صفحة الكاتب : واثق الجابري

بين التسوية والإستفتاء حديث وأحداث وندم
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

معظم القراءات الواقعية والتنبؤات، كان تشير الى خروج العراق منتصراً على الإرهاب، ولكنها جولة مهمة من معركة طويلة، ولابد من البحث عن حلول لمواجهة القادم ما بعد داعش، ونفس التوقعات تشير الى ظهور جيل اسوأ من داعش، ولم تصف لنا أدواته وسلاحه وقادته، لكنها اشارت الى نفس الأيادي التي أتت بداعش.
كل المؤشرات على شبه الإتفاق بالحاجة لمعالجة المرحلة ما بعد تحير الموصل، والشروع بمشروع كبير لحل المشكلات، كونها خطر على كل المكونات دون استثناء.
طرحت بهذا الصدد عدة مشاريع للحلول، وأن أختلفت في عناوينها، او بعض فقراتها، إلاّ بعض الجهات حاولت أن تكون هي من يمسك مقبض الحلول وأن أنحصرت رؤيته بزاوية ضيقة الأفق، والمعظم الأطروحات تطمح لعراق موحد آمن، لا يسمح لأسباب تؤدي الى افعال أكثر شراسة وعنف وإنحراف من داعش، وأنا واحد ممن كان يعتقد أن لا أسوأ ولا اشنع من داعش إجراماً، وقد مارسوا الإنحطاط والرذيلة بأقسى ما عرفته البشرية.
لكنني كما غيري اعتقد ليس صعباً على الجهات التي جاءت بداعش للمنطقة، أن تبحث عن اساليب مغايرة، وكما يروي لنا تاريخ السنوات الأخيرة تدرج الجرم الإرهابي الى قمة الإنحراف والبشاعة، وإستنفذ كل انواع الجريمة، ولابد له بالبحث عن اساليب آخرى تُشعل حرب أهلية عجز عنها التكفير، وتنامى بالضد منها كراهية للتكفير من بشاعة الافعال والانحراف، لذا كان البحث عن طرق غير متوقعة، وإشعال حرب أهلية لتقسيم العراق ثم بقية المنطقة الإقليمية، الى دويلات على اساس طائفي او قومي.
إن التسوية كانت من ابرز المشاريع المطروحة، وأكثرها نضوجاً بالمضمون لمعالجة الفشل الحكومي والتقاطع السياسي، وحل المشكلات المتراكمة، سيما منها ما خلفه الإرهاب من تبعات إجتماعية ونفسية وقانونية، ونزعات تطرفية وقومية ومطامع سياسية، وهذا ما جعل تطبيقها ضرورة إستراتيجية، ولكن التدافع السياسي هو من أخرها، ولو أنها طبقت بعد معركة الموصل كما كان مخطط لها؛ لما ندمنا اليوم على إتخاذ الكورد قرارات غير مدروسة، وسعي لتقسيم العراق، وتحقيق ما أُريد لأسوأ من داعش.
طرح التسوية قبل أكثر من عام، إدراك لوجود أكثر من خطة بديلة للتقسيم والحرب الأهلية.
إنبرى سياسيون لإيقاف حشد المواقف المحلية والإقليمية والدولية والأممية، وتحركت أقلام مأجورة لأسباب حزبية ضيقة وشخصية أنانية، وتعطلت لكنها لم تمت بسبب قناعة الأغلبية من التحالف الوطني، وتبني الأمم المتحدة، وإذا بالعراق يجد نفسه بمواجهة مشروع التقسيم، وتهديد الإرهاب مرة آخرى، وفي طريق السير الى إقناع الأطراف السياسية بتسوية وطنية أو حلول تنهي الخلافات والمطامع الحزبية، وإذا بطعنة الإستفتاء في خاصرة الوطن.
ندما على عدم تطبيق الفدرالية بعد 2005م، ومنها تكون كركوك والمناطق المتنازع عليها غير تابعة لإقليم، وندمنا على فعل سياسي أنتج التناحر والخراب، وركب بعض ساستنا الطائفية للحصول على أصوات؛ وتجذر الإرهاب من فعلهم، وسنندم في حال عدم الشروع بالتسوية او المصالحة الحقيقية أو أية تسمية والمهم حلولها المنتجة، وسنندم على إستفتاء كوردستان؛ لتنصلهم عن العهود والمواثيق والدستور، وحديثنا طويل بالندم ولكن لو تم تطبيق التسوية لما وصلنا الى الإستفتاء..!!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/03



كتابة تعليق لموضوع : بين التسوية والإستفتاء حديث وأحداث وندم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net