صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

اذا كان الضمير كالعملة بلا رصيد وسلاح خال من العتاد من المسؤول ؟!
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عندما تتراجع، أو تغيب، إسهامات (المواطن) في الرقابة، فان أي جهد للمؤسسات الحكومية، لن يؤدي دوره على النحو الذي يحقق غايات هذه الرقابة، وأهدافها.

   ولكن من الذي يراقب، ومن الخاضع للرقابة، كي لا تتسع دائرة الجدل حول حقوق الإنسان، والتعددية، وحريات التعبير ..الخ وكي لا تتحول مرونة الجدل إلى خلافات، والى إضعاف دور الرقابة في سيادة النظام، فان الدول (المركزية) منذ كانت إقطاعية، مرورا ً بالدكتاتورية، وانتهاء ً بالرأسمالية، تختلف، ليس في التطبيق، بل في الغايات، عن الدول التي تبنت المساواة، إن كانت اشتراكية، أو ديمقراطية.

   فالرقابة، بالمعنى (العلمي/الحيادي/ الشفاف) ليست رقابة أجهزة الدولة على المواطنين، وليست هي، في الوقت نفسه، رقابة الشعب على مؤسسات الدولة، حسب، بل هي التي تعمل على تطبيق المعايير المتفق عليها، من غير استثناءات، في دورها العام.

    إنها رقابة تأخذ بنظرها المبدأ التربوي، منذ الولادة، مرورا ً برقابة الضمير، وانتهاء ً بالتشريعات. ذلك لأنها مترابطة، وأي خلل في أية حلقة سيشكل ضعفا ً على نتائج التطبيقات. فالقانون وحده، شبيه بالأوامر غير المطاعة، فانه لن يحقق الشفافية من غير (الضمير) ومن غير وجود تربية عامة للمواطن بضرورة عدم التجاوز، وعدم الاعتداء، الأمر الذي يجعل من الرقابة أداة تنموية، لأنها متصلة بالحريات، والحقوق، والبناء، وأي خلل ـ في أي حلقة من الحلقات ـ يجعلها كلمة بلا معنى، كعملة بلا رصيد، وكسلاح خال ٍ من العتاد.

   وإلا فان تجاوزات المواطن: من إهماله لنظافة المدينة، إلى تجاوزه على الحق العام، في استقطاع مساحات من الأرض، والتجاوز على شبكات الكهرباء، أو لا مبالاته في تطبيق القوانين المختلفة ..الخ، لا يتقاطع مع أي تراخي من لدن الجهاز الرقابي للدولة في المجالات كافة، من غير إهمال ان رقابة الضمير، بالمعنى السليم، ستشكل معيارا ً لسلامة حقوق المواطنين كافة، وحرياتهم، كي تكتمل هذه العناصر في أداء ما تتوخاه الرقابة، من تطبيق للعدالة، وفي الوقت نفسه، للمحاسبة، والردع، وفق التشريعات، والضمير، والقيم التربوية للمجتمع ـ وللدولة ـ في نهاية المطاف.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/11



كتابة تعليق لموضوع : اذا كان الضمير كالعملة بلا رصيد وسلاح خال من العتاد من المسؤول ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net