تحرير الحويجة..أول رسائل العبادي للبارزاني على الأرض

بات واضحا ان الرئيس العبادي، لن يقتصر على الكلام السياسي الموجه من قبله او من قبل المكتب الاعلامي التابع له حيث انطوت اولى تباشير القصف الجوي على مواقع داعش في الحويجة قبل يومين من الان على رسائل في غاية الاهمية اهمها ..ان الاستفتاء امر متعجل وان من يمس امن المناطق العراقية لايلومن الا نفسه!.

هذا الكلام على مستوى الاستنتاج او التحليل، لكن الحكومة العراقية ممثلة بالرئيس حيدر العبادي بات موقفها واضحا ازاء مجمل الممارسة السياسية والعسكرية الكردية والكلام الذي وصل “همسا” من ان قيادات في داعش تتحاور مع قيادات عسكرية في البيشمركة على تسليم الحويجة للقوات الكردية دون قتال من ان تسلمها بالقوة للقوات العراقية والحشد الشعبي!.

المعلومات الواردة والرصد الاعلامي الخاص بالمواقع الالكترونية القريبة او المقربة من الحزب الديموقراطي الكردستاني تؤكد ان هنالك همسا ويراد لهذا الهمس او الكلام الاعلامي المسرب ان يتحرك على قاطرة الاعلام الواقعي حتى تتحول المعلومة المسربة الى واقع، لكن الاعلام العراقي الوطني تجاهل المعلومة الى حد كبير ولم يتم تسليط الضوء عليها لامر او لاسباب نجهلها في الحقيقة مع ان هذه المعلومة تنطوي على خيانة عظمى يرتكبها البيشمركة بحق الدولة العراقية التي باتوا لايقرون شرعيتها بالتظاهرات السياسية التي انطلقت في اكثر من عاصمة اوربية بمشاركة صهيونية كلها تؤيد الانفصال عبر تاييد خطوة الاستفتاء على الاقليم!.

مايهمنا ان المكتب الاعلامي للرئيس العبادي وليس الرئيس نفسه ” لكي لايعطي اهمية لهذه الخطوة البارزانية” اعلن ان الاستفتاء غير معترف به وان النتائج التي سيفضي اليها لاتعنينا باي حال من الاحوال وهذا يعني ان الحكومة العراقية لديها القدرة والامكانية العسكرية والسياسية والقانونية التي تواجه بها خطوة الانفصال او خطوة الاستفتاء.

الرئيس العبادي الذي استلم الاشارة التي وردت في المعلومة المنقولة عن بعض المواقع البارزانية ومعلومات استخبارية مؤكدة راح يتصرف طبقا لماتمليه عليه الارادة الحكومية وارادة كونه رئيس وزراء العراق الاتحادي بتوجيه قصف جوي مركز على المناطق التي يتواجد فيها الدواعش في الحويجة وهي خطوة استباقية تواجه اي قرار مشترك داعشي بارزاني لتسليم المنطقة الى البيشمركة وربما يشملها الاستفتاء بعد ستة اشهر من الان اذا صدقت معلومة تاجيل الاستفتاء لستة اشهر اخرى.

ان القصف العراقي على الحويجة رسالة واضحة للبارزاني ان الحويجة مدينة عراقية وان كل مدينة عراقية تواجه مثل هذه الاجراءات التعسفية الكردية ككركوك، ستواجه بذات الفعل السياسي والعسكري ايمانا من الرئيس العبادي ان لاتهاون مع الحركات الانفصالية ولاتهاون مع من يتحدثون عن تمزيق الوطن والاهم من ذلك مع من يستثمرون فرصة انشغال العراق بالتحديات العسكرية الراهنة مع داعش لاقتناص فرصة مماثلة باعلان الانفصال الذي يحظى بمقاطعة دولية كبيرة وتاييد اسرائيلي يتيم!.

اقليميا ..يعني ايرانيا وسوريا وتركيا ستحظى عمليات تحرير الحويجة بالاعتبارات العراقية والاقليمية المناهضة للاستفتاء بتاييد كبير اكبر بكثير من التاييد او الصمت التركي على العمليات الكبرى التي خاضها الجيش والحشد الشعبي لتحرير تلعفر، واذا كان الاتراك توقفوا عند مشاركة الحشد في المعارك الكبرى ضد تنظيم داعش لاسباب طائفية مستهلكة وغير قادرة على تاهيل الرواية التركية، فان الاتراك سيجدون الامر طبيعيا عندما يظهر الحماس الكردي برفض مشاركة الحشد الشعبي بتحرير الحويجة كون المشاركة ترتبط باستقرار الحشد في المنطقة واستهداف حلم ضم هذه المنطقة وربما ضم كركوك تاليا الى مناطق الاقليم حيث يتحول الحشد عاملا مغايرا لهدف الاستفتاء الذي يكلف الاتراك قرارا بتهديد اربيل او انزال قوات عسكرية من جانب واحد في منطقة كردية عراقية كما حدث في بعشيقة!.

العبادي خلال اسبوع اطلق النار على ملفين في غاية الاهمية وهو يقترب من نهاية عهده الرئاسي هما ملف الفساد اذ قطع كل الايدي التي تتحرك على حماية الفاسدين مهما كانت حجومهم وامتيازاتهم السياسية ومناصبهم الحزبية بما فيهم الوزير السابق عبد الفلاح السوداني القريب من حزبه السياسي وملف الحرب على داعش بما يعزز اللحمة الوطنية والتفاف الامة حول النظام الوطني على خلفية الكلام الاعلامي العريض عن الاستفتاء والتهديد باقتطاع هذا الجزء العزيز من التراب الوطني.

صار واضحا مخطط العبادي للستة اشهر القادمة من عمر الحكومة والتحدي ومشروع بناء الدولة ومكافحة الفساد تاليا!.

اذ فيما يتحرك البارزاني على الاستفتاء يتحرك العبادي على الدواعش وتحرير كل الاراضي العراقية الواقعة تحت احتلاله البغيض بما في ذلك المناطق المحاذية للاقليم الشمالي من الوطن.

وفي الوقت الذي يتحرك البارزاني على صيغ التمزيق واستثمار فرصة انشغال الحكومة بتحرير الاراضي العراقية باحراجها عبر تعطيل الانتخابات النيابية القادمة والاصرار على الاستفتاء يقطع العبادي الشك باليقين ويعلن ان لاتاجيل للانتخابات البرلمانية وان الدولة العراقية ستفي بالتزاماتها الدستورية وسقوف العملية الانتخابية وهي رسالة ابلغ من رسالة قصف الطائرات العراقية لمواقع داعش في الحويجة ان عدم المشاركة في الانتخابات يعني الخروج على شرعية النظام الاتحادي الذي مضى العراقيون عربا واكرادا بتشكيله وتاسيسه والعمل من خلاله بعد 9 نيسان 2003، ومن يخرج على شرعية النظام فلن يكون امامه الا اعتباره دستوريا متمردا على الشرعية وقد يصدر قرار من قبل القضاء الاعلى بايقاف المتورطين بالشغب والتمرد وتحويلهم الى السجون!.

خبير سياسي اكد للمدار، ان البارزاني يتحدث كثيرا عن ” فشل الشراكة مع بغداد” ويتناسى انه كان جزءا من هذا الفشل ولانريد تذكير البارزاني بسلسلة طويلة من الاخطاء الكارثية ارتكبت في المرحلة السابقة سواء بالاتفاقيات المبرمة لتشكيل الحكومات العراقية او السرقات الواضحة للثروة الوطنية والفساد الذي يشوب ارقام المصارف السرية التي يتدفق اليها مال العائلة المالكة المتدفق اساسا من الثروة الوطنية النفطية العراقية في الحقول المسيطر عليها من قبل بيشمركة الفساد النفطي فيما يعيش ثلاثة ارباع موظفو الاقليم بلا رواتب!.

تبقى قضية في غاية الاهمية على البارزاني ادراكها قبل ان يزج المجتمع الكردي في شمال العراق باتونها هي ان الحوار الكردي العراقي لم يتعد اطار اللجان والحكومات والمسؤولين والاوراق الوطنية لكن هنالك عامل مهم برز في الساحة العراقية سيلعب دورا مهما في تقرير مستقبل الوطن على الارض هو الحشد الشعبي وهنالك صيغة يتمسك بها الحشد مهما اختلفت المواقع والارقام والمعطيات السياسية بين اربيل وبغداد هي حقه في تحرير الارض من دنس داعش او دنس المتمردين على وحدته السيادية.

الخبير السياسي اكد ” اتمنى ان لايغلب الحزب الديموقراطي الكردستاني ملفاته الخلافية مع الاحزاب الكردية الاخرى على القضايا المركزية والنافذة في السياسة العراقية والسيادة على الارض”.

المعلومات المتوافرة تقول ان البارزاني يشترط تاجيل الانتخابات “كرديا” الموافقة على تمرير ولايته كرئيس للاقليم واعادة العمل بالبرلمان وفق الشروط البارزانية والا فانه ماض بالاستفتاء رغما حتى عن الشعب الكردي واحزابه السياسية التي تمارس نوعا ما سياسة الاعتراض على موقفه المتطرف هذا مثل حركة التغيير.

ربما يفعلها التغيير والاحزاب الكردية الاخرى التي لم يبتلعها حوت البارزاني بعد الاستفتاء وتقرير المصير ويستنجد بالجيش العراقي او الحشد الشعبي لاصلاح الاوضاع المتازمة في الاقليم كما فعلها البارزاني في مواجهة خصمه الطالباني عام 1996..ساعتها لن تكون غيرة الحشد والجيش في مواجهة التازيم والافقار واستخدام شعبنا الكردي اوراقا في الصراعات السياسية اقل من غيرة الحرس الجمهوري وقرار صدام حسين باقتحام اربيل.

 

المدار 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/11



كتابة تعليق لموضوع : تحرير الحويجة..أول رسائل العبادي للبارزاني على الأرض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net