صفحة الكاتب : مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية

أطفال الدواعش في العراق التعامل الانساني والتحرز الامني
مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مؤيد جبار حسن/مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية
 
ترك تنظيم داعش الارهابي حال انهزامه من محافظات العراق التي احتلها سابقا، العديد من الالغام والبيوت والسيارات المفخخة، لكنه خلف ما هو العن وأصعب من ذلك كله، انهم أطفاله الصغار.
عند دخول الدواعش الى ارض العراق وانكسار الجيش امامهم، استقر لهم الوضع، وهنئ لهم العيش، فذهبوا لاشباع رغباتهم وشهواتهم من نساء البلد او من المهاجرات العربيات والاجنبيات. وكانت نتيجة هذه الزيجات المشوهة العديد من الاطفال، لا يعرف عددهم على وجه التحديد، لكن من المتوقع ان يكون يمين الرقم اكثر من ثلاثة اصفار.
هؤلاء الاطفال يمثلون مشكلة بالنسبة للعراق، فلا يستطيع الاخير الانتقام منهم ومحاكمتهم بحكم عمرهم وبتهمة لم يرتكبوها هم، والان البلاد تدعي تطبيق حقوق الانسان وحماية الطفولة اول شروطها. كذلك لا تستطيع بغداد تجاهلهم واهمالهم، لما يمثلونه من قنابل موقوتة وخطر على الامن القومي العراقي.
أغلب صغار داعش يتامى، قتل ابائهم او امهاتهم اثناء المعارك مع القوات الامنية العراقية، والاسرى منهم سيواجهون عقوبة الاعدام. فبالتالي لا معيل لهم ولا أسرة تأويهم. ومع الظرف الامني الذي استتبع تحرير المناطق العراقية من رجس داعش، قام الاهالي المتضررين من جرائم التنظيم بتهديد عوائل المنتمين له بترك بيوتهم او الموت. كما فعل اهالي القيارة بتهجير عوائل الدواعش من مناطقهم. 
العقوبات المجتمعية تركتها الحكومة تأخذ مداها، اما حكمة منها لتخفيف التوتر هناك، او ضعفا في فرض هيبة القانون وسطوته، فانبرى كل صاحب حق للمطالبة بحقه بيده. لكن بالطبع على السلطات ان تسترجع سريعا المبادرة في فرض الامن المجتمعي وعدم ترك الامر لأهواء السكان هناك.
وفي موضوع الاطفال من زيجات داعشية، يجب على المسؤولين في الدولة العراقية ان يحسنوا التعامل في هذه القضية، من منطلقات اسلامية او منطلقات حقوق الانسان والطفل. عبر دراسة حالة كل طفل على حدة، فمن لا أسرة له تحتضنه يجب ان يتم إيوائه في دور الايتام، ومن له اقارب يتم تسليمه لهم ومراقبة حالته بصورة دورية، ومن كان لأبوين اجنبيين يسلم الى دولة ابيه، ان طالبت به الاخيرة. 
الخيارات كثيرة لمعالجة حالة اطفال مقاتلي داعش، لكن على قادة العراق وعقلاءه عدم تجاهل هذه الفئة الخطيرة التي زرعت داخل نسيج المجتمع العراقي، فالطفل التي اخرجه افراد القوات الامنية من تحت الانقاض ونهض وهو يشير لعلم العراق بعلم المرتدين، تعرض لغسيل مخ كبير.
وجل ما يخشى منه ان يلج هؤلاء الصغار الابرياء في دوامة المنازعات والمناكفات السياسية، ويصبحوا وجبة دسمة على موائد الاخوة الاعداء النهمة. ويتلقفهم الطائفيون لتثير فئة منهم سخط جمهورها بمن يريد الاعتناء بأبناء الدواعش وتستغل فئة اخرى تعاطف متابعيها بأطفال قد يجري الانتقام منهم بجريرة ابائهم وامهاتهم. 
وكما ان الدولة كيان مجرد مبني على اسس قانونية يجب ان يكون تعامل الدولة مع قضاياها بشكل موضوعي ومجرد، بعيدا عن العاطفة والانجرار ورائها، وما قد يسببه الفعل الاخير من مأس وتعقيدات. لذا فعلى الحكومة العراقية ان تتحلى بالشجاعة والقوة وهي تواجه مخلفات داعش الارهابي. وان لا تتقدم مصلحة على مصلحة الوطن، ومن نتائج تحقيق الاخيرة الحفاظ على الامن القومي والسلم الاهلي والمجتمعي من كل طارئ او دخيل. والتعامل بحكمة وشفافية مع قضية اطفال داعش يصب في هذا الموضوع.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/03



كتابة تعليق لموضوع : أطفال الدواعش في العراق التعامل الانساني والتحرز الامني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net