• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ماذا يعني أن تكون وقحا هذه الأيام في لبنان؟ .
                          • الكاتب : ادريس هاني .

ماذا يعني أن تكون وقحا هذه الأيام في لبنان؟

تمحق المقاومة ما تبقى من جرذان بالجرود..تسللوا على حين غفلة من ربيع النصرة وداعش ليتحرّشوا ببلد لا تعني فيه الفتنة إلاّ الاحتلال..ومن يا ترى تجرّأ على لبنان وقتل مواطنين سوى إسرائيل والنصرة؟ هم تسللوا على حين وقاحة من طبقة سياسية متوحّشة تؤمن بالمصلحة الشخصية المفرطة وتكفر كفرا مفرطا بمصير الوطن. في مثل هذه الحالة هم يدركون أنه لم يبق لهم سوى ممارسة الحرب الأهلية اللغوية..لأنّ حتى هذا النوع من الحروب أصبح صعب التحقق لأنّ لبنان ستضيق بهذه الطبقة حينما تصبح النّار جدّية..ما معنى إذن أن تكون وقحا هذه الأيام في لبنان وفي سائر الوطن العربي؟
هذا معناه أنّك توفّر البيئة الكيدية التي تساعد الإرهاب على أن يكون له مسوغ أيديولوجي وسياسي لممارسة التخريب..وكانت النتيجة ذبح شباب الجيش الوطني اللبناني من قبل الإرهابيين..يعني وصلت السياسة حدّ أن تكون خطرا على مؤسسة الجيش، وهذا يعني أنّ هذه لعبة المافيا لا لعبة السياسة..ويكون للوقاحة مظهر آخر حينما تكون لدينا إمكانية سهلة للإطاحة بالإرهاب ونمانع ضدّ ذلك لأنّ البعض في لبنان يعتقد أنّ قيام المقاومة بعمل وطني من شأنه أن يفضح كل التضليل الذي يشكك في وطنية المقاومة..وتصبح الوقاحة أكبر حينما تتكامل عملية التشويش اللغوي والسياسوي مع المعركة ضد الإرهاب مما يعني أنّ ثمة طبقة سياسية لو كان لبنان يتمتع بدولة قوية كما يتمتع اليوم بشعب قويّ لزجّ بهم في السجن إن لم يطبق عليهم الخيانة العظمى..وأتساءل بدوري حيال الوقاحة القانونية التي تظهر حين غياب الدولة: إن لم تكن هذه خيانة عظمى فما هي يا ترى؟
الطبقة السياسية اللبنانية التي لا زالت تعاند وتصرّ على تشويه المقاومة تعيش نهايتها لأنّها تاجرت في الأزمة وكانت دائما في أوج الصراع تمنح العدو مبررات لسحق الشعب اللبناني ومقاومته..
الخوف من الحرب الأهلية جعل قسما من المفيوزية السياسية يطل برأسه ويتمادى، لأنّ هذا الخوف هو الآخر جعل الدولة بعيدة المنال في لبنان..فالمافيا تقدم نفسها دولة داخل الدولة..وهي تعمل ضدّ تشكل الدولة الوطنية..وهي تعادي المقاومة ليس فقط نظرا لارتباطات المافيا باللعبة الدولية والإقليمية بل لأن المقاومة هي الطريق الصحيح لبناء الدولة على أسس صلبة..ومع أنّ المافيا تعيش على الدعم والارتباطات الخارجية تراهم يستغبون الرأي العام حين يتهمون المقاومة بأن لها علاقة بالخارج..ويجهل هؤلاء أنّ المقاومة ليست جماعات وظيفية بل هي حركة وطنية متجذّرة في الشعب وأن ما يحصل من دعم هو تدبير المقاومة في جلب الدعم لغايات التحرير، فلولا وجود من يدعم المقاومة لما تحرر كيان قطّ في العالم، ولكن الدعم لحركة التحرر من قبل جهات تؤمن بحركة التحرر لا يقاس على دعم لحركة الإرهاب من قبل جهات رجعية عميلة للإمبريالية..هذه حقيقة بديهية يعتبر النقاش فيها مجلبة لوجع الرأس..وبما أنّ رؤوس المافيا مثل الصخرة لا تبالي بوجع الرأس فهي تعود إلى هذا الموّال البائس لتضليل الرأي العام الذي لا تتورّع عن سرقته عبر نهب المال العام وضرائب المواطنين..
وحين يغمّ عليك أن تجد الجواب عن أسئلة مطروحة على سبيل الكيدية فما عليك منطقّيا إلاّ أن تفترض نقيضها وتدرس مخرجاته المتوقّعة لتدرك بأنّ المقاومة لو لم تساهم في مقاومة الإرهاب داخل سوريا ولم تمسح الطاولة خلف النصرة بجرود عرسال لكانت لبنان هي الخاسر الأكبر من هذه الحرب التي يشنها إرهاب فوق دولتي على المنطقة وكانت لبنان هدفا أساسيا.. ولولا أنّ المطلوب كان هو الحرب الاستباقية على الإرهاب في لبنان وهو ما قامت به المقاومة ولو متأخرا نظرا لتشويش سياسات المافيا، لكان أحرى أن يتركوا النصرة تحوّل هذه الطبقة الفاسدة من السياسيين إلى عبيد و"سبايا" حتى يدركوا بالملموس حجم الأخطار ويكفّوا عن القول: أرنا الإرهاب جهرة..
إنّ معركة جرود عرسان عمل وطني بطولي يضاف إلى مسلسل كامل من المنجزات التي حققتها المقاومة في لبنان، وهي تصنع وقائع على الأرض أصدق أنباء من الكتب..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=99395
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29