صفحة الكاتب : لطيف عبد سالم

الشباب ومهمة تنمية المجتمع
لطيف عبد سالم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تُشكلُ البَطالةَ إحدى أكبر المُشكلات الَّتِي تعاني مِنْ تداعياتها الحكومات فِي جميعِ أرجاءِ المعمورة؛ لارتباطها بإخفاقِ نسبةٍ كبيرةٍ مِن الأفرادِ القادرين عَلَى العمل، والباحثين عنه فِي الحصولِ عَلَى فرصة، بوسعها المساهمة فِي تحقيقِ الدّخل الَّذِي يُساعدهم عَلَى تغطيةِ احتياجاتهم الأساسيّة المتعلقة بمصاريفِ السكن والغذاء والملبس وغيرها مِن الالتزاماتِ الأخرى، حتى وَإنْ كانت تلك الوظيفةِ غير مناسبة لطالبِ العمل فِي بعض الأحيان.

أَمْرٌ مُسَلَّمٌ بِهِ أَنَّ الشبابَ القادرين عَلَى العمل فِي بلادِنا، يجهد أغلبهم فِي محاولةِ الحصول عَلَى فرصِ عملٍ فِي القِطاعِ الحكومي؛ لأجلِ تأمين احتياجاتهم ومتطلبات معيشة أسرهم. ونتيجة لصعوبةِ توفر مبتغاهم فِي ذلك القِطاع، يجد الكثير منهم الركون إلى الانتظامِ فِي ما تباين مِنْ أعمالٍ بأروقةِ القِطاع الخاص، أنسب الخيارات المتاحة فِي الوقت الحاضر لمغادرة عالم البَطالة، حتى وَإن كانت غير الفرص المتحصلة غير متوافقة مع التحصيلِ الدراسي لطالبِ العمل فضلاً عَنْ افتقارِها إلى الآلياتِ الضامنة؛ جراء محدوديتها في هَذَا القطاع الحيوي، وَالَّذِي ما يزال بحاجةٍ إلى الدعمِ الحكومي مِنْ أجلِ تأهيل موجوداته وتطوير مقدراته، وَلاسيَّما ما يفضي إلى إقرارِ مجلس النواب تشريعات قانونية ملزمة التنفيذ.

لا رَيْبَ أَنَّ تلكَ المشكلة المركبة الأبعاد، تعود فِي واقعها الموضوعي إلى توافرِ عوامل عدة، لعلَّ مِنْ أهمها وفِي المقدمة مِنها هو تفشي ظاهرة الفساد الإداري والمالي، وَالَّتِي تسببت فِي حرمانِ الكثير مِنْ طالبي العمل الحصول عَلَى وظيفة. ومِن جملةِ الأسباب الأخرى الَّتِي فِي تفاقمِ نسب البطالة، وعزوف الشباب عَنْ تلمس أمل الحصول عَلى عملٍ فِي بلادنا، هو ما أفضت إليه لعنة المحاصصة الَّتِي أساءت إلى كرامةِ الكفاءاتِ الوطنية، وساهمت فِي الإضرارِ بمسارِ عمليةِ التنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ جراء عدم تناسب المُؤهّلات الوظيفيّة لما متاح مِنْ وظائفٍ شاغرة مع المُؤهّلات التعليميّة أو الخبرات المِهنيّة للأفراد، الأمر الَّذِي أفضى إلى توفّرِ الوظائف مع عدم وجود مُوظَّفِين مُناسبِين لإشغالها. ويضاف إلى ما تقدم استمرار وقوع القيادات الإدارية فِي حبائلِ الاقتصاد الريعي، وعدم الركون إلى توظيفِ الايرادات المتحققة من مبيعاتِ النفط الخام فِي فعالياتٍ تشغيلية بنسبةٍ عالية عَلَى حسابِ الجانبِ الاستثماري مِنْ دُونِ توفيرِ فرص مناسبة للشباب، وَلاسيَّما مِنْ شريحةِ حملةِ الشهادات الَّذين فرض عَلَى الكثير مِنهم اللجوء قسراً إلى ممارسةِ أعمال بعيدة عَنْ ما تعلموه مِنْ علوم، وما حصلوا عليه مِنْ معارفٍ فِي ظلِ ما تعرّضت له البلاد مِنْ ظروفٍ صعبة ومعقدة، وبخاصة ما أفرزته العمليات الإرهابية مِنْ أزماتٍ خانقة؛ إذ كان بالإمكانِ استثمار طاقات شبابنا فِي المدة الماضية بمهمةِ تدعيمِ عملية التّنمية الاقتصاديّة والاجتماعية.

إنَّ أهميةَ دور الشباب فِي تنميةِ المجتمع والنهوض بالبلاد، تفرض عَلَى القياداتِ الإدارية فِي بلادنا إيجاد معالجات مناسبة لمشكلة بطالة الشباب، وَالَّتِي مِنْ بينها المباشرة فِي تأهيلِ جميع المصانع والمعامل والورش المتوقفة عَنْ العمل؛ لأجلِ وضع اللبنات الاساسية لعمليةِ تطوير القطاع الصناعي وجعله قادراً عَلَى استيعاب الأيدي العاملة الباحثة عَنْ العمل، بالإضافةِ إلى خلقِ بيئة اقتصادية صالحة لنموِ الاستثمارات والصناعات، والعمل عَلَى إطلاقِ المبادرات الَّتِي مِنْ شأنِها تقليص حجم النشاط الاستيرادي بقصدِ تأهيلِ المنتج المحليّ.

فِي أمَانِ الله.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لطيف عبد سالم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/15



كتابة تعليق لموضوع : الشباب ومهمة تنمية المجتمع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net