صفحة الكاتب : رسل جمال

الحسين لم يطلب الانفصال
رسل جمال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تدور عجلة الحياة حول محورها وفي ذات القطر، اي ان الايام دول، والتأريخ يعيد نفسه شئنا ام أبينا، قبل ألف واربعمائة سنة من اليوم، اغتصب الحكم اغتصابآ من اصحابه، وانتهكت شرعية الخلافة المحمدية، على ايدي آل امية، وأصيبت الامة بوباء فقدان الذاكرة!

اذ اقدمت على قتل ابن بنت نبيها، رغم حداثة الدعوة وولم يمضى على نزول الوحي سوى ستون عام!

رغم هذا وذاك، اعلن الحسين عليه السلام، انه لم يخرج أشرآ ولا بطرآ، ولا يريد الانفصال عن الدولة، او شق الصف، كذلك لم يدعو الى الاستفتاء، انذاك بل اراد الاصلاح للأمة بأكملها، فنبرة الخطاب الذي صدح به، لطالما كان الخطاب الوحدوي الاصلاحي، والنهضة بواقع امة جده، التي قاربت على تدمير والغاء وجودها الاسلامي والفكري الصحيح.

ان القارئ والباحث في زوايا الثورة الحسينة، يجد انها ثورة ثرية الجوانب والابعاد، وما ترتب عليها لاحقا وخلودها وصمودها، امام عوامل التعرية المناخية للفكر الانساني، يؤكد هذه الحقيقة.

عمل الحسين كفلاح دؤؤب، لم يعبأ بسوء الاحوال الجوية، وقله المياه المتوفرة، اذ استمر بغرس بذور عدم الرضوخ للظلم والطغيان، وعدم الخضوع او الخنوع، اراد ان يقول انكم لستم قطعان من الدواب، تساق كما تساق الخراف بقوة العصا!

فهو من قال "مثلي لا يبايع مثله" اشارة واضحة لاستحالة المقارنة بين شخص الحسين، ويزيد وان طرفي المعادلة غير متكافئ منذ البداية، فكانت النتيجة حال الامة المتدهور كما نشهده الان!

هذا هو حال عظماء الانسانية، الذي لطالما يتناسون جراحهم امام مصلحة الامة، وديدنهم المحافظة على الوحدة و لملمة الشتات، وترسيخ الخطاب الوحدوي، الذي يحتضن الجميع تحت خيمته، اما اليوم ونحن نستنشق عبق الثورة الحسينية الخالدة، في هذه الايام من محرم الحرام، نشهد اولى خطوات الفرقة والتشظي، وارتفاع نبرة تدعوا الى الاستقال!

يا ترى هل اخواننا الكرد كانوا عبيد للعرب واليوم ثاروا للمطالبه بتحريرهم واستقلالهم؟ هل كانت اراضي الاقليم يوما مستعمرة لحكومة بغداد؟ رغم ان الاخيرة هي الوحيدة  في المنطقة من احترمت حقوق الكرد، وتعاملت مع حكومة الاقليم كدولة شبه مستقلة بالموارد ولكن لها حقوق بالموازنة العامة!

الجارة ايران لديها اكراد بين صفوف شعبها، وفي سوريا كذلك، وتركيا تكاد لا تخلو من اكراد، لكننا لم نسمع لهم حسيسآ حتى، " فهل جزاء الاحسان الا الاحسان" .

ان اجراء مثل هكذا استفتاء فاقد للشرعية الدستورية، يعد بمثابة قفز فوق الاتفاقيات التي تعاهدت عليها حكومة اقليم كردستان، بحفظ وحدة البلاد وارواح العباد، لكن على مايبدو ان الانتصارات المتلاحقة للعراق على داعش الارهاب، ومحاولة البلد النهوض من جديد، لم تروق لبرزاني الذي يصر ان يمسك بمشرط الفرقة ليقسم خارطة العراق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رسل جمال
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/25



كتابة تعليق لموضوع : الحسين لم يطلب الانفصال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net