صفحة الكاتب : ياس خضير العلي

السعادة والشهرة تؤمان مع الشقاء !
ياس خضير العلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الكثيرون يطلقون أسماء المشاهير على مولود جديد تيمنآ بأن يحصل على ماحصل عليه هذا من موهبة وتمتع بالحياة وحب الناس ولكن لايعلمون أن حياة هؤلاء العائلية والخاصة رغم الشهرة والمال لايعلمها ألا الله و ولو تنشر الصحافة الحقائق عن المشاهير وبدايات حياتهم وعوائلهم والمال الذي يتمتعون به ومن أين حصلوا عليه بمختلف المواهب المشهورة من الأدب والفن والسياسة وكل موهبة , وكانت العرب المسلمون خاصة المؤمنون يطلقون أسماء من القرآن الكريم  تيمنى بآل البيت والصحابة الكرام , وأسماء القصص القرآنية بالسور هي لأنبياء لها معنى البعض لايعلم ذلك لأنك عندما تقول أسماعيل (ع)  يعني انه ولد  لأبيه على كبر من السن وبعد صبر , أو أيوب  يعني أهله مروا بضائقه وفرج عنهم أو يوسق يعني ابوه تعرض للسجن والغدر من اهله , ويعتقد المسلمون الخبراء بالأسماء أنه ربما تتكرر نفس أو قريب من حياة من نسمي الأبن بأسمه ومن يسمي مثلآ ( علي)  سيكون اقاربه اعداءه عشيرته و سيهاجر من بيته الى أرض جديدة , وهكذا هي تجارب وقناعات ..

ولكننا لانستطيع أن نجد أدلة كافية تثبت أن العباقرة والمشاهير كلهم عانوا من أستيائهم من حياتهم الخاصة  العائلية وزوجاتهم وحاجتهم للمال , والأمام علي (ع) يقول ماجمع مال ألا عن  حرام أو بخل شديد !,  والصفتان القبيحتان هاتان لاتليق بالمشاهير والعباقرة الموهوبين , وفي التاريخ العالمي للأمم نجد المشهور العظيم هوميروس , يقال لم يكن سعيدآ في حياته العائلية الخاصة وشكسبير الكاتب الانكليزي الشهير  كان يعيش الكفاف بالريف بعد تقاعده من عمله كمدرس وعاش مع الطبقة المتوسطة من المجتمع ولم يذكر شيئآ عن حياته العائلية ,الا أن التحليل النفسي لماكتبه وكما يقول الكاتب العربي المصري عباس محمود العقاد عن كتابة القصة الطويلة والرواية , أن الكاتب لايستطيع السيطرة على نفسه فيسترسل بالكتابة ويفرغ مايدور بعقله وذهنه ويضع لمساته ومعاناته على لسان شخصياته ولذا أعتبروا أن شكسبير كان محافظ عائليآ ولكن من مسرحيته التي كانت روايته (هاملت) نجده يحدد ويعدد هموم البشر التي ربما هو احد ضحاياها وهي لاتحتوي على معاناة من المال والحبيبة الزوجة وهي _
_قرع سياط الدهر وهزؤه .
_لوعات الظالم ومذمة المتكبر .
_لوعات الهوى المزري وتباطؤ سير العدالة .
_وقاحة المركز والوظيفة والأزدراء الذي تلاقيه الجدارة من الدنيء وتصبر عليه .
لكن سقراط الفيلسوف العالم المعروف أشتهرت زوجته بلسانها السليط وسؤ أخلاقها وصبر عليها صبرى عجيبآ ربما كان أنشغاله بالعلم والبحث قد جعله ينسى نفسه فتظن أنه يعيش معنا ولكنه بعالمه الخاص الذي حتى زوجته هذه لم تدخله ..فكان معها صبور حليم .
أما دانتي فكان من عائلة ثرية جدآ وتزوج وله 4 أبناء وعاش حياة زوجية لم يذكر عنها معاناة بما وصلنا منه ربما لأنه ورث كل شيء جاهز , وحتى بتاريخ العرب قبل الأسلام نجد أتهام لأمراء قبائل عربية يقال انهم لم يكتبوا  هذا الشعر المشهور بل أشتروه من شعراء فقراء بعشيرتهم ونسبوه لهم مقابل لقمة العيش , ومنهم أمرؤ القيس وغيره .
أبو العلاء المعري  كانت عيشته الزهد بعد أن فقد بصره بشبابه , لكنه أثرى بعد شهرته من العطايا وكرم الأمراء حسب الروايات ,كان اسلوبه بنتاجاته فيه التشاؤم وترفعآ عن المصائب الشخصية , لذا نجد البروفسور بجامعة أنكليزية السيد ( جبا) يقول عنه _
تلوح خلال أفكاره حةل الماساة البشرية نار الكراهية الشديدة للظلم والرياء والخرافات ....
أرى انه شخص مأساة البشرية ولم يذكر مىساة حياته التافهة ..
ألا أبن خلدون فلقد كان وزيرآ وعاش بكنف ومجالس الأمراء  ألا أن نهاية عائلته كانت حزينة جدآ ربما الحسد للمشاهير كما يسميه العامة من الناس  , حيث هرب بنهاية حياته الى مصر وجاءت عائلته الى مصر بالسفينة بحرآ من تونس اليوم ولكن السفينة وأثناء أنتظاره لها على ساحل البحر احترقت بمن فيها قبل وصولها الساحل بمسافة قريبة ليشاهد نهاية عائلته الحزينة هذه التي جعلته يعتكف ببيته ولا يكلم أحدآ لموته !
الحقيقة البؤس يحفز على العمل والجد للخروج من ظلمة الحال الى نور السعادة هذا عند المتفاءلين بالمستقبل , ولو لا ذلك لما قال الشاعر العربي _
ليس الفتى من يقول كان       أبي أنما الفتى من يقول هاأنذا !
يرى علماء النفس والأجتماع والدين أن الموهبة تولد مع الأنسان ولاعلاقة للبيئة والمجتمع بها .
يقول العالم الفيلسون الأنكليزي (  H.A.Wells)_
العباقرة هم ملح الآرش أناس في اعتقادي لاتؤثر فيهم مظاهر الثروة الخارجية ولا الفاقة الحاجة المالية , فقد يعيشون في راحة في بيت سعيد و وقد تكون موحشة كالبهائم على وجه الآرض و لكن أنكبابهم على خدمة القضايا العظيمة يجعلهم في معزل عن حوادث العالم التافهة , التي تتكون منها حياة الاشخاص الاقل شانآ فتفسدها ...
ونحن لانريد أن نشخص طفولتهم وليس حياتهم الزوجية فقط فلقد كان انشتاين العالم المعروف قد استدعيت أمه للمدرسة وهو بالصف الخامس الأبتدائي ليطرد لعدم قبول تصرفاته بالصف من مدرسيه أعتبروه مجنون لانه كان يقاطع المدرسين بدرس الرياضيات والعلوم ويعترض على نظريات ومعلومات علمية ومنها معادلات رياضية , ولكن أمه كانت ذكية ولها الدور الكبير بحياته لأنها ىمن أن أبنها موهوب ونابغة عصره سيكون وتاريخ علمي لمن بعده , فأخذته  للبيت واصبحت هي مدرسته وتدرسه المنهاج الذي يدرسه اقرانه وتمنحه الشهادة نهاية كل سنة دراسية الى أن اوصلته بمدرستها لأكمال مايعادل الجامعة , فذهب وقدم نظرياته وناقشها وأصبح عالم يتم منح شهادات الماجستير الدكتوراه للطلبة لليوم عن بحوث بأجزاء بسيطة من نظرياته وهو بالحقيقة موهوب تخرج من مدرسة عائلته لأنه البيئة الخارجية والمجتمع رفضوه بل اتهموه بالجنون , وليس لدينا شيء عن حياته الخاصة منشور بالصحافة العالميةة ألا انه بعد الحرب العالمية الثانية وخراب المانيا الهتلرية حيث عاش هاجر لأمريكا ليكمل بحوثه مع علماء أمريكان ...
ومن عالم السياسة الكثير من القصص ولكن سأنقل لكم رسالة الملك فيصل الثاني بذكرى عيد ميلاده المؤرخة في شهر مايس 1949م موجه الى العراقيين وهو شاب دون العشرين يدرس بلندن وأوصى بالملك بالعراق لخاله بالوكاله لحين أكماله الدراسة الثانوية والجامعية تجدون انه يوضح ذلك وأنه كان ضحيه القدر حيث قتل والده وهو فتى يافع وانتبهوا لمله واحلامه ولكنه قتل عام 1958م بعد عشر سنوات من هذه الرسالة يقول فيها _
شعبي العزيز
يسعدني أن انتهز فرصة عيد ميلادي لخاطبكم جميعآ,أنني وأن بعدت عنكم في الجسم, فأني قريب منكم في الروح والفكرو أنني اتتبع اخبار الوطن بشوق, فأفرح بفرحكم وأتألم لآلامكم , أنني فخور بروحكم وشهامتكم , وأن ماأشتهرتم به من حيوية وعزة نفس وطلب للعلىو وحب للكمالو وما اشتهرت به بلادنا من موارد طبيعية غنية , كفيلان مع الزمن بتحقيق عيش رغيد لكل فرد منكم , لذلك فانني عظيم الثقة والأيمان بمستقبل امتي وبلادي, وخاصة اذا ما أنتفعنا ببعض الدروس من الغرب , كحسن التنظيم , والعمل التعاوني المشترك , وتعزيز المصلحة العامة , وتقييم الوقت , وهي أمور ضرورية للحضارة الجديدة , وأذ كنت أقوم انا بأداء واجباتي المدرسية وأعداد نفسي للمهام التي ستنتظرني في سبيل خدمتكم فأنني أناشد كل فرد منكم أن يبذل اقصى الجهود والتضحيات في خدمة الصلحة العامة وتوحيد الأمة واعلاء شان الوطن وتهيئة كل مايلزم لحمايته والدفاع عنه حتى لايطمع به طامع أو يعتدي عليه معتد و وختامآ أرسل لسيدي الخال العزيز وأليكم والى العرب اجمع اخلص تحياتس واطيب أمنياتي  
.. ( لاتحتاج لتعليق لأنه شاب اعتمد على وكيل أعماله خاله برعاية حكمه لشعب لم يعرف مزاياه ولكنه كان لديه أمل ... والأقدار تخبيء للمرء وتقدر له  ما لايتوقعه ......
الصحفي العراقي  ياس خضير العلي
مركز ياس العلي للآعلام _صحافة المستقل

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياس خضير العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/19



كتابة تعليق لموضوع : السعادة والشهرة تؤمان مع الشقاء !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net