دون فرق بين من هو معتقد بدينه عن دليل وبين غيره . 
وهذه قرينة عقلية على تقييد الآية ٦٢ من سورة البقرة وأن الإسلام شرط في الأمن يوم الحساب . 

#قرينة_لبيّة_أخرى
هل المقصود من اليهود والنصارى والصابئين في الآية ٦٢ من سورة البقرة هم أتباع تلك الديانات الحقيقية أم المحرّفة ؟؟؟ فإن كان المقصود هو الديانات الحقيقية ، فإنها تدعوا للإسلام وقد بيّنت علائمه وعلائم نبي الإسلام ، والمفروض أنهم أسلموا حين ظهر الاسلام . وإن كان المقصود هو الديانات المحرّفة ، فهذا يعني أن القرآن الكريم قد أقرّ تحريفهم لدياناتهم وقد نُقِض الغرض من بعث أنبياء بني إسرائيل وغيرهم والعاقل لا ينقض غرضه .. وعليه  فيكون المقصود من الآية هم أتباع الديانات الحقيقة الذين أسلموا بمجرد ظهور الإسلام لا اليهود والنصارى الذين بقَوا على دياناتهم المحرّفة حتى بعد ظهور الاسلام .. 
فالاستدلال بالآية على جواز التعبد بكل الاديان لا معنى له .

وبعد هذا قد تبين أن الآية ٦٢ من سورة البقرة مقيّدة بقيدٍ منفصل وقيدٍ لّبّي ، وليست مطلقة كما ادعى السيد الحيدري ، ويكون معناها : إن اليهود والنصارى والصابئين المؤمنين العاملين قبل_ظهور_الاسلام لهم أجرهم عند ربهم ... الخ .

ثالثاً :
قول_المفسرين_في_الآية ٦٢

نذكر في المقام قولاً لأحد المفسرين المعاصرين وهو آية الله المفسر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي وهو قولٌ شامل للآراء المعتبرة في تفسير الآية المباركة ، حيث قال في تفسيره الأمثل ج١ ص ٢٠٨ :
"بعض المضلّلين اتخذوا من الآية الكريمة التي نحن بصددها وسيلةً لبث شبهة مفادها إن العمل بأيٍ من الأديان الإلهية له أجر عند الله ، وليس من اللزوم أن يعتنق اليهودي أو النصراني الإسلام ، بل يكفي أن يؤمن بالله واليوم الآخر ويعمل صالحاً .
الجواب : نعلم إن القرآن يفسّر بعضه بعضاً ، والكتاب العزيز يقول : ( ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه ) كما أن القرآن مليء بالآيات التي تدعوا أهل الكتاب إلى اعتناق الدين الجديد ، وتلك الشبهة تتعارض مع هذه الآيات .
ومن هنا يلزمنا أن نفهم المعنى الحقيقي للآية الكريمة .
ونذكر تفسيرين لها من أوضح وأنسب ما ذكره المفسرون :
١- لو عمل اليهود والنصارى وغيرهم من أتباع الأديان السماوية بما جاء في كتبهم لآمنوا حتماً بالنبي (ص) لأن بشارات الظهور وعلائم النبي وصفاته مذكورة في هذه الكتب السماوية وسيأتي شرح ذلك في تفسير الآية ١٤٦ من سورة البقرة .
٢- هذه الآية تجيب على سؤال عرض لكثير من المسلمين في بداية ظهور الاسلام ، يدور حول مصير آبائهم وأجدادهم الذين لم يدركوا عصر الإسلام،  ترى هل سيُؤاخذون على عدم إسلامهم وإيمانهم ؟!
الآية المذكورة نزلت لتقول : إنّ كل أمة عملت في عصرها بما جاء بها نبيها من تعاليم السماء وعملت صالحاً فإنها ناجية ، ولا خوف على أفراد تلك الأمة ولا هم يحزنون . فاليهود المؤمنون العاملون ناجون قبل ظهور المسيح ؟ والمسيحيون المؤمنون العاملون ناجون قبل ظهور نبي الإسلام . 
وهذا المعنى مستفاد من سبب نزول هذه الآية كما سيأتي" .

رابعاً :
عقيدة_السيد_الحيدري_في_الإسلام

إن الدافع للسيد الحيدري على فتواه الفارغة بجواز التعبد بكل الأديان السماوية هو اعتقاده بأن الاسلام حقيقةً ليس بدين !!!!!
وإنما هو شريعة .. مفككاً بين الدين والشريعة .. 
هذا الإعتقاد نقله تلميذه الشيخ أحمد الجعفري في قناته على التلغرام تحت عنوان ( مغالطات السيد الأستاذ الحيدري . في الصميم الحلقة ٣٦ ) حيث قال : وبالتالي عندما يقول الحق تعالى : { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلَامُ } (سورة آل عمران 19) فان الله تعالى يُريد كل تلك الشرائع لا فقط شريعة أسلام .. ومن هنا يجوز التعبد بها جميعاً بلا أي فرق بينها !! .. وبالتالي إن جاء قول الحق { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ } (سورة آل عمران 85) فان علماء الشيعة والمُسلمين غلطوا غلطاً فاحشاً بتفسيرها بخصوص (( الشريعة الأسلامية )) والكلام للسيد الأستاذا الحيدري - !!!  ومن يفسر الأية الكريمة بخصوص الشريعة  الإسلامية فهو (( جاهل جاهل جاهل الى مليار جاهل واكثر الجهل بين علمائنا - والكلام للسيد الحيدري - فانه لا توجد ولا آية واحدة تتحدث عن أن الإسلام وأن المراد منه إسلام الشريعة ابداً ابداً ))  وعندما تأتي اية { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } (سورة المائدة 3) فليس لها علاقة لا بولاية علي  (( صلوات الله عليه ))  ولا بالدين الإسلامي أبداً ادأبداً وأنتم جهلة إن فهمتم غير ذالك . انتهى كلام السيد الاستاذ الحيدري . 

ثم ردَّ التلميذُ على أستاذه مشكوراً وقال :
"وفي محل الجواب :  الظاهر ان السيد الأستاذ الحيدري كعادته في أمرين خطرين عنده ؟؟  من التعجّل الى أبعد حد ، فبمجرد أن يتلقف معلومة ما من جهة ما ، يأتي بها مهرولاً  و يلقيها على مستمعيه ، من غير أن يُدقق فيها ويبحثها بحثاً موضوعياً دقيقا ً .. و العادة الثانية : أنه يتّهم الآخرين بأنهم (( جهلة أغبياء )) إلى آخر قائمة الُتهم ......."
ثم تابعَ التلميذُ قائلاً : "ولا أدري هل قرأ السيد الأستاذ هذه الأيات د أم لا ؟؟   { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193) } (سورة البقرة 193) .. فأي دين هذا الذي يقاتل من أجله المُسلمون ... سيدنا الأستاذ ؟؟؟  وإذا كان  الدين شاملاً لليهود و النصارى فلماذا قاتل الرسول الخاتم اليهود  ؟؟ !!! 
وماذا تقول بهذه الأية .. { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } (سورة الأَعراف 29) .. فأي دين هذا الذي يُريد الحق منّا أن نكون فيه مخلصين ؟؟  .. وهنا ماذا تقول أي دين هذا الذي في هذه الأية { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) (سورة الأَنْفال 39) ؟؟؟ ....
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } (سورة الأَنْفال 72) وهنا أيضاً أي دين هذا ؟؟ ... هل هو الدين الإسلامي أم غيره ؟؟ ........ { قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } (سورة التوبة 29) .. وهل هناك أصرح من هذه الأية في بيان ما هو الدين عند الله تعالى ؟؟ فلو كان الدين يشمل شريعة اليهود كما تدعي سيدنا الأستاذ ولا يسمى ما عند المسلمين الدين الإسلامي ... فماذا تعني هذه الأية برائيك ؟؟ !!! " ...
إنتهى كلام الشيخ التلميذ .

تعقيبات
١- إن الآية ٦٢ من سورة البقرة نزلت حين إقامة المعجزات والبراهين القطعية على صحة دعوة النبي (ص) ، والبراهين القطعية بصحة دعواه (ص) تكشف عن بطلان أدلّة أتباع الديانات الأخرى بصحة دياناتهم ، وهذا لا ينسجم مع تجويز الآية المباركة للتعبّد بكل الديانات ، لأن القرآن يرى عدم صحة استدلالهم . إذن الآية ليست بصدد تصحيح التعبد بكل الديانات .
٢- لو قيل بأن بعض أتباع الديانات قاطعون بصحة دياناتهم والقطع حجة .
قلنا : إن هذا القطع من قبيل قطع القطّاع (وهو القطع بمعتقده بسبب أدلة لا تنتج القطع لدى عموم الناس) وهو ليس بحجّة .

وفي نهاية المطاف المرجو من الأحبة من مريدي السيد الحيدري أن ينظروا بعين البصيرة ويكفّوا عن العاطفيات والخطابيات ، وإن أرادوا المناقشة فلا بد أن تكون بالتي هي أحسن لان السيد حيدري ليس معصوماً وقد أفتى بجواز محاسبة حتى المعصوم .. !

نسأل الله تعالى أن يبصِّرنا والسيد الحيدري وجميع أتباعه بالحق واتّباعه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أبو تراب مولاي
٢٢ / ١ / ١٤٣٩ هجرية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابو تراب مولاي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/14



كتابة تعليق لموضوع : فتوى الحيدري بجواز التعبّد بجميع الأديان ومخالفته ( ١- للقرآن ٢- ولحديث أهل البيت ٣- ولحكم العقل ٤- ولقواعد أصول الفقه )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : علاء البصري ، في 2017/10/14 .

بعد أن سار على منهج القرآن فقط ( حسبنا كتاب الله ) وصل الى مثل هذا التخبط في النتائج التي ما أنزل الله بها من سلطان . وليس غريبا منه ذلك بعد أن رفض الكثير من البديهيات العقائدية الشيعية الثابتة ورفض مصادر الحديث بعد أن شكك فيها جميعا وأصبحت القضية مزاجية لبناء هيكله المقدس .

• (2) - كتب : محمد الجبح ، في 2017/10/14 .

وأيضاً لمزيد الفائدة :
بخصوص تعدد الاديان وانه مصطلح قديم ذكره اهل الكتاب انفسهم فيما بينهم وحكاه القرآن عنهم في قوله تعالى (وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
[سورة آل عمران 73]
فهذا يدل على ان لهم دين لا يعترفون بدين غيره ..

اما بالنسبة للاستشهاد بآيات اهل الكتاب على الجواز التعبد فانها على قسمين :
اما تحكي عن الماضين منهم قبل الاسلام وهذا يعرف من اسباب النزول
او فيها مجاز مرسل بلحاظ ما كان كما في (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۗ أُولَٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)
[سورة آل عمران 199]

فهذا صريح بايمانهم بالنبي فكيف لا يكونون مسلمين ..
وانما اطلق عليهم لفظ اهل الكتاب مجازا مرسلا بلحاظ ما كان .. كما في وآتوا اليتامى اموالهم .. اي : الذين كانوا يتامى ..
وهذا واضح لاقل تلميذ بلاغة ..





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net