صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

"مصطفى أمين" يلخص مشكلة العراق!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هذا عمود كتبه المرحوم الكاتب المصري مصطفى أمين في جريدة الشرق الأوسط وعلى أكثر تقدير في بدايات تسعينيات القرن العشرين , في عموده "فكرة".

 

يقول مصطفى أمين: " مشكلة العراق لا تحل بأن يذهب ديكتاتور ويجيئ ديكتاتور مكانه.

بل الحل أن تجيئ ديمقراطية حقيقية مكان ديكتاتورية , وأن يجيئ حكم الشعب بدل حكم الفرد , وأن تكون الأمة مصدر السلطات , لا أن تكون كل السلطات مجتمعة في رجل واحد يحكم ويشنق ويطغى ويستبد ويحي ويميت كما يشاء.

 

مأساة العراق لا يستطيع رجل واحد أن يضع لها نهاية.

 

ولا يستطيع حزب واحد أن ينقذ العراق من هولها.

 

ودول العالم المغلوبة على أمرها دفعت ثمنا باهضا عندما قلدت الحكم الفاشي وقلدت الحكم النازي الذي كان موضة في العشرينات والثلاثينات والأربعينات , ولولا هذا النظام الجنوني لما كان هذا هو حال دول العالم الثالث عندما تحول حكم الشعب إلى حكم العصابات , ولما كممت الأفواه وقيدت الأيدي وعصبت العيون وكتمت الأنفاس , وأنفقت الملايين على شراء الأسلحة التي يحارب بها رجل واحد أمته بأكملها.

 

ولما خاضت دول العلم الثالث حروبا لا عدد لها ولا فائدة منها , إلا أنها نفخت الأقزام ليصبحوا عمالقة  ,   وبقي الأقزام أقزاما نفخَهم الهواء فزادت أحجامهم وطالت أقدامهم وجعلوا شعوبهم تعيش في أكذوبة.

 

وعندما فتحت الشعوب عيونها اكتشفت أن الأحلام كانت كابوسا , وأن الذين جاؤوا ليحرروا الشعب قيدوه وكمموه وحطموه.

 

ومن الأسف أن الشعوب لم تكتشف هذه الخديعة إلا بعد أن عرفت أنها سقطت في مصيدة الطغاة , ووجدت أن الحرية المزعومة هي إستبداد ملعون حوّل الأحرار إلى عبيد ونشرت الرعب والحزن والذل بين الواطنين , فأصبح رجل واحد يتكلم والملايين وحدها تخرس بعد أن فقدت النطق , وامتلأت السجون والمعتقلات بالذين جرأوا على أن يقولوا لا للإرهاب والفساد والطغيان.

 

إننا نتمنى أن يتحرر العراق ويخرج من الزنزانة التي عاش فيها عشرات السنين.

الحرية وحدها هي التي سوف تحل مشكلة العراق."

 

هذا عمود صحفي جامع مانع ويغنينا عن ألف مقالة ومقالة عن العراق , ترى ماذا سيكتب اليوم عن العراق؟!!!

 

رحم الله كاتبنا الأستاذ مصطفى أمين , فقد أثرى الفكر والثقافة العربية بسلاف معارف أصيلة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/09



كتابة تعليق لموضوع : "مصطفى أمين" يلخص مشكلة العراق!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net