صفحة الكاتب : مهدي ابو النواعير

هل تحتاج سياستنا إلى إسلامنا
مهدي ابو النواعير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يتميز الفكر السياسي الإسلامي بأنه فكر واسع في مضامينه, مترامي في أطرافه وأحداثه التاريخية, تراكمي في خبرات مفهوم الحاكمية فيه, وكغيره من الأنماط الفكرية التي حكمت الممارسات السياسية , فإنه يحتوي على مدارس واتجاهات ومبادئ, فضلا عن التيارات والحركات التي قد تختلف رؤاها وتفسيراتها, ولكنها تشترك بانتسابها للإطار العام لمفهوم الحاكمية في الإسلام.

تميزت الجماعات التي تتبنى مفهوم الفكر السياسي المبني على النظرية الدينية, بأنها تحاول قدر المستطاع إعادة تمثيل الإسلام من خلال إعادة قرائتهم للنصوص, وكان هناك نوعين من هذه القراءة, الأولى تذهب إلى إعادة قراءة الماضي ومحاولة تطبيقه على الحاضر, وهذه المجموعات فشلت فشلا ذريعا بسبب تغير الأزمان وتغير طرق وأساليب العيش في الحياة.

النمط الثاني حاول ويحاول أن يعيد قراءة النصوص بطريقة تتوائم مع روح العصر, يحاول أن يجعل قرائته قرائة ثنائية, قسم منها يعيد قراءة تراث الفكر السياسي الإسلامي , وقسم منه يحاول إعادة قراءة نتاج الفكر السياسي الغربي الحديث, ومن كلا القرائتين يحاول أن يخرج بنتيجة تكون نافعة ومفيدة ومقبولة وسهلة التطبيق, كل ذلك من من طلق ان الإسلام يتميز بمرونة عالية يمكن لها أن تتمدد في كل زمان.

وإذا ما نظرنا إلى الفكر السياسي الإسلامي, سنجد بأن التيار السياسي الإسلامي الشيعي, بات يمثل أحد المدارس الفكرية الإسلامية المهمة والراسخة, خاصة بما تميز به عن غيرها من طرح السياسي, قائم على سلسة من النظريات الدينية كالإمامة و المرجعية, تبنت في كل مفرداتها الإطار السلمي وتفعيل أدوات العيش المشترك . عند التحدث عن العراق ما بعد 2003, يجب ان لا يغيب عن بالنا بأن هذه الفرصة هي كانت الأولى للشيعة في حكم العراق , وعلى الرغم من قصرها وكثرة الأخطاء فيها, إلا أنها تعد تجربة فريدة في ترسيخ أسس التعايش السلمي والديمقراطية على مر عصور الحكم السياسي في التاريخ العراقي.

قد يرى البعض أن ما سبق ذكره فيه أمنيات وردية بعيدة عن الواقع المؤلم الذي ألم بالعراق وأهله, ولكن إذا أردنا الرجوع بالنظر إلى الدول الأوربية والعالم الغربي في القرون السابقة, سنلاحظ الكم الهائل من المعانات والحروب التي مر بها حتى وصل إلى ما وصل إليه من الديمقراطية والحياة المدنية.

الساحة العراقية تشهد نهوضاً سياسيّاً واضحا في هذه الفترة, على مستوى الأحزاب الحاكمة, سيما أن اغلب من كان يقود العملية السياسة في السنين السابقة, كان يخضع لهيمنة الدول المجاورة بشكل واضح, حتى على مستوى إصدار القرار أو في أساليبهم لأدارة الدولة, أن التجربة الشيعية تستعد لإنتاج جيل سياسي شبابي مثقف واعي, لإدارة الدولة للتخلص من الشخصية السياسية التي لا تزال تفكر بعقلية المعارضة في أدارة الدولة, وهي تمر بمرحلة تحول جوهرية ومصيرية كبيرة, ستتميز بإندفاع شبابي جارف يكسر كل حواجز الخمول السياسية والسطحية الفكرية التي ألمت بنا.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي ابو النواعير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/16



كتابة تعليق لموضوع : هل تحتاج سياستنا إلى إسلامنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net