صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

وُطَيْنٌ يا وطن!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ ألفين وثلاثة والعديد من الأقلام كتبت عن أهمية الخطاب الوطني , وتعبت أكثرها فصمتت أو غادرت سوح السطور , فكل كلام عن الوطن والوطنية والتفاعل الوطني المعاصر وتأكيد قيمة ودور المواطنة , صار أشبه بالنكتة أو الفنتازيا.

ومنذ ذلك الحين إنتفت المفردات الوطنية من الخطاب السياسي , وما وجدنا مَن نطق بها أو وضع الوطن نصب عينيه وهو يخاطب الناس , فالخطابات المتراكمة المتكررة لا تأخذ بنظر الإعتبار قيمة الوطن والمواطن , وهي تتحدث بلغة أخرى ومفردات لا تمت بصلة للمعاني الوطنية.

فما سمعنا كلاما وطنيا من ذوي الأمر , فجميعهم على منهج واحد وسكة واحدة , خلاصتها تغييب الوطن وقتله وإلغاؤه من الوعي العام , وكل قول بالوطن والمواطنة والوطنية تُحسب إعتداءً عليهم وتحديا لسلطتهم وقوتهم ومطلق صلاحياتهم.

فهل سمعتم (معمما) أو (سياسيا) تحدث بلغة وطنية؟!

وهل عشتم عملا أو إنجازا أسعد الناس وأراح المواطنين؟

هل وجدتم من يجمع ويؤالف بين القلوب ؟

هل رأيتم عدلا وإحتراما لحقوق الناس ؟

هل وهل وهل؟!!

وهل أن الوطن وطن , أم كينونات ومناطقيات وفئويات وعشائريات ومذهبيات وتبعيات وتكتلات , فكل مدينة عبارة عن وُطيْن ذي حدود , بل وكل منطقة وقرية , ففي المدينة الواحدة صارت العديد من الجدران والحواجز ونقاط السيطرة , وما لا يُحصى من المسلحين الذين لا يحكمهم قانون ولا ينظم سلوكهم ضابط أو وازع.

بل أن حول كل بئر نفط هناك دويلة لها حدودها وحُراسها ولفاطوها الذين يأخذون حصتهم من النفط , فهي نعمة من ربهم الذي يعبدون .

إن الوطن مغيّب , فلماذا تتباكون على وطن أذهبتموه مع الريح؟!

وعندما ينتفي الوطن من وعي الناس فلا وجود له في حياتهم وواقعهم , ومَن يقتل وطنه يقتل نفسه , وهذا سلوك إنتحاري مارسه مَن لا يفقهون بشيئ ويحسبون أنفسهم يعرفون كل شيئ , فرحم الله الوطن الذي كسّروه فصيَّروه ألف وُطيْنٍ ووُطيْن  !!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/22



كتابة تعليق لموضوع : وُطَيْنٌ يا وطن!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net