صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

يريدون ولا نريد؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المجتمعات والشعوب بإرادتها , فكيفما تريد تكون , أما إذا إنتفت إرادتها فأنها تتحول إلى بضاعة تباع وتشترى في مزادات الإرادات المتفاعلة.
وفي عالمنا العربي تسود نمطية ذهنية راسخة ومتوارثة عبر الأجيال مفادها , إنهم يريدون , وبما يريدون يتم تفسير الأوضاع القائمة والأحداث العاتية العاصفة في المنطقة.
فالأجوبة جاهزة إنها هذه القوة العالمية أو الإقليمة وإنتهى الموضوع , ولا بد من التسليم بالأمر الواقع.
أمريكا تريد وروسيا وتركيا وإيران والدول الغربية تريد , وغيرها من الدول تريد , فلكل مشكلة دولة تريد , وما تساءلنا ماذا نحن نريد؟
ماذا يريد العرب؟!!
الجواب غير واضح ومشوش , فالمسيرة العربية على مدى أكثر من قرن تشير وبأدلة دامغة بأن العرب بلا إرادة , أي بلا هدف وكأنهم يهرولون في الصحارى وراء سراب.
فأين الإرادة العربية؟!
لو أن العرب لديهم إرادة ويعرفون ماذا يريدون لما حل بهم الويل , وقبض على أعناقهم الخراب والدمار والضياع.
العرب حتى وإن أرادوا فأنهم ليسوا بصادقين فيما يريدون , وقد تعلموا الإستكانة والإعتماد على الغير وإستلطاف التبعية والخنوع المهين.
هل أراد العرب القوة والعزة والرقاء؟
الجواب: لا
العرب لم يريدوا شيئا ولهذا هم يتخبطون ويتحولون إلى أدوات ودمى لتحقيق إرادات الآخرين.
فالواقع السلوكي البشري ومنذ الأزل عبارة عن تنازع أو تصارع إرادات ما بين الأفراد والجماعات والمجتمعات والشعوب والأمم , وكل يشحذ إرادته ويعززها بقدرات وآليات تمكنه من تحقيقها , إلا العرب فكأنهم لا يعيشون في هذه الدنيا ويحلمون بنعيم آخروي لم يرونه ولكنهم يؤمنون بوجوده والسعي السلبي إليه.
العرب لم يريدوا الوحدة ولهذا لم تتحقق!!
العرب لم يريدوا التقدم والرقاء ولهذا تأخروا!!
العرب لم يريدوا العلم والمعرفة والمعاصرة ولهذا إنشغلوا بما فات وما مات!!
العرب لم يريدوا القوة والسيادة والعزة والكرامة ولهذا تحاربوا وتنافروا !!
العرب لا يريدون حل أية مشكلة عندهم ولهذا تواكلوا على الآخرين!!
العرب بصورة عامة بلا إرادة ولا رغبة ببناء حياة حرة سعيدة لأبناءهم!!
نعم إن العرب بلا إرادة , وهذه معضلة كبيرة ذات تداعيات خطيرة تعصف ببلاد العُرب أوطاني , ولن يشعر العرب بقيمتهم ودورهم إلا بتحفيز إراداتهم وتوحيدها , وتحريكها بإتجاه هدف واضح تتكاتف الجهود للوصول إليه , وسبر أغوار التحديات التي تقف أمامهم بعزم وصبر وثبات وإصرار لا يلين.
فمَن لا إرادة عنده لا يكون , فأين إرادة العرب لكي يكونوا؟!!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/20



كتابة تعليق لموضوع : يريدون ولا نريد؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net