• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الجماهير والانشقاقات الحزبية في العراق .
                          • الكاتب : جواد كاظم الخالصي .

الجماهير والانشقاقات الحزبية في العراق

لم أعمد الى الكتابة عن اخر الانشطارات الحزبية في هيكيلية المجلس الاسلامي الأعلى وما رافقته من تحليلات سياسية وتوقعات في مستقبلتيار الحكمة الوطني الذي أسسه السيد عمار الحكيم مبتعدا بذلك عن كيان سياسي عايش الظروف السياسية في المعارضة قُبَيل العام 2003 وفِيالحكم بُعَيد العام 2003 لسبب واحد وهو انني شخصيا أحببت ان استمع الى نبض الشارع العراقي وعن قرب منهم حيث الاستماع اليهم بمايتوقعون لهذا التيار الجديد فتَنقّلت بين المحافظات العراقية التي صادفت ان كنت في عدد منها طيلة الايام المنصرمة فتنوعت التحليلاتوالتفسيرات رغم انها تلتقي في رأي واحد او غاية واحدة وهي ان الانشطار لعبة سياسية تأتي لتأسيس كيانات متبعثرة تعمل جاهدة على لملمةأصوات العراقيين لأغراض انتخابية قريبة وان الخلافات قائمة بين الكبار المخضرمين حول كيفية إقناع الشارع عبر تغيير البناء السياسي وهذه الفكرة المتكونة لدى الناس هي عامة مطلقة على كل الأحزاب دون استثناء ويقول مثقفون ايضا ان التيار الصدري ربما سيكون هوالاخر  منشطرا على نفسه  بسبب الخلافات التي نشبت في الفترة الاخيرة من قبل البعض وخروجهم عن طاعة زعيمهم ، 

وكذلك حزب الدعوة قد ينشطر هو الاخر نتيجة التناحر السياسي بين حرسه القديم وتطلعات الكوادر الجديدة :: الى هنا كانت هذه آراء الناسحول التساؤل العام عن الانشقاقات في جسد الأحزاب التي حكمت العراق منذ العام 2003 والى يومنا هذا حتى مع ظهور احزاب جديدة بنواةاخرى ليست ناتجة عن انشطارية معينة .

انا اعتقد ان هذه الأحزاب فهمت الواقع السياسي والمزاج الشعبي العراقي بالخطأ ظنا منهم ان الانفتاح على الجميع  او المدنية هي الحل فيالدخول الى قلوب الناس ومن خلالها يمكن ركوب الموجة الى درجة إهمال الفكر والعقيدة الحزبية التي آمنوا بها حين انتمائهم الى أحزابهمالحالية وليس ضيرا عندهم ترك تلك الثوابت من اجل دغدغة مشاعر الناس ولو كان الانتقال فعلا الى الجيل الكبير من الشباب العراقي فذلكحقيقة  ما يمكن ان نتمناه من اجل بروز جيل سياسي بدماء جديدة ونشطة تعمل بعقلية شبابية كما هو ذات الامر في الدول الغربية اليوم نلحظ انالتدفق الكبير من الشباب على العمل السياسي اصبح أمرا ملحوظا واعطى اندفاعا كبيرا للعمل التنفيذي في تلك البلدان وهذه هي الاستراتيجيةالممكنة لقيادة دولة مؤسسات حقيقية لان جميع المخضرمين أصبحوا في حال من التناحر السياسي فيما بينهم لا يمكن ان ينفكوا عنه وان كانالمخضرمين في احزاب الغرب لهم منوال اخر فهم يعمدون دوما الى ترك الساحة للجيل القادم حتى مع نجاحهم لتكون دورة السياسة والعملفيها ناجحة وهو ما نفتقده للاسف في شرقنا الاوسطي.

للاسف ما لاحظناه في التغيير الجديد الذي قاده السيد عمار الحكيم لم يأتي بالصبغة الغالبة من جيل الشباب وما شاهدناه في الصورة التي تجمعقيادات التيار الجديد كلهم او أغلبيتهم العظمى من الوجوه القديمة وما زالت تصريحاتهم استفزازية حتى مع قيادات المجلس الأعلى القدماء كماهو تصريح السيد النائب حبيب الطرفي حول مقرات وبنايات المجلس الأعلى  ، لذلك ما غيرنا من الامر شيئا .

اما محاولات الانشطار في التيار الصدري والاتجاه الى القيادات الشابة وربما قريبا جدا قد يكون تعبيرا بالانقلاب على الكثير من المنتمين الىالتيار الذين سئم منهم السيد مقتدى الصدر ويريد ان يزيح عن كاهله كل المشاكل التي سببوها له طيلة سنوات الحكم السابقة ، وتمتد السلسلة فيالانسحابات وتكوين تيارات اخرى الى احزاب إسلامية وغير إسلامية بما فيها اتحاد القوى وهناك حديث عن جميع هذه الأحزاب انها مهددةبذلك .

في خضّم كل ذلك اجد ان المواطن لا يحتاج الى هذه المغازلة السياسية وانما يحتاج الى الخدمات وتوفير الامن والصحة والبنية التحتية والتعليمالمحترم وسياسة خارجية تعيد للمواطن العراقي قدرته على التعايش مع الشعوب الاخرى وفهم ثقافاتها المتنوعة من خلال التواصل بين الامموليس بتغيير الوجوه او كثرة الأحزاب مع احترامي الكبير لهذه الخيارات والإرادات السياسية والحال انني لا أشكك في وطنية الآخرين بقدر ماهو رأي يستمد قوته من الشارع العراقي ونبضه حين يحلل ويتفهم واقعه على الارض ..

تمنياتنا للجميع بالتوفيق ولكن التمنيات مشروطة بخدمة المواطن والوطن  وليس في انتاج كيانات وأحزاب سياسية تزيد الساحة السياسية تعقيدا




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=99621
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19