صفحة الكاتب : ثائر الربيعي

المرء ...واللسان ...وحفظه .
ثائر الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قال سيد الألم والحكمة علي (ع){المرء مخبوء تحت لسانه }هذا يعني أن المرء يُخفي الكثير خلف صمته ،واللسان هو أقوى عضلة في الإنسان ، فهي كالحصان الذي يروض على ما يعلمه عليه صاحبه ,فالكثير من الأقوال هي التي تكشف عن ما يخفيه الإنسان ،كما أن اللسان يكشف عن نوايا الشخص التي يضمرها ولايفصح عنها بشكل مباشر،كما أن اللسان يظهر الإزدواجية الموجوده بينه وبين المحيا ،فاللسان يقول أشياءاً مناقضة لما يظهر على الجسد؛فقد يكون الجسد في حالة صراع مع العقل في لحظة من العصبية ،فكثيراً من الأحيان يصرح اللسان على أن الإنسان في غير الحالة التي تبدو عليه, عندما يُمتحن المرء في حياته بأزمات فرضت عليه نجده يصبر ويعض على جرحه كما هو الحال مع الإمام علي (ع) الذي عبر عن محنته بقوله {فرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلى هاتا أَحْجى ، فَصَبْرَتُ وَ فِي الْعَيْنِ قَذىً ، وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا ، أَرى تُراثِي نَهْبًا } لكن هنالك مواقف وحوادث تمر علينا في أوقات ظرف وزمان معين ليس من الضروري السكوت عنها,فالسكوت المستمر والخنوع في كل صغير وكبيرة يولد انطباعاً لدى الطغاة بالتمادي في سلوكهم باتجاه الرعية .
وفي حفظ اللسان: قد فسر ابن حجر (حفظ اللسان) هو الإمتناع عن التكلم بما لا يسوغ في الشرع ، مما لا يحوج الإنسان للمتكلم به ، كما أن النووي يشير إلى ما يساعد المتكلم لحفظ لسانه ، فيقول : ويجب لمن أراد التكلم بكلمة أو الكلام ، أن يتدبر نفسه قبل نطقه ،فإن وجبت المصلحة تكلم ، وإلا فأمسك ،والضابط الرئيسي لحفظ اللسان : هو الحذر من التسرع في الكلام ، والتدبر قبل النطق بالكلام.,ما هو اللسان؟ اللِّسَانُ.: هو جسم لحميّ مستطيل الشكل دائم التحرك،موجود في الفم،وهو موجود للتّذوُّق والبلع ،وللنطق في الأساس،وجمعه : ألسنة ، وألسُنٌ . ولُسُنٌ . وفي الكتاب العزيز قال الله تعالى في سورة مريم : " فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا" الآية (27). اللِّسَانُ علمياً : هو عضو عضلي يوجد في الفم ، ويرتبط مع الفك من خلال (17) عضلة تؤمن له الحركة وعمله الوظيفي ،وسطح اللسان مكون من غشاء مخاطي مغطى بآلاف الحليمات الدقيقة التي تحتوي في نهاياتها على أطراف عصبية تمثل حاسة التذوق ،وسطحه دائماً يكون مبللاً باللعاب الذي يبقيه رطبا,وتقسم الحُليمات التي تغطي سطح اللسان إلى أربعة أنواع : الحليمات الخيطية ، والحليمات الكمئية ، والحليمات الورقية ، والحليمات الكأسية. وقد قال العرب الكثير من الأقوال والأمثال التي تصف اللسان (كونه الجزء الأساسي للكلام) ،حيث أن العرب قديماً اشتهروا بالفصاحة وبلاغة اللسان ، ومما قيل في اللسان: لسان العاقل من وراء قلبه ، فإذا أراد الكلام تفكر ، فإن كان له قال ، وإن كان عليه سكت ، وقلب الجاهل من وراء لسانه ، فإن هم بالكلام تكلم به . " لو كان الكلام من فضة لكان السكوت من ذهب" . "ما شئ بأحق بسجن من لسان" . "اللسان سبع عقور ، ولسانك سبع ، إن أطلقته أكلك" . "كلم (جرح) اللسان أنكأ من كلم الحسام" "رُبَّ قوْل أَشدُّ مِنْ صَوْلٍ" (صَوْل والمُصاوَلَةُ المُواثَبة) "عثرة الرجل عظم يجبر،وعثرة اللسان لا تبقي ولا تذر". " مقْتَلُ الرَّجُلِ بِيْنَ فكَّيِه " يعني لسانه ونظم عبد الله بن المعتز بيتاً من الشعر فيه هذا المثل فقال : يَا رُبَّ أَلسنَةٍ كَالسُّيوُفِ ... تَقْطَعُ أعْنَاقَ أَصْحَابِها وَكَمْ دُهِيَ المَرْءُ مِنْ نَفْسِهِ ... فَلا تُؤْكَلَنَّ بِأَنْيَـــــــابِها وقال شاعر في اللسان : وَقَدْ يُرْجَى لِجُرْحِ السَّيْف بُرْءٌ ... وَجُرْحُ الَّدهْرِ مَا جَرَحَ اللَّسانُ وقال شاعر آخر : وَجُرْحُ السَّيْفِ تَدْمِلُهُ فَيَبْرَا ... وجُرْحُ الَّدهَرِ مَا جَرَح اللِّسانُ وقال آخر أيضاً: جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا التِئَامٌ ... وَلا يَلْتَامُ مَا جَرَحَ الِّلسَانُ "اللسان أجْرَحُ جَوَارحِ الإنْسَانِ" " لسانك حصانك.. إن صنته صانك.. خانك"وإن خنته


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثائر الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/12



كتابة تعليق لموضوع : المرء ...واللسان ...وحفظه .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net