صفحة الكاتب : نبيل القصاب

مصير حكام الأنظمة العربية ؟
نبيل القصاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بداية اود أن أذكركم ببعض من صفات وافعال الحكام العرب وهم على كرسي الحكم .. مساكين هؤلاء اصابتهم داء العظمة .

* بكل تأكيد لم نسمع أو نقرأ أن أحدا  ً من الرؤساء جاؤا عن طريق غير طريق الأنقلابات الدموية , وقاموا بقتل أو أعدام كل من كانوا في السلطة من الرؤساء والحاشية والوزراء وصولا ً الى ساعي البريد . يعني أي منهم لم يأتوا عبر صناديق الأنتخابات . والمثير للضحك أن البعض أعلن الأنقلاب على الملكية وتحولت الدولة الى الدستور والجمهورية لكن توالت العائلة واحدة تلو الأخر . فكيف بالدول الملكية ؟

* كل من وصل الى كرسي الحكم  كان يبدأ بالوعود والنهضة والتقدم واعادة الديمقراطية والحرية للدولة , وأعادة الهيبة للدولة , وتعديل الرواتب والوظائف , والتحاور مع المعارضة , واعادة كتابة الدستور .. والخ من الأحلام الوردية .

* بعد فترة وجيزة , تبدأ الأعدامات والأعتقالات , وأضطهاد الشعب , والحكم بالنار والحديد , ومحاربة الديمقراطية والحرية . والتحرش بدول الجوار وتصدير المشاكل الداخلية للخارج .

* الرؤساء والحكام  هم أولاد العم سام ويعملون سوية تحت الطاولة , عملاء وخونة , وفي العلن يشتمون ويتهمون أسيادهم بالأستعمار والصهيونية .
 
بعد الثورة النرجسية للشهيد محمد البوعزيزي في تونس , هذا الشهيد الذي كان سببا ً رئيسا ً في أندلاع شرارة الثورات العربية وسقوط الأنظمة واحدة تلو الأخر , وكل واحدة بشكل مغاير . بدء ً بهروب بن علي وأنتهاء ً بمقتل القذافي يوم أمس . خرجنا بدروس ان الشعوب في المنطقة لم يعودوا جبناء وساكتين عن الحق والعدالة والعيش بحرية . 

هؤلاء الحكام في الدول العربية طبقوا كلمة الدكتاتورية بكل معنى الكلمة وأضطهدوا الشعوب الى أقسى درجة , ولم يرحموا الأمهات والأباء , ولم يشفع بكاء الأولاد والزوجات , واعدموا الألوف من الرجال وخيرة شباب الأمة , من دون محاكمات أصولية أو الأستماع لهم . ولم يعرفوا معنى كلمة الحرام والقتل , والأبادة , ولم يحسبوا حساب للأيتام والأرامل .

لكن سبحان الله عندما يحين ساعتهم ويثار الشعب , ويقعوا تحت طائلة وقبضة الشعوب المغدوره يتوسلون ويبكون , ومثال على ذلك , وأنا ارى لقطات من أخر لحظات حياة الدكتاتور القذافي , وهو يتلقى الضربات من الثوار وهو يقول حرام الذي تعملوه ؟؟ , أنا ابوكم ؟ أنا الرئيس ؟ . رغم انه اعدم الألوف ولم يعرف كلمة الحرام , وحكم هو واولاده دولة  ليبـيا 42 سنة بالنار والحديد وجمعوا أكثر من 130 مليار دولار .

ليكن مصير صدام والقذافي وبن علي وحسني مبارك , درسا ً للأخرين ويتعلموا . ويعرفوا أن الظلم لاتدوم للأخير . ومهما ظلموا وأعدموا وقتلوا , في النهائية مصيرهم مصير هؤلاء . وكل من لايعمل للدولة والشعب فليترك الكرسي قبل المصير المؤلم . أو يبقى وينقذ نفسه باعادة النظر في القوانين والمؤسسات الأمنية والقمعية .

النقطة المهمة مطالبة الأمم المتحدة بتحقيق عادل ومنفصل حول عملية اعتقال وقتل الدكتاتور القذافي , لكن لم يطالب طوال أكثر من اربعة عقود بالتحقيق في قتل واعدام الألوف من الآبرياء في ليبيا . ولحد الأن لم يتحركوا ضد القمع والقتل في سوريا واليمن ودول أخرى ؟ فلماذا الكيل بمكيالين من مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة ؟ هل فاقوا من النوم وتذكروا حق الأنسانية بمقتل القذافي ؟ إذا كان القذافي قتل بطلقة في الرأس فأن المقتول أذاب الألوف الأبرياء في أحواض  التيزاب  ودفن الألوف وهم أحياء .

ليتعلم الرؤساء من الأحداث الأخيرة , ويتعلموا من ثقافة دول أوروبا , كيف أن الرئيس يتنحى من خلال أنتهاء مدة حكمه , وتسليم الكرسي الى الأخرين عبر صناديق الأقتراع . ويتعلموا الديمقراطية والحرية من تلك الدول , وكيف أنهم يحاولون بكل الطرق خدمة الشعوب وتوفير مقومات الحياة والأنسانية .

كفانا حكم الدكتاتورية , والقتل والأضطهاد والقمع . وليتعلم رجال الساسة الجدد من بعد الثورات في العراق وتونس وليبيا ومصر وقريبا سوريا واليمن والسودان ودول اخرى  , أن الفرصة أتية للعيش في الأمان والسلام وأنتخاب من هم الأجدر في الجلوس من جديد على كرسي الحكم . 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل القصاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/22



كتابة تعليق لموضوع : مصير حكام الأنظمة العربية ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net