صفحة الكاتب : صالح المحنه

الإصلاح ليس بتعدد الأحزاب
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شهدنا في الأيام القليلة الماضية إنطلاق عدد من الأحزاب أو التجمعات أو تيارات لايعنينا العنوان فمضمونها واحد ، هذه الأحزاب بعضها إنشق عن أصله ، والبعض الآخر عبارة عن إعادة تشكيل وترميم وتغيير بالأسم وإدخال بعض المفردات التي أفرغت  من كل معانىها كالوطنية والإصلاح والحوار وغيرها من مصطلحات تجارية ، هذه الأحزاب القديمة الجديدة وبدون إستثناء تحاول طي صفحة الفشل وطمطمت فساد 14 سنة من خلال لعبة التغيير بالأسماء والتلاعب بالمفردات ، تمهيدا لخوض الإنتخابات القادمة ! بعد أن أُحرقت جميع الأوراق التي كانت تُستخدم كوسائل وعوامل مساعدة للحصول على أكثر عدد من الأصوات ، بدءً من ورقة الطائفية وليس إنتهاءً  بداعش وماشابهها ، الغريب في الأمر أن أحزاب السلطة وتيارات المناصب وكتل المحاصصة جميعهم ينادون بالإصلاح حالهم حال أبناء الشعب العراقي المكتوين بنيران فسادهم وفشلهم ! رئيس الوزراء يطالب بالإصلاح ، رئيس البرلمان والوزراء والبرلمانيون يطالبون بالإصلاح ،رؤساء الكتل السياسية والحزبية  يطالبون بالإصلاح ! فإذا كان الجميع يطالب بالإصلاح فمن يحكم العراق ؟ وهذه هي الكوميديا السوداء في المشهد السياسي العراقي، لأنها ضحك على الشعب، وبناءً على هذه المهزلة يعتقد جميع العقلاء والمتابعين للشأن السياسي العراقي  أن عملية الإصلاح لن تتحقق بالألفاظ والشعارات وتأسيس الكيانات والتيارات ، والإصلاح  ليس لافتة عريضة ملونة تحتل حيزا من الجدران كما يصوّرها السياسيون ودعاة التغيير الشكلي، إنما هو تضحية وشرف وصدق وإيثار ، ولابد أن يبدأ صاحب الدعوة بنفسه أولاً إن كان فرداً أو حزباً أو جماعةً فهو ميدانه الأول لإنطلاق عملية الإصلاح ، كما ترجمها سيد البلغاء والمتكلمين ألإمام علي عليه السلام ....(ميدانكم الأول أنفسكم، فإن انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر، وإن خذلتم فيها كنتم على غيرها أعجز، فجربوا معها الكفاح أولا.)هل يمتلك قادة الأحزاب والكتل السياسية المتنفذون في الدولة  الجرأة والصدق والإخلاص  ويطبقوا نظرية الإمام علي هذه على أنفسهم وأتباعهم ويعترفوا بفشلهم ويحاسبوا المفسدين والسراق ويسترجعوا منهم أموال الشعب ؟ أم هم أصغر من أن يكونوا مصداقا لقول الإمام علي عليه السلام ، لاأعتقد أنهم يمتلكون الجرأة والصدق ويراجعوا أنفسهم ويحاسبوا أتباعهم ويصلحوا شأنهم... وسيستمرون بالضحك على الشعب من خلال ضخ الشعارات وترويج الأكاذيب وإشاعة الدجل بكافة فصوله ومنها الإنشطارات الحزبية بمسميات جديدة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/22



كتابة تعليق لموضوع : الإصلاح ليس بتعدد الأحزاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net