صفحة الكاتب : اعلام رئيس الوزراء العراقي

نص التصريح الصحفي للدكتور سعد الحديثي المتحدث باسم المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء.
اعلام رئيس الوزراء العراقي

بسم الله الرحمن الرحيم

  المتحقق من البرنامج الحكومي :  

    ثلاثة أعوام انقضت منذ تسنم الحكومة مسؤولياتها الدستورية وقد كان وضع العراق معروفا حينهاحيث كان 40% من الأراضي العراقية مسيطر عليها من قبل داعش الارهابي وكان الإرهابيون يقفون على تخوم  بغداد ‏كما فقدت القوات العراقية اكثر من ثلث معداتها وتجهيزاتها واسلحتها الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ، وتزامن تشكيل الحكومة مع انهيار في موارد العراق المالية ‏بسبب أزمة سوق النفط العالمية ، وكانت ‏علاقات العراق الإقليمية مأزومة  مع هذه الدولة وفاترة مع تلك و مقطوعة مع اخرى ،  ‏ورغم هذه الظروف الصعبة والتحديات الاستثنائية التي واجهت الحكومة منذ الأيام الأول لتشكيلها الا ان الادارة الرشيدة و الرؤية الوطنية التي اختطها الدكتور حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء ، والعمل الدؤوب والسعي الحثيث والمتاوصل والأشراف المباشر من قبله ، والمتابعة المستمرة لكل جوانب العمل الحكومي ومواصلة الليل بالنهار لتجاوز الأوضاع ‏الصعبة ومواجهة التحديات والنجاح في التغلب على كل الصعاب كان دافعا لتغيير الواقع بصورة جذرية والانتقال من حالة الدفاع عن بغداد والمحافظات الجنوبية إلى وضع الهجوم والبدء في تحرير المدن والمناطق واحدة اثرالأخرى وبإمكانات تسليحية محدودة مقارنة بما كانت تمتلكه القوات العراقية قبل تشكيل الحكومة ، وهاهم أبناء القوات العراقية بمختلف تشكيلاتها يوشكون على حسم الحرب ضد الإرهاب بعد استعادة نحو 90% من مجموع الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة الإرهاب وقد بات النصر النهائي وشيكا جدا بإذن الله والموضوع اصبح موضوع وقت لا أكثر .  
    لقد تحقق هذا الانجاز العسكري الهائل الذي لم يكن يتوقعه أكثر المتفائلين -  حيث كان الخبراء العسكريون ودول العالم يتحدثون عن عشر سنوات ‏أو أكثر لدحر الإرهاب في العراق -  من قبل ذات القوات وحدث الانقلاب في وضعها من الدفاع والتراجع إلى الهجوم والتقدم وتحريرالاراضي العراقية وأظهرت قواتنا بسالة منقطعة النظير وأبدت شجاعة مشرفة وقدمت التضحيات التي تليق بها وبالعراق والتي يستحقها شعبه ‏حتى اصبحت موضع  فخر واعتزاز كل العراقيين وملاذا لأهالي المناطق التي شهدت عمليات التحرير ، بل أن هذه القوات أصبحت محط إعجاب وإشادة مختلف دول العالم ، و لم يأتي هذا كله من فراغ بل تحقق نتيجة إعادة هيكلة واسعة شهدتها القوات العراقية وأخضاعها لعملية إعادة تأهيل شاملة و إعداد معنوي وقتالي مكثف في إطار برنامج اصلاحي لمحاربة الفساد واختيار القيادات العسكرية والأمنية الكفوءة والنزيهة والشجاعة ، والاستخدام الأمثل للموارد البشرية والتسليحية و المالية المتاحة ،  والوجود المباشر للقائد العام للقوات المسلحة بين أبناءه  وأخوته في الخطوط الامامية لقواطع القتال والمتابعة المستمرة من لدنه للخطط القتالية والاستعدادات لخوض المعارك ومجرياتها مع القادة العسكريين والميدانيين التي استنهضت الهمم وقادت إلى التسابق بين المقاتلين الشجعان للقتال وتقدم الصفوف في عمليات التصدي للإرهابيين وتحرير مدن العراق .
    وفي الجانب المالي نجحت الحكومة بوضع السياسات الاقتصادية الكفيلة بتجاوز الصعاب المالية وضمان إيفاء الحكومة بالمتطلبات المالية اللازمة لديمومة الجهد القتالي للقوات العراقية و توفير الغطاء المالي لرواتب ٧ سبعة ملايين مواطن بمبلغ يتجاوز ٥٠ خمسين ترليون دينار سنويا ‏، بالإضافة إلى الإنفاق على القطاعات المهمة  كقطاع التربية والصحة والكهرباء والخدمات الاخرى فضلا عن التخصيصات  التي رصدت لملف النازحين ولتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة برغم ان عائدات العراق المالية من النفط قد انخفضت بنسبة  تقارب 70% مما كانت عليه قبل تسنم  الحكومة مسؤولياتها، وقد أثمرت الجهود الحكومية في هذا الجانب عودة حوالي ٢٢٠٠٠٠٠ مليونين ومئتي الف نازح الى مناطق سكناهم .
    وبفضل السياسة الاقتصادية والبرنامج الإصلاحي الذي تبناه الدكتور حيدر العبادي ‏على المستوى الإداري والمالي والتنظيمي فقد تجاوزت الحكومة اصعب التحديات الاقتصادية التي واجهت العراق بعد أن كانت هناك مخاوف من عدم قدرة الحكومة على توفير الغطاء المالي لضمان الرواتب وتأمين التخصصات المالية اللازمة للقوات العراقية و القطاعات الأخرى حيث تم ضغط النفقات وخفض مستوى الانفاق الحكومي إلى ‫النصف وتحقيق استخدام امثل للموارد المالية المتوفرة وتوجيههابالصورة الصحيحة ‏، بالإضافة إلى نجاح الحكومة في وضع منظومة اشراف ومتابعة تضمن عملية رقابة وتدقيق رصينة وفعالة لكل الاموال المنفقة وأبواب انفاقها ، فضلا عن إيجاد سبل الدعم لتنشيط قطاع الزراعة واعادة احياء قطاع الصناعة وتفعيل القطاع الضريبي والكمركي وغلق منافذ الفساد فيهما دعما للمنتج المحلي وللصناعة العراقية وتنويعا لموارد الدولة وإيجادا لروافد اخرى لامداد الموازنة العامة للبلاد اضافة للموارد النفطية ، حيث استطاعت الحكومة وبفضل الإجراءات الجديدة التي وضعتها وبمتابعة مباشرة من مكتب رئيس مجلس الوزراء في رفع ايرادات الكمارك الى اكثر من ٦٤٧ مليار دينار عام ٢٠١٦ وبزيادة مقدارها اكثر من ٢٣١ مليار مقارنة بالمعدل الذي كانت عليه في السنوات السابقة  علما ان حجم الاستيراد قد انخفض خلال عام ٢٠١٦ وهذا يعني ان الزيادة الفعلية اكبر من الرقم أعلاه  ، وارتفعت الإيرادات الكمركية خلال الأشهر الثمانية الماضية من العام الحالي فقط لتصل الى اكثر من ٦٨٥ مليار دينار ، كما نجحت الحكومة بفضل سياساتها المالية في تحسين تصنيف العراق الائتماني في السوق المالية الدولية .

  وعلى صعيد علاقات العراق الخارجية حققت الحكومة إنعطافة نوعية  في مسار علاقات العراق الإقليمية والدولية نتيجة المنهج المتوازن الذي تبنته  والمستند إلى رؤية بعيدة الأمد ‏والقائم على إعتبارات المصلحة الوطنية العراقية العليا ، وقد حدث انفتاح غير مسبوق لدول المنطقة والعالم تجاه العراق وأخذ قادة ومسؤولو مختلف الدول يتقاطرون على العراق للاعراب عن دعمهم للعراق ولفتح وتوسيع آفاق التعاون معه حتى بات العراق يقيم علاقات إيجابية نامية مع معظم دول المنطقة والعالم .  
  وتمكنت الحكومة من وضع قاعدة راسخة لإصلاحات  متواصلة ‏في مسار العمل الحكومي وأعادة تقييم لاداء مؤسسات الدولة وأخضاع المفاصل المهمة للمتابعة والتقويم المستمرين ، ووضع آلية جديدة للترشيح والتنافس على المناصب الحكومية العليا تتيح الفرصة امام كل مؤهل لخوض غمار المنافسة وفق أسس مهنية خالصة  وهو ما لم يكن ممكنا في السابق . 
    كما استطاعت  الحكومة أن توجد بيئة مناسبة للاستثمار ‏وأمنت حوافز للمستثمرين ، ونجحت في ضمان مناخ  واعد لتفعيل دور القطاع الخاص واحداث  الشراكة الفاعلة معه في مختلف جوانب الاقتصاد ، وقد بدأت أولى ثمار هذه السياسة الحكومية في النمو المطرد الذي يشهده القطاع الزراعي بحكم ما يقدم من تسهيلات حكومية  ودعم له ،  وكذلك تمكنت الحكومة من اعادة تحريك القطاع الصناعي ابتداء ببعض الصناعات الأساسية كالإسمنت  والمباشرة بالنهوض بصناعة الأسمدة والبتروكيماويات والحديد والصلب ، وتمكنت الحكومة من تحقيق طفرة كبيرة في الصناعات ‏النفطية على مستوى زيادة إنتاج المشتقات النفطية واستثمار الغاز المصاحب ودخول العراق لاول مرة ضمن الدول المصدرة للغاز ورفع الإنتاج النفطي العراقي بنسب عالية جدا .
   كذلك نجحت الحكومة في توسيع مظلة الحماية الاجتماعية لتشمل شرائح جديدة حيث تجاوزت  إعداد  المستفيدين منها ١١٥٠٠٠٠مليون ومائة وخمسين الف اسرة وتم كشف اكثر من ٢٣٠٠٠ ثلاث وعشرين الف حالة فساد في هذا الملف لاشخاص كانوا يحصلون على اعانات اجتماعية ‏بغير استحقاق كونهم يتقاضون رواتب وظيفية اوتقاعدية. 
   كذلك تم مؤخرا إعادة افتتاح منافذ حدودية مهمة للعراق مع السعودية والأردن ستعود بالنفع على الاقتصاد العراقي و ستعزز علاقات التعاون مع دول الجوار وتسهم في إيجاد فرص عمل وتنشيط السوق العراقي،  وقد جاء فتح هذه المنافذ كدليل على تحسن الوضع الأمني في العراق وتأكيدا لتوجه العراق نحو الاستقرار وليؤشر مدى ثقة دول المنطقة بتحسن الاوضاع الداخلية في العراق . 
  كذلك استطاعت الحكومة ان ترتفع بالقدرات الأمنية والاستخبارية للجهات الأمنية و ترتقي بمدى جاهزيتها بشكل مكنها من وأد وكشف والتصدي لمئات العمليات الإرهابية ومواجهة وملاحقة عصابات الخطف والجريمة المنظمة ، وقد انعكس هذا التقدم في الإمكانات الأمنية والاستخبارية بالإنخفاض الكبير في عدد العمليات الإرهابية والأجرامية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اعلام رئيس الوزراء العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/10



كتابة تعليق لموضوع : نص التصريح الصحفي للدكتور سعد الحديثي المتحدث باسم المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net