صفحة الكاتب : ثائر الربيعي

الإمام علي خلافة الإنسان ..وسلطة السلطة
ثائر الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كان الإمام علي (ع) متواضعاً بسيطاً يقطرمن جوانبيه نكران الذات متسامح محب للآخرين ,بقي على ثوابته ومبادئه رغم الانعطافات التي مرت به ,وكيف قست عليه الدنيا بأن تأتي بأدعيائها ومن لاحسب ولا نسب لهم حاملين معهم أمراضهم النفسية التي يصعب علاجها ؟أبتلي علي بقوم لم ينفع معهم أي إحسان ومعروف قابلوه بإساءة ومكروه ,ثم جاءته خلافة المسلمين وهو القائل عنها {أنها لا تساوي شسع نعل إما أن اقيم حقاً أو أدفع باطلاً } فزادها أيثاراً وزهداً ,كيبراً وعميقاً في بساطته وحبه للناس,أعطائهم حرية التفكير والرأي ,والسماح لمعارضيه بممارسة النقد لخلافته (الخوارج) شرط أن لا يتجاوزوا على حقوق المجتمع وسلمه الأهلي ,ثم يقول لمن قاتله في معاركه رغم آوج محنته {أخوتنا في الدين بغوا علينا } ,هو علي لم تتغير أخلاقه ولم يبدل نهجه وخطه سواءاً كان في سدة الحكم أو لم يكن به,فخمسة وعشرون عاماً هو بعيد عن السلطة ,وعندما آل أليه أمر الخلافة لم تضف له شيء بل أضاف لها مرتكزات إنسانية تمثلت بتحقيق العدالة الأجتماعية للمواطنين دون النظر للزنهم وهويتهم وانتماءاتهم ,وأنصافهم من الظلمة والمتجبرين الذي كان لهم بالمرصاد ,وللضغفاء سداً منيعاً وحصناً قوياً ,ومحاربته ظاهرة الفوارق الطبقية والفوقية التي انتشرت بشكلاً واسع في الأمة وعلى وجه الخصوص توزيع المال ,فقد جاءه عاصم بن ميثم وكان الإمام يقسم الاموال فقال: يا أمير المؤمنين اني شيخ مثقل,فقال الإمام:{والله ما هي بكد يدي ولا بتراثي عن والدي ولكنها امانة اوعيتها} مخاطبا الزبير وطلحة حينما كبر عليهما منهاج المساواة في العطاء (.. فوالله ما انا واجيري هذا الا بمنزلة واحدة),الكثير من الذين أتخذوا من علي منهجاً لهم في طريق حياتهم تغيروا كثيراً عندما وصلوا للمنصب وجثموا عليه ثم جثم عليهم فطوقهم بمغرياته فأصبحوا عبيداً له مطيعين لأوامره لا يعرفون المعارضة والممانعة لأي شيء يطلب منهم دون خطوط حمراء وضوابط تمنعهم وتردعهم ,لماذا يرفعون من أسم علي شعاراً لهم وأفعالهم لا تمت بصلة لتاريخه وتراثه المشرق الزاهر ؟ من باعوا نفسهم للكرسي تناسوا جراحاتنا والآلآمنا وتنصلوا عن وعودهم وعهودهم التي قطعوها للمستضعفين برفعهم وأنصافهم مما لحق بهم من غبن ,وأعطاء كل ذي حقٍ حقه, لقد مارسوا نهج الكبرياء والغرور والعلو لمن أوصلوهم لما وصلوا أليه والنظر لهم بطبقية بعد أن كانوا يتحدثون في مجالسهم عن المساواة ووضع الأمور في نصابها الصحيح عندما يؤول لهم الزمان والمكان فيكونوا قادرين متمكنين من القرار,فتهيأت الاسباب في اللطف الالهي وجاء لهم القرار صاغراً يتوسد بين أيديهم ليأخذ مكانه الحقيقي بعد غياب طال عقود من الزمن والمعاناة ,فكان الاختبار صعباً في التطبيق فنحرف عن المسار الذي أريد له .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثائر الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/19



كتابة تعليق لموضوع : الإمام علي خلافة الإنسان ..وسلطة السلطة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net