صفحة الكاتب : محمد كاظم خضير

علي الأكبر .ع. قمة الوعي في زمن الطغيان
محمد كاظم خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لقد كان أصحاب الحسين (عليهم السلام)، تعبيرٌ صادق عن الإخلاص للحقّ، والنقمة على الجور، إنّهم تعظيم للتضحية والفداء، وعنوان للحقّ والواجب والشجاعة، في قبِال الموت، إنّ هؤلاء العظام قد نظموا بجهادهم نشيد الحماسة، يرددون هتاف الحقّ والحقيقة والعدل.
كان سيِّد الشهداء في ليلة التاسع من المحرّم، على الرغم من أنّ الموقف كان رهيباً، والاستعداد على أشدّه، يفكر في أمر جيشه وأنصاره، حيث جمعهم وأمر أن يتم تسريحهم من الدفاع عنه والتخلي من المهمّة التي كلّفوا بها.
يقول لهم، أمّا بعد: «فإنّي لا أعلمُ لي أَصحاباً أوفى ولا خَيراً من أصحابي ولا أهل بَيتٍ أبرّ ولا أوصلَ من أهل بيتي فجزاكم اللَّه عنّي خَيراً، ألا وإنّي أظنّ يوماً من هؤلاء الأعداء غداً، ألا وإنّي أذنتُ لكم، فانطلقوا جميعاً في حلًّ ليس عليكم منّي ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً». وأضاف قوله: «ثمَّ ليأخذ كلّ رجلٍ منكم بيد رجلٍ من أهل بيتي، ثمَّ تفرّقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرّج الله، فإنّ القوم إنّما يطلبوني، ولو قد أصابوني لهواً عن طلب غيري».
لقد تجلّت صور عمالقة كربلاء في ليلة عاشوراء، حيث رفضوا الدنيا وأكدوا أنّهم مرابطون ذاتياً وبإيمانهم وأبانوها ظاهرة حقيقة في يوم الواقعة. كان عليّ بن الحسين واحداً من أولئك الشجعان أوّلاً حقّاً، فهو يضارع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في خلقه وأخلاقه، التي امتاز بها. وفي تراب تلك الواقعة تقدّم عليّ الأكبر للشهادة، فاستأذن أباه في القتال فأذن له، ثمّ نظر إليه الإمام (عليه السلام) نظرة آيس منه، وأرخى عينيه فبكى، ثمّ رفع سبّابتيه نحو السماء وقال: «اللهمَّ كن أنت الشهيد عليهم؛ فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكنّا إذا اشتقنا إلى وجه رسولك نظرنا إلى وجهه. اللهمَّ فامنعهم بركات الأرض، وإن منعتهم ففرّقهم تفريقاً، ومزّقهم تمزيقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترضِ الولاة عنهم أبداً؛ فإنّهم دعونا لينصرونا ثمَّ عدوا علينا يقاتلوننا ويقتلونا».
لقد آثر هذا العملاق الموت واستهان بالحياة في سبيل كرامته وعقيدته، كان مواسياً حريصاً صادقاً مع الإمام الحسين (عليه السلام)، وعليه فهو أوّل من اندفع بحماس من الهاشميين إلى حرب الأعداء، لم يبالِ بمجاهدة الظالمين.
قُتل علي الأكبر مدافعاً عن دينه وعقيدته بعد أن أدى واجبه بكلّ صدقٍ وإخلاص وحصل على الشهادة التي هي نعمةٌ إلهية نادرة، نعمة تقتضي شروطاً لابدّ من تحقيقها، إنّها تمثل دفاعاً عن قضية عادلة، قضية بيع النفس لله سبحانه وتعالى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد كاظم خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/30



كتابة تعليق لموضوع : علي الأكبر .ع. قمة الوعي في زمن الطغيان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net