وباء الفساد، وعقاقير الاصلاح!

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

فتاة خلعت ثوب حياءها وراحت تستجدي المارة بيدها المرتعشة خجلا، وطفلها النائم تحايلا عسى ان يرق لها قلبا، فيميل بيد صاحبه لعطي من فتات نقوده شيئا لها ولطفلها. صبي في سن العاشرة، هجر مدرسته وراح يطرق نوافذ السيارات ملوحا ببضاعته الزهيدة تحت حرارة الشمس، يطرق ابوابا مغلقة عسى ان يتطلع لحاله من انبرى خلف زجاج نافذة السيارة محتفيا بتبريد العربة من شمس الصيف اللاهب.

في النقطة التي تتقاطع فيها طرق المارة يقف العديد من الاشخاص، الذين سرقت اموالهم، وبيعت حقوقهم، ونهبت احلامهم، فلا المسؤول يرأف بالحال، ولا الشعب يتعاون على البر والتقوى في مأواهم ومسكنهم.

 

ان ما يتجلى من صور المشردين، قد أُخذ الشيء اليسير من مفهومها، ما هي الا ملامح وباء قد اصاب مفاصل الدولة، وهتك بحرمة المسؤسسات، فتآمر الداني، واستبعد الشريف، حيث اطلق العنان لمرض الفساد ان يدب وينتشر في سهول الحكومة، وتحت قبة البرلمان، فقرت قرارات تناسب مصالح شخصية، وتسترعي نزعات طائفية، فمصلحتي اولا، ثم للبيت ربا يحميه.

 

 

وكما تطوى صفحات كتاب متهرئ، انطوى الامل في نفوس الشارع العراقي، انعدم مصداق القول في افواه المتباكين للحقوق المواطن، متبؤين مقاعدهم بسند طافي، وحرب اهلية، واتسنزاف الثروات، وجهل الامة، وسخط الشارع، فتراهم يترامون كرة الفساد فيما ينهم فتقاسموا كعكة البترول، وتركوا لشارع العراقي الحصة الاكبر من الحرب الاهلية، والعبارات العنصرية.

 

و كل ماحصل في السنوات التي خلت هي تداعيات وباء وفايروس قد انتشر بالعملية السياسية كانتشار النار بالهشيم، فلهل لهذا الوباء من دواء؟، ام اقتضى الامر علاج الفاسد بالافسد فتؤول الامور مرض اخر؟

ان انتشار مرض الفساد اخذ يجابه بانتشار عقاقير الاصلاح والتي اطلقها السيد "الحكيم" باعلان عن تيار يولد من رحم الالم العراقي، وكما جرت العادة فالحكيم السباق في وضع الحلول، وارضاخ الاطراف المتنازعة لطاولة الحوار لحقن الدم العراقي، لم يحتكر الحكيم براءة اختراعة ليبني لنفسة صرحا داخل الصراع السياسي، بل اعلن عن مباديء تياريه واهدافه الواضحة واضعا سبلا للاصلاح وطرائقا لمعالجة الفساد، ازيح اللثام عن حاجز المواطن والمسؤول فترى شخص "الحكيم" يتنقل في اروقة المجتمع معلنا للمستقبل القادم، كانت معزوفة التغير بخطاباته تطرب لها جميع الطوائف العراقية على حد سواء.

 

ما برح الحكيم يعلن عن مبتغيات وسمات التيار حتى انتشرت عدوى التغير داخل الكهف السياسي، فنجد شخوص ورموز عراقية قد انفلتت من النسق التصعب والانزواء على علاقات محددة بدول الجوار، فراحت تبني جسور مع دول العربية، قد حطمتها ايدي الحروب ومنعت اعادة بنائها اصوات الطائفية والتكفير، لم تقتصر عدوى الاصلاح على العلاقة بدول الجوار فحسب، بل نرى ان باقي الكتل اخذت تاخذ المضمار الصحيح في تجريد احزابها من الشخوص الفاسدة فترى بعض الاحزاب قد علقت عضوية احد اهم دعائم حزبها معلنة عن ارتباطه بملفات اختلاس الاموال واستنزاف ثروات الشعب .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/10



كتابة تعليق لموضوع : وباء الفساد، وعقاقير الاصلاح!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net