صفحة الكاتب : زيد شحاثة

الدولة وقادتها.. ورجال السلطة ورجال الحزب.
زيد شحاثة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 سطحي جدا, من يظن أن دولة يمكن أن تبنى بين ليلة وضحاها, ولا حتى خلال بضع سنوات.

مهما صرفت من أموال, أو بذلت من جهود.. ربما قد تنجح في أن تبني مصانعا, أو تشيد منشآت وبنى تحتية, لكن بناء مؤسسات, والنجاح في إيجاد من يقودها بشكل صحيح, هو المعضلة الأكبر.

لكي تبنى وطن, يجب قبلها أن تبني الإنسان, ولكي  تنجح في ذلك, يجب أن تعالج مشاكل هذا الإنسان, وتزيح التراكمات النفسية والأخلاقية التي نتجت عن المرحلة السابقة, وتفكك وتعالج كل العقد, نفسية كانت أو إجتماعية.. وتعيد تعريف, مفاهيم أساسية, وترسخها من جديد في جيل جديد تصنع, بعيدا عن مشاكل الجيل السابق.

إصلاح جيل الأزمة, ممن عاصر الحدث, حربا كانت أو حدثا كبيرا, يجب أن يهدف في الأساس, لتحييد هذا الجيل, ومنع إنتقال إسقاطات  مشاكله وأمراضه المجتمعية إلى الجيل التالي.. لننجح في إنتاج جيل جديد, يمكن أن يظهر لنا قادة للمستقبل.

معظم قادة مجتمعنا, وأحزابنا بمختلف توجهاتها, لازالت متمسكة برجال تاريخيين, أو كما تسميهم " أهل الخبرة" ..  ورغم أن الخبرة عامل حاسم في بعض مفاصل الحياة, لكن هذا لم يعفيهم, من حمل ألاف الأمراض والعقد الإجتماعية, أهونها أنهم يقودون الدولة بعقلية المعارضة.. فصاروا رجال سلطة وحزب, حيث لاهم لهم إلا الإحتفاظ بالسلطة, وخدمة أحزابهم.

بعض أخر حاول أن, يعمل بمعادلة مقلوبة, فعمل بشباب لا يملكون من الخبرة شيئا, فكانت الحصيلة تخبطا كاملا.. وهي نتيجة طبيعية.

قلة ممن يملكون الرؤيا, حاولوا المزاوجة بين هذا وذاك, فنجحوا في الإحتفاظ بقدر معقول من الخبرة, مع إتاحة فرص التمكين لشباب, يمكن أن يبرز منهم عدد لابأس به, من القادة.. إن لم تنجح, سطوة السلطان وشهوة الكرسي, بحرفهم فيصبحوا رقما, يضاف لمن سبقهم.. لكن ما رأيناه من ثمر قليل لحد الأن!

لكي تبني دولة, تحتاج لان تبني مؤسسات, لا تتأثر إن ترأسها زيد أو عمر.. ولكي تنجح في النهوض ببلد, يجب أن يكون لديك قادة, يملكون مواصفات خاصة, تتيح لهم قيادة الأمة.

القادة لا يصنعون في مصانع, أو يستوردون.. بل ينتجهم المجتمع, متواجدين فيه, كجواهر لازالت خاما, تحتاج لمن يميزها, ويصقلها بشكل صحيح.. ويمكنها.

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد شحاثة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/14



كتابة تعليق لموضوع : الدولة وقادتها.. ورجال السلطة ورجال الحزب.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net