صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

بصرة الخير والعطاء عصية على الدخلاء
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا يروق لبعض الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية ان يعيش العراق في وضع مستقر ومن هنا فان الاطماع في ان تجد لها موضع قدم في محافظات الجنوب البعيدة عن داعش وخاصة البصرة وفي تشجيع متزايد لحدّة النزاعات العشائرية والعمل على وترها وهي تشير الى وجود أيادٍ تعمل وراء تأجيجها بخبث بعد ان عاد العراق الى موقعه التاريخي و هناك دورا للحكومة العراقية يحظى باتفاق قوى اقليمية ودولية .اذا عليها العمل من اجل ان يبقى العراق في مؤخرة السرب ويمكن لها ان تدخل عن طريق البصرة الملاصقة لدول الخليج وهناك رغبة في عدم استقرار هذه المحافظات العزيزة استكمالا لمرحلة ما بعد داعش، بعد ان فشلت بإدخال داعش لتلك المحافظات في بداية حملتها و في اعادة المجاميع البعثية لسدة الحكم ولذلك ما يحدث في الجنوب هو بداية لمرحلة ما بعد داعش التي تحدّث الجميع عنها ، وقد استعانت بعض الدول المعروفة بحقدها الدفين من استغلال ضعفاء النفوس و ببعض المحسوبين على وجهاء العشائر والمنفذين لمشاريعها الاستعمارية بعد ان دفعت أموالا كثيرة، من أجل إكمال مشروعها الداعشي في جنوب العراق، فاستقرار البصرة يعني استقرار العراق وهو لا يروق للسعودية فهي تريد من وراء ذلك عدم استقرار هذه المدينة ومن ثم ينعكس على صادراتها النفطية بعد ان اشتد التنافس ما بينها وبين العراق الذي احتل مراكز متقدمة مما جعله في منافسة مستمرة مع السعودية وكما انها فشلت في تمرير الكثير من المشاريع التآمري ضد العراق… عن طريق البعض من المصابين بداء الطائفية المقيتة وانكشفت سوأتهم للواعين من ابناء العراق الشرفاء . لاشك ان هناك مصالح متضاربة ومتفاوتة ومتناقضة في المنطقة وخاصة بين الدول الخليجية التي طفحت الى العلن في الاونة الاخيرة بعد ان كانت مخبوءة ولكن العراق مع المصالح المشتركة من أجل الانسجام والتعايش مع دول المنطقة والابتعاد عن الصراعات .لقد كنا تعتقد ان زيارة الجبير وزير الخارجية السعودي للعراق ثمرة مراجعات سياسية سعودية، ومحاولة لكسر العزلة الاقليمية، واعتراف بفشل سياسات صدامية على اسس طائفية تبنتها المملكة طوال السنوات الماضية، حيث ان الجبير هو اعلى مسؤول زار بغداد منذ عام 2003. و الظن انها كانت تعطي مؤشرا بأن صوت العاقل الحكيم في الهرم الحاكم في الرياض بدأ يجد آذانا صاغية لوجهة نظره، التي تميل الى المرونة والابتعاد عن الصدامات، وضرورة العودة الى الضوابط والمعايير السياسية و”الاخلاقية” التي كانت متبعة سابقاً في المملكة منذ ‏ تأسيسها..

التحركات الجديدة و‏الخطاب السعودي الجديد لا يعني انهم وماكينتهم الإعلامية قد تخلوا عن الخطاب الطائفي والمذهبي التحريضي ضد الطوائف والمذاهب وانما خدعة جديدة للتدخل السعودي الجديد في البصرة والجنوب بعد فشل ‏المشروع السعودي في المنطقة وفي العراق بالذات لم ولن ينتهي وداعش الوهابي ليس الا امتداد له حسب تقارير حلفاء ال سعود . ان العلاقات السعودية المرتبكة والمرتجفة خوفا من انتصارات القوات المسلحة العراقية بكل تشكيلاتهاعلى المجموعات الارهابية وعلى رأسها عصابات داعش والتي ابهرت العالم اجمع لا يسعها و لا محل لها في أي حل سياسي داخلي ولا يمكن الاعتماد عليها . بعد ان مالت كفة الميزان العسكري في هذا المعارك لصالح الدولة العراقية ارضاً وشعبا ًو التي باتت، رغم الحجم الهائل للأعداء القادمين من أربع جهات العالم، قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النصر النهائي على الأرض. يؤكد إفلاس نظام الرياض الوهابي الذي يستشعر خطر الوصول إلى الباب المسدود’والبصرة انشاء الله سوف تكون عصية على المتهورين والطامعين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/23



كتابة تعليق لموضوع : بصرة الخير والعطاء عصية على الدخلاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net