صفحة الكاتب : عبد الحسين بريسم

بعدما اصبح علامة فارقة للمدينة نصب المراه الميسانية
عبد الحسين بريسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

واقفة انت وسط اشجار وخضرة ارتوت من ماء نهر الكحلاء الابن الشرعي لنهر دجلة هو يمتد من اطراف سوق العمارة في جهته الشرقية الى حيث مدينة الكحلاء في قلب المدينة انت تقفين تلوحين للعائدين اليك ان تعالوا فان امكم   مازالت في الانتظار

 واقفة انت تشيري للقادمين
 يمر نهر الكحلاء على محيطه بدورة شبة كاملة ليحيط بخصر ثمثال او نصب المراة الميسانية  وهو يشمخ وسط مدينة العمارة وتحديدا في محلة الماجدية وعلى ضفاف النهر   تمثال عملاق هو تمثال المرأة الميسانية اوماجدة ميسان للفنان المغترب احمد البياتي ، ويرمز التمثال الى المرأة العراقية العمارية وقد صورها البياتي وهي تقف شامخة ، تحمل حمامة السلام وعجلة التقدم وعلى رأسها تاج الامومة ، وتحمل باحدى يديها بعض اوراق ( الكعيبة ) وهو نبات ينمو في الاهوار ، وقد اتشحت المرأة العمارية باللون القهوائي وهو لون عباءة الرجل ، وكأن البياتي يشير الى ان الرجل هو ستر المرأة كما هو معروف في الاعراف العراقية  كما يقول الاستاذ . علي الهاشمي

عن الفنان احمد البياتي
يقول الشاعر والناقد التشكيلي غسان حسن محمد ان الفان احمد البياتي من ذوي الراي الحر وبعدما اكمل دراسته  في دار المعلمين في ميسان وبعدها غادر الى ايطاليا وقد بلغني انه قدم اوراقه لنيل بعثة الى ايطاليا الا ان الوزارة في ذلك الوقت رفضت طلبه لانه محسوب على اليسار العراقي  فغادر العراق بشكل شخصي الى ايطاليا ودرس هناك وعمل الكثير من النصب والتماثيل والابواب في روما والبندقة وغيرها من المدن الاوربية  وعندما سالته لماذا اللون – القهوائي- في نصب المراة الميسانية  اجاب ان اختياري لهذا اللون لانه لون الارض والصحراء والقهوة العربية والخيول العراقية  وسحنة ابناء الجنوب عموما
لقد صمم البياتي هذا التمثال في ثمانينيات القرن الماضي كرد فعل على امتهان المرأة التي تعرضت لاقسى الظروف بعد ان اثكلتها الحرب ورملتها وايتمتها ، وقد بدأت تحت قسوة تلك الظروف تمتهن شتى المهن وتبتذل في بعض الاحيان ، فكانت ردة الفنان البياتي ان صورها شامخة عملاقة تحمل ما تحمل من رموز الكبرياء .

 نصب المراه يستعيد تسميته
 يقول السيد الهاشمي ان هذا التمثال سرق من حقيقته واشيع انه يمثل اسطورة تسواهن ، وهي من اساطير حرب الثمانينات ، والتي تتحدث عن امرأة من اهل الريف قاتلت الجنود الايرانيين في منطقة شرق دجلة وقتلت بعضهم ، وهذه من اساطير الحرب ومن الاساليب الاعلامية التي تستخدمها الحكومات العسكرية بدافع معنوي ، حتى ان اسم تسواهن اسم غير مستخدم في بيأة ريف العمارة وقد حاولت الحكومة انذاك وضع نصب يمثل اسطورة تسواهن غير ان ذلك النصب وكان من الجبس قد سقط وتهشم اثناء وضعه في المكان المخصص له عند باب موقع العمارة العسكري .
وقد شاع او اشيع ان تمثال المرأة الميسانية هو تمثال تسواهن والى يومنا هذا يطلق عامة الناس على هذا التمثال اسم ( تسواهن ) والمرأة الميسانية وتمثالها واحمد البياتي براء من تسواهن ومن الحرب واكاذيبها ، وهذا التمثال يجب ان يستعيد هويته الاصيلة كرمز ، للمرأة الميسانية الام والاخت والزوجة والبنت ، التي تحمل معاني الامومة والسلام ولنزهه من اسم تسواهن ومن رموز الحروب الحمقاء

ماذا يعني النصب لاهالي العمارة

سوال طرحت على فراس طه الصكر رئيس اتحاد الادباء في ميسان فقال
في مدينة كالعمارة يحتفي اهلها بموروث انساني حضاري قيمي كبير احتفاءهم بالفقر والعوز والاضطهاد في مدينة العمارة داب الناس على حكايات الاجداد حيث الكرم والشجاعة والكربرياء والشرف ولكل هذا كانت الام الميسانية ودورها الكبير والرمز الانساني والعشائري الكبير وهذا يمثل العائلة الميسانية التي تحمل كل القيم الانسانية العربية الاصيلة  واغلب هذا تجسد في نصب المراة الميسانية من العطاء والكبرياء والشموخ الذي ابدعة الفنان احمد البياتي واصبح النصب من العلامات الفارقة في مدينة العمارة

   يقول الاعلامي والشاعر ماجد البلدواي الذي رافق رحلة عمل نصب المراة الميسانية
لم تكن كتلة الحديد التي تنتصب عند منطقة الماجدية بالقرب من نهر الكحلاء بمركز مدينة العمارة بهيكلها الكبير إلا شاهدا حيا على عطاء المرأة العراقية في جميع مناحي الحياة، وهذا النصب الذي يختزل المعاني الإنسانية والوطنية يرتفع إلى (23مترا) مع القاعدة، حيث نفذ بطريقة فنية مبتكرة باستخدام حديد البليت سمك (18ملم)،
ويقول الفنان احمد البياتي الذي نفذ هذا التمثال: ان هذا التمثال الذي يعد اكبر تمثال في الشرق الأوسط يمثل الصوت النسوي الذي ينطلق من اهوار العراق، هذا الصوت الذي أرادوا خنقه وهو رسالة مفتوحة للأجيال لتقرأ بين سطورها النازفة سفر الإبداع العراقي ومعاناة المرأة في زمن الاضطهاد والقهر فهو يكتنز بالمضامين العميقة للمعاني والدلالات الفنية،
وبين الفنان البياتي : أن العمل هو مغامرة في استخدام صفائح البليت التي تعد عملية تطويعها صعبة للغاية إلا أن اصرارنا على خوض غمار هذه التجربة والمراهنة مع النفس والواقع جعلنا نتوصل إلى هذه النتيجة الطيبة، وهو كمعنى يمثل امتداد حي للماضي بالحاضر على وفق منظور فني جديد، ويتكون العمل من أربعة أجزاء إضافة إلى القاعدة التي تمثل متحفا صغيرا ويشكل مضلع من الخارج والتمثال هو ثالث عمل في العالم وأول عمل في الوطن العربي ينفذ بطريقة اللحام البارد من حديد الزاوية وصفائح البليت وقد شكلت مقاطع العمل تشكيلات ذات قيم كتلوية تتفاعل مع الفراغ، وان الحس المنظوري للعمل يوحي للمشاهد أن النصب قد خلق من كتلة طينية وبخطوط ومنحنيات تجسد المعاني الروحية بأبعاد إنسانية للرموز التي شكلتها كل المقاطع المرتبطة بهذا الفرح ،
ويضيف: لقد جعلت منه كتلة صلدة متحركة ليس في عرضها فحسب بل في طولها لكي تولد رموزها ودلالاتها،فهناك مزج بين النخلة وسعفها مع غطاء الرأس وكذلك بيادر الحنطة والشعير التي تطوق رأسها بقارات العالم الخمس أما قرطها المتدلي من إذنها اليسرى فهو رمز للثروة السمكية وآلات الصيد( الفالة والفانوس) وخصلة شعرها المنسدلة على كتفها الأيمن هو رمز للإلياذة القديمة السومرية حيث آلهة الحب والخصب والجمال عشتار ، انها تحمل مضامين الاهوار بكل مفرداتها ومعاناتها،
والفنان احمد البياتي (1945) حاصل على شهادة الدبلوم العالي في الترميم الفني من فلورنسا وشهادة الماجستير في التقنية الحديثة للمرمر والبرونز والحجر وحاصل على تخصص عال بدرجة امتياز من مدينة كرارا بايطاليا، وله أعمال نحتية من البرونز والمرمر وله تمثال في متحف الفن الحديث في مدينة ميلانو بايطاليا يزن (4 أطنان) من مادة الرخام الأبيض فضلا عن تماثيل صغيرة تتوزع على متاحف المدن الايطاليا.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الحسين بريسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/22



كتابة تعليق لموضوع : بعدما اصبح علامة فارقة للمدينة نصب المراه الميسانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net