صفحة الكاتب : واثق الجابري

خطورة المهن الصحية وونتائج عدم إحتسابها 
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ثمة عجز من تفاوت أداء المؤسسات الحكومية، وطبقية وضعتها دكتاتورية قرارات مدروسة، لخلق فجوة وطبقية بين أفراد المجتمع، والنتيجة تذمر وشعور بالغبن، وغياب عدالة في تقسيم الحقوق، وأدى الى تذبذب الأداء، من فقدان منطلقات بناء دولة، وأسباب مدروسة لتحطيم بنية مجتمع.
في المجتمعات التي تسعى للرُقي، فأنها تضع أسس منها الفرق بين الحقوق والواجبات والإستحقاقات.
الحقوق متساوية بين أفراد المجتمع، كحق العيش والرأي والسكن والتنقل داخل البلد والمخصصات الوظيفية وبدل الخطورة والعدوى من الأمراض بالدائرة الواحدة، والواجباب تناط حسب المقدرة وعلى المعاق أقل من السليم، ولا على المرأة كما على الرجل ولها فترات إجازات إختيارية أو إجبارية، أما الإستحقاق فحسب الدرجة العلمية والموقع وساعات العمل، وفي العراق يبدو أن النظام يعمل بشكل عكسي، ولا تساوٍ بالحقوق وخلاف على أجر الإستحقاقات، مع غياب إستراتيجية بناء مجتمع.
تضع المجتمعات لبنتها بالأساس على أن يكون المجتمع سليم خالٍ من الأمراض والأوبئة، وإنتشارها يدل على تخلفها أو أن حكوماتها لا تعي أهمية الجانب الصحي، وإذا كان صحيح إستطاع التعلم والأبداع ونيل الشهادات، وضمان قوانين عادلة بالمحافظة على أدوات القضاء ومشرعيه، والسلطات المؤدية لتطبيق العدالة والقانون، وفي معظم دول العالم تكون وزارة الصحة من أكثر الوزرات مخصصات، ثم التعليم، وبعدها القضاء والمشرعين، ولكن في العراق للوزارات الإنتاجية أضعاف الوزارات الخدمية.
إن الإبقاء على سياسية غياب إستراتيجية الدولة، أُصابت الملاكات الطبية الوسطية في وزارة الصحة بغبن كبير، ومنذ عام 2008 م، تم تسكين الدرجات لخرجي المعاهد، فيما لم تحتسب مخصصات الخطورة أسوة بالملاكات الطبية الآخرى، التي يصل مخصصات خطورها الى 200%، وهي نفس السياسة التي تضع مخصصات غداء للضابط أضعاف الجندي، ومخصصات نقل للمدير اضعاف الموظف، وللعاملين في وزارة النفط والكهرباء اضعاف وزارة الصحة، وفي هذه الحالات غياب عدالة وخلق طبقية، لأن المخصصات لا علاقة لها بالإستحقاقات التي تعطى لكل منصب، ولا فخر لموظف إن إنتجت وزارة النفط برميل زيادة والحياة أهم، والأخطاء واردة ومعذورة في أي مجال، إلاّ في الصحة.
الملاكات الصحية في وزارة الصحة، عمود فقري في الوزارة وخدمة المواطن، وإبقاء شريحة واسعة مغبونة سيؤدي لشلل المجتمع وخلل في بنيته السليمة.
المشكلة لا تمكن في عدم إحتساب مخصصات بدل الخطورة، بل أن موظفين منهم تعينوا في وزارات آخرى يحصلون على مخصصات أضعافهم، وهذا الحال بالنسبة للمهندسين العاملين في وزارة الصحة، ومخصصاتهم لا تساوي من يعمل في النفط والكهرباء، والسبب يعود لعدم وجود سلم رواتب موحد، والأسباب كثيرة، أهمها إنشغال المشرعين والحكومين بحصد الإمتيازات، وعدم التفكير في كيفية بناء مجتمع معافى قادر على الإنتاج وخدمة وطنه، وعملهم ممنهج لخلق طبقية بين المجتمع، بل هو إستهداف للمواطن العراقي، كون وزارة الصحة تعنى بالإنسان من قبل ولادته الى بعد مماته، وكل عائلة عراقية قد تستغني عن النفط او الكهرباء او التعليم، ولكنها لا تترك صحتها، فما بالك في ملاكات عملت وما تزال على خدمة بلد فيه من الضحايا بمئات الآلاف، بعاهات مستديمة جراء الحروب والإرهاب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/13



كتابة تعليق لموضوع : خطورة المهن الصحية وونتائج عدم إحتسابها 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net