صفحة الكاتب : رسل جمال

عقدة الخواجة
رسل جمال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

استوقفتني اعلانات تلفزيونية، لاحدى القنوات المصرية، وبالحقيقة كل ما يعرضون من اعلانات تروق لي كمشاهد، لما يمتلكون حس فني راقي، وذوق تسويقي جميل، به يروجون ما لديهم من سلع وبضائع، وحتى اثار واماكن سياحية،  وجاء في الاعلان ما مضمونه، ان المواطن المصري يعاني من " عقدة الخواجة".

اي انه يفضل السلع المستوردة، على السلع والمنتوج المحلي، ويفصل الاعلان بشرح، جودة ومتانه المنتوجات الوطنية، وانخفاض اسعارها قياسا بتلك المستوردة، التي تصيب المواطن البسيط بعدوى اقتنائها، لمجرد انها مستوردة، فقط للمباهاة و" الفشخرة" كما تقال بالمصري!

لا يخفى ان للأمر غايات ونتائج اقتصادية، تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر، على نمو البلاد اقتصاديا وصناعيا، وحين نرى بلد كمصر، يكاد يكون لايستورد شيئا، لانه شبه مكتفي ذاتيا، بما يمتلك من صناعات ثقيلة كالحديد والصلب، وصناعات نسيجية تجعل منها تتصدر، بقية الدول بتصدير القطن المصري المعروف بجودته عالميا، اضافة الى صناعات اخرى كثيرة تشمل الصناعات الفلكلورية، التي تهتم بالموروثات ، ولا ننسى الجانب السياحي، الذي جعل من مصر خيار مفضل للسياح الاجانب، وللاعلام دور كبير في ذلك، لالقاء الضوء على المرافق الحيوية، رغم ما تعانيه من مشاكل.

وبعد ذكر كل تلك القنوات، وللمصادر المتنوعة، التي ترفد وتغني الثروة الوطنية المصرية، ونسأل الله ان يديمها لهم، هناك من يقول ان المصري يعاني من "ازمة الخواجة" !

اذن من ماذا يعاني المواطن العراقي؟ اذا كان اخيه المصري مصاب بعقدة الخواجة؟ فالمواطن العراقي مليئ بالعقد على مايبدو، اذ اصبح هو "الخواجة"بذاته
فهو يلبس ويأكل ويشرب صناعات شتى ماعدا "صنع في العراق" ونحن في بلاد مابين النهرين، نشرب مياه مستوردة، ومعباءة، من جيراننا الذين لايملكون انهار حتى، او ان الله امات انهارهم!

مفارقة مؤلمة جدا، عندما نمتلك تلك المساحات الشاسعة من الاراضي، وقد حبانا الله نهرين، ولا نقوى على توفير وجبة غذاء واحدة تكون عراقية خالصة!

مؤلم حقا عندما نمتلك مصانع ومعامل، معطلة وهناك جيوش من العاطلين عن العمل، ونستورد عمالة اجنبية، لنزيد الطين بلة، مضى بنا سوء التخطيط والادارة، ان جيل قادم سيأتي وهو مديون لصندوق النقد الدولي !


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رسل جمال
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/04



كتابة تعليق لموضوع : عقدة الخواجة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net