صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

الحسين خُلق ليكون ذبيحاً ! 
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

التاريخ العربي الذي اتجه نحو الانحدار، الذي كانت تخشى منه الهاوية ، ليذهب باتجاه الجاهلية مرة ثانية، ولكن الجاهلية هذه المرة كانت امر حالاً، لان جاهلية العرب قبل الاسلام كانت اثارها عليهم فقط، اما بعد الاسلام فكانت اشد خطراً، لان العرب كانوا اسياد غيرهم بفعل الرسالة التي اعتقد البعض انها ميزتهم عن غيرهم، لتظهر لنا نزعات عنصرية وقومية وسلطوية تهدد الرسالة بكاملها، وحتى قبل يزيد كان هنالك من القادة العرب من يُعتبر رائد القومية، الذي كان يطلق الاسرى العرب ويحجز غيرهم، وبالتالي فان الامة كانت تتجه لغير وجهتها التي وجهتها الرسالة، وبالتالي مالم تصعق لتعاد الى رشدها فأنها آفلة وان لم تأفل في حينها !. 
كل ذلك كان لابد من الحسين لا غيره، لان اسس الرسالة اصبحت اهش من ان تحمل رسالة بهذه العظمة والعالمية والاصالة، لان ادواتها كانت مخربة مرتدة لم تؤمن بالاسلام، الا لانه يجعلها على رإس السلطة ليتسلطوا على اقوامهم واقوام غيرهم، حتى وصلوا الى السلطة فاظهروا معادنهم وقالوا ( لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل )، وهذا ان دل فيدل ان قيادة الاسلام ان تمثلت بمنصب محدد فقد اسند هذا المنصب لغير اسلامي تظاهر بالاخير ليحكم باسمه .
المسالة لم تكن تحتمل التأجيل او التقية، لان الاولويات اخذت تتزاحم بين حفظ النفس وضياع الاسلام، وبين حفظ الاسلام والتضحية بالنفس والاهل والعشيرة، لتترجح كفة الاسلام لان مصير وجهد وتضحيات 24 الف نبي كانت اهم من ان تترك بيد سكير فاسق يقود الامة، وبالتالي ستزهق النفوس وستذهب تضحيات الالاف من الانبياء هبائا منثورا، فلا حفظنا النفس ولا حفظنا تراكم الجهد النبوي، لنقف امام سؤال محير لحفظ دم الحسين، من غيرهُ تم اعداده ليتحمل هذه المهمة الالهية التي اعدها له رسول الله (ص)؟، لانه ذبيح الله المنتظر الذي سيغير هذه المعادلة بدمه الشريف، قطرات دمه وصرخاته التي ان دلت فتدل على القاء الحجة وصحوة الضمير، لا الخوف على النفس ، لتصعق الامة وتفيقها من سباتها الذي كان بسبب تزاحم الاولويات ايضا، بين حفظ الدين وحفظ المصالح كملك الري وغيره، لتنهض الامة من جديد وتقتص من قاتل روحيتها ودينها، لتكون هذه النهضة عنوانا يتجدد كلما اوشكت الامة على الضياع، ليخرج من نسله رجلٌ ينقذ الله به الامة، فانقذ الله بحفيده العراق من اكثر هجمة وحشية عرفتها البشرية، لننتظر من تسلم راية الذبيح لينشر العدل بعدما ملئت ظلماً وجورا .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/27



كتابة تعليق لموضوع : الحسين خُلق ليكون ذبيحاً ! 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net