صفحة الكاتب : عباس طريم

ماذا بعد تحرير الموصل
عباس طريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ربما يكون تحرير المدن التي احتلها العدو, اكثر سهولة من إعادة اعمارها  وتاهيلها, لتعود الى ما كانت عليه.. بنية متكاملة, وهيئة جميلة وراقية.. بنشاطها وحركتها التجارية . مع ان بعض المدن التي دمرتها الحروب لم يجد معها الترميم نفعاً.. من منطلق أن إعادة الإعمار عملية لا تقتصر على تشييد العمارة فقط وإنما تشمل عملية البناء الواسعة التي تبدأ بإعادة تشكيل البيئة المحيطة بمتطلباتها من الخدمات والهياكل والبنى التحية وتمتد إلى جوهر الانسان الذي خربته الحرب, هي عملية إعداد واسعة للإنسان الجديد, الذي خرج من تحت أنقاض الحرب ليستلهم معاني الحياة في صورتها الجديدة التي لا تتوقف عند ترميم هذا المبنى أوذاك وإنما بما تحمله من آمال عريضة وأحلام واسعة وثقافة متجددة.

والموصل بعد الحرب, لا يحتاج إلى ترميم, وإنما إلى إعادة إعمار كاملة يجب أن تبدأ الآن في المناطق المحررة، والتي سيكون التعامل معها انموذجاً لما نتوقعه من إعمار.

إن على القائمين على المناطق المحررة.. أن يعيدوا صياغة فكرة الترميمات الجزئية في إطار رؤيا شاملة لإعادة الإعمار، ويبحثوا ذلك بصراحة ومسئولية مع جميع الجهات.. فمصداقية العلاقة المستقبلية تبدأ من هذه النقطة التي أعتقد أن طرقها في اللحظة الراهنة والبدء بتنفيذها سيستعيد المبادرة التي افتقرت إليها العلاقة خلال المرحلة الماضية. ان مدينة الموصل, التي عرفت بتاريخها العريق, واسمها المدوي عبر الحقب التاريخية القديمة, والتي كانت سراج بيتا للعلماء والادباء والفنانيين الكبار, الذين اثروا العالم بعلومهم ومواهبهم العظيمة, لازالت تحتاج الى التكاتف والتعاون من اجل اعادتها الى الحياة مرة أخرى, لتكون شاهدة على التعايش السلمي بين جميع الطوائف التي استوطنتها منذ الازل. وعلينا ان نعيد الروح الأخوية والتعاضد الذي ضمن الامن والسلام للجميع.. دون استثناء, وان ناخذ العبر, من الأخطاء التي وضعت الجميع في خندق العدو, واحالتنا الى قتلة نحارب بعضنا بعضا.

ان العراق اليوم, يتوحد جيشا وشعبا, وعليه ان يؤسس لعلاقات جديدة.. ينتفي فيها النفس الطائفي والتشدد والغلو.. والى الابد. ويسترجع العلاقات الاخوية التي طالما افتخرنا , بعفويتها وطيبتها , وبكينا على  ايامها الخوالي .. التي نسأل الله عز وجعل ! ان يعيدها علينا .. بكل ما فيها من صفاء وتعاضد وتضحية [ وحب الاخ الحقيقي , لاخيه ] ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس طريم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/05



كتابة تعليق لموضوع : ماذا بعد تحرير الموصل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net