صفحة الكاتب : امل الياسري

إستقبلوا الأقدار بـ (الحمد لله)
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال الإمام محمد الجواد (عليه السلام): (المؤمن يحتاج الى ثلاث خصال: توفيق من الله، وواعظ من نفسه، وقبول مَنْ ينصحه)، نعم إنهم أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، أتقنوا فنون الصبر بأجّلها، وتوسدت نفوسهم الأبية ثياب المحنة بقبول حسن، فكانوا بحق قرابين للعدالة، والطهر، والقداسة، ورفض الظلم والطغيان، وكل هذا إبتغاء مرضاة الخالق، ونصره لدينه الحنيف، ولأنهم يعرفون جيداً مقدار الأجر بعد المحنة، فهم يستقبلون أقدارهم بعبارة الحمد لله، وخذ يا رب حتى ترضى.

يعتري بعض الناس كثير من الجزع عندما يمر بحالة الإبتلاء، على عكس أصحاب النوايا الصادقة، والنفوس المطمئنة لقضاء الخالق عز وجل، فترتل ألسنتهم آية الصبر بتوفيق من الرب، وتغدق عليهم بالرضا والمرضاة في قوله تعالى: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"، فمَنْ أتقن الصبر لن تكسره الحياة ومحنها، فتهون أمامهم التضحيات، ويتقاسمون مع البشر معنى الإنسانية، لذا تجد أن أهل البيت (عليهم السلام)، ليسوا مجرد أئمة للهدى ومصابيح للدجى، بل حواريون لنصرة الإسلام والبشرية جمعاءهناك أية تجعلك تقف طويلاً مع نيتك في العمل لتحسها جيداً، وهي "وقدمنا الى ما عملوا فجعلنها هباءً منثوراً"، والحكمة عظيمة منهذه الأية المباركة، إنهم أصحاب الظنون السيئة، المحبطون بفشلهم من فشلهم، لأنهم يعلقون أسباب إحباطهم على الحظ والظروف، فيزدادون سقوطاً بعد سقوط، ويتغافلون عن قول إمامنا الجواد (عليه السلام) بقوله:(مَنْ أطاع هواه أعطى عدوه مناه)، ولأسباب بسيطة مجانية، إشترى بها جحيمه في الدنيا وسعيرها في الآخرة، بنفسه الأمارة بالشهوات، وموافقة الهوى وإعتناق الغوى.

علم النفس الإيجابي يعلمنا أن لدى كل واحد منا، خليط من جوانب القوة والضعف، ولا أحد يملكها جميعاً ولا أحد يفتقدها كلها، وكما يقال:لو كانت الحياة سهلة ميسرة، لما كان الصبر أحد أبواب الجنة، فقد قيل لأحد الصالحين ما الصبر الجميل؟ قال:(أن تُبتَلى وقلبكَ يقول الحمد لله)،عليه إتعظ أيها المؤمن، حتى لو ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، فتيقن أن الدنيا لن تغلبكَ بمظاهرها الزائفة، وبين ضلوعكَ قلب معلق بعبارة :(الحمد لله).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/24



كتابة تعليق لموضوع : إستقبلوا الأقدار بـ (الحمد لله)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net