صفحة الكاتب : امل الياسري

الفرق بين مخلص ومخ لص!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هناك حكمة تقول: (الدراسة بإمكانها أن تجعلك تقرأ وتكتب، لكنها لا تعلمك كيف تتصرف، فكلنا بشر والقليل منا أنسان، ثم لا يحزنك وجود الجهلاء من حولك، فلولاهم لما عرفت العقلاء)، والحقيقة أن ما أشارت إليه المرجعية الدينية العليا، في خطبتها ليوم الجمعة (25/ذو القعدة/1438)، الموافق (18/8/2017) يقع في هذا الإطار، فالكلام كان موجهاً لكل مَنْ في المجتمع بكافة مستوياتهم الإجتماعية، بسؤالها المؤلم: ما الذي أوصلنا لهذا الحال؟ لماذا لا نتعامل بإحترام وإنسانية لنخدم بعضنا البعض؟

عندما تركز المرجعية الدينية على موضوعة خدمة الناس، وتشرح أبعاد ومردودات هذه الخدمة على المجتمع بأكمله، وتوضح حجم المخاطر والمهالك التي تعرض لها شعبنا طيلة الحقبة الماضية، فهي لا تريد بذلك أن تشيع كلمات الإحباط، في نفوس الناس من المصلحين والحكماء، وإنما تريد (الفهم الجيد للأمور)، قبل الإستعجال والحكم على المواقف، فتؤكد على أننا أذا إذا أردنا أن نفهم جيداً حجم المشكلة، علينا أن نستمع للناس جيداً وهم مفاتيح الحل، فخير الناس مَنْ نفع الناس.

كم مرة على المرجعية الرشيدة أن تكرر، وتناشد، وتطالب الإنسان كل من موقعه في الدولة، أن يكون مخلصاً لله أولاً في عمله، وليس بمجرد إعتلائه منصباً ما فإنه يفكر (بمخ لص سارق)، لا يعرف قلبه الرحمة، التي هي أعظم نعمة وهبها الباريء عز وجل له، ثم أن أي خسارة تكسب فيها نفسك إياكَ، أن تسميها خسارة كما يقال، إذا كانت معناها التفاني، والنزاهة، والإخلاص في تقديم الخدمات، وقضاء حوائج الناس، فهذه تجارة لن تبور.

الضياع الحقيقي هو أن تكون خارج حدود الإستقامة، بعيداً عن الخالق، لاتميز بين حق وباطل، وطيب وخبيث، وهذا لايقع فيه الساسة فقط، لأن ما وصلت إليه الأمور في بلدنا، لايتحملونه وحدهم بل نحن سبب في ذلك أيضاً، فكل منا مطالب بترجمة رغبته في خدمة الناس، الى تصميم، وخطة، وعمل، وهو ما يفعله الحكماء في الحياة، ليكونوا على قدر من التأثير، فالتجارب والخبرات التي نكتسبها، تسند الآف العقول والأمم لتنهض بطريقها، فكيف بالعراق وهو أس الحضارات.

  • فرق كبير بين مفردة (مخلص) و(مخ لص)، فشتان ما بين الثريا والثرى، فالأولى تعني أن الحياة المليئة بالتفاؤل، والإصرار، والثقة بالرب والتوكل عليه، كلمات تعلمك الإنسانية والعمل بضمير، لأنها مصدر التوفيق، والبركة، والرضا، أما الأخرى فالإنسان وحده مَنْ يقرر العمل بها، سعياً وراء السحت الحرام والجاه الزائف، وهذه هي خطوات الفشل الأولى، والإستسلام لطريق الشيطان، وعندما ترضى بالحياة الثانية، فإنك تلميذ غبي في الحياة، فالشخصية الإيجابية الحكيمة، دائماً ما يكون شعارها خدمة الوطن والمواطن.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/18



كتابة تعليق لموضوع : الفرق بين مخلص ومخ لص!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net