صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

التشخصن الإنفعالي!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

التشخصن الإنفعالي داء يعصف بالأقلام في بعض المجتمعات ويتسبب بفقدان البصيرة , والتفاعل مع المواقف والأحداث بإنفعالية خالصة تستعبد العقل , وتستولده ما يبرر مشاعرها وتصوراتها المسبقة وأحكامها الراسخة فيها , وفقا لمنظار رؤيته المُصنع بمفردات التشخصن الإنفعالي.

ولكي تتشخصن إنفعاليا , عليك أن تتماهى وتذوب في حالة ما , قد تكون فردية , فئوية , حزبية أو طائفية , وغيرها من التأسنات التموضعية الهادفة لتسخير البشر لتنفيذ ما تمليه عليهم , بعد أن تمكنت من عقولهم ونفوسهم وارواحهم , وأوجبت عليهم التنفيذ وحسب.

وهذا الإضطراب يُصاب به الأفراد والجماعات ويمارسون دورهم في التعبير عمّا يحتويه ويقرره , ويأتمرون بنوازعه ودوافعه , ويسخرون طاقاتهم وجهودهم لخدمة وتعزيز وإدامة التشخصن والتمترس في أوعيته , والتدحرج في مسالكه النفقية الظلماء , التي تحجب النور , وتجعل الظلاميين يستلطفون غيابه  لأنه يفقدهم توازنهم ويؤلم عيونهم , ويحتاجون لزمن للتأقلم معه , كالذي يكون مسجونا في أقبية ظلماء وتخرجه لمواجهة الشمس الساطعة , فيكون في حالة تصعب عليه الرؤية إلا بعد حين.

أي أن التشخصن الإنفعالي يحقق حالة العماء الشامل , ويجعل المصابين به , يصفون الفيل وفقا لما يلمسونه بأيديهم من بدنه لا غير , ويتوهمون بأنهم يتحدثون عن الفيل.

وهذا السلوك واضح في العديد من الكتابات في الصحف والمواقع والخطابات , وتجده سائدا ومؤثرا في الناس وقادرا على تنمية الجموع المتشخصنة , المتخندقة في صناديق إنفعالية شديدة الفعالية وقوية التماسك والصد.

ولهذا فأن ما تنتجه أقلام التشخصن الإنفعالي يشارك في تدمير المجتمع , وأخذه بعيدا عن أنوار العصر وطمره بالغابرات وتحبيبه بالخاليات , وتشجيعه على البكاء والأنين والتظلم وإستلطاف المقاساة والأوجاع والإرتهان بالويلات والتداعيات , لأنها في عرف التشخصن الإنفعالي أغنم وأعظم من أي سلوك آخر يساهم بإغتصاب الحياة وإطفاء مشاعل الحاضر والمستقبل.

وفي هذا محنة مجتمعية إنسانية تدفع إلى نفاعلات تصارعية دامية ومدمرة لما يشير لوجود سليم.

فهل من إدراك لمحنة التشخصن الإنفعالي السقيم؟!!

د-صادق السامرائي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/05



كتابة تعليق لموضوع : التشخصن الإنفعالي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net