• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الموهبة أهم من الدرجة الأكاديمية.. .
                          • الكاتب : هايل المذابي .

الموهبة أهم من الدرجة الأكاديمية..

في مقابلة أجريت معها بصحيفة الخليج عام 2013 عنوانها الموهبة لا ترتبط بالتميز الدراسي سئلت الدكتورة مناهل ثابت هذا السؤال: "كونك رئيسة مجمع الذكاء النادر، كيف يكتشف الذكاء؟

 

و قد جاءت إجابتها كما يلي:

 

"هذا موضوع علمي تقني يطول شرحه، لكن باختصار هناك معايير علمية دقيقة واختبارات معتمدة دولياً يخضع الفرد خلالها لدراسات تحدد مستوى ذكائه وأساليب التفكير النقدي وتحليل المشكلات لديه . تختلف هذه الاختبارات من فرد لآخر حسب السن والمقدرة العقلية ومجال الموهبة . هذا بالطبع لا يرتبط بالتميز الأكاديمي كما يظن البعض، فالموهوب يمكن أن يكون متميزاً أكاديمياً، والعكس ليس صحيحاً، فهناك أمثلة مثل إينشتاين الذي قال عنه مدرسه إنه حالة ميؤوس منها أكاديمياً، ليكتشف العالم أنه أكبر نابغة وجدت في العصر . هذا بالطبع لا يلغي الاهتمام بالجانب الأكاديمي للموهوبين، لكن يجب معرفة موهبتهم إن وجدت بغض النظر عن التميز الأكاديمي لهم .". انتهى.

 

سؤال: كيف نقرأ هذا الكلام قراءة نقدية تحليلية؟

 

لنتحدث عن أديسون مثلا، و هو الذي اشتهر بالغباء في صفوف المدرسة و اضطر مدرسه إلى اعفاءه من الدراسة و غادر أديسون المدرسة و هو في الصف السادس ابتدائي لكنه كان مصرا على اثبات ذاته و تحقيق وجوده و بعد 10 آلاف تجربة اخترع المصباح الكهربائي و لعل عدد 10 الاف تجربة هو دليل غباء أكثر بكثير من كونه مؤشر ذكاء و لكن السر وراء ذلك هو الإصرار..

 

و ما يدرس اليوم من علوم الكهرباء من اعماله..

 

و للتأكيد على أن أمر الاصرار هو السر في النجاح جورج كارفر واشنطن مؤسس الكيمياء الزراعية.. و قد كان بلا مؤهل.. و عربيا نذكر ان ابن حجر غبي جدا وبعد عامين من الدراسة و الفشل قرر ان يعود الى وطنه ويعمل في اي مهنة وفي طريق عودته وجد اناسا يسحبون دلوا عظيما من بئر للماء ومع كثرة الحز على الصخرة كاد الحبل ان ينقطع فقال ابن حجر الحبل رغم غلظه بكثرة الحز كاد ان ينقطع والصخرة بكثرة الحز كادت ان تنقطع الى نصفين والله لأعود واطلبن العلم وعاد واصبح من كبار العلماء..

 

اذن هو الاصرار فقط و ليس للذكاء أو السجل الأكاديمي أي علاقة.. و قد قال الشاعر:

 

اطلب ولاتضجر من مطلبٍ

 

فآفة الطالب ان يضجرا

 

اما ترى الماء بتكراره

 

في الصخرة الصماء قد أثرا.."

 

و على ضوء حديث الدكتورة مناهل أيضاً نذكر العقاد الذي أرادوا منحه درجة دكتوراه و هو الذي ترك المدرسة في السادس ابتدائي ليرد عليهم قائلا: تدرسون كتبي في جامعاتكم و تريدون أن تمنحوني الدكتوراة أنا من يمنحكم شهادة الدكتوراه..

 

الماغوط أيضا الشاعر السوري العملاق سئل عن اسباب تركه للدراسة فقال و حاله حال العقاد: لو كنت واصلت دراستي لكان ما أكتبه الآن طلاسم كطلاسم أدونيس" و أدونيس طبعا هو أول من نشر للماغوط قصائده و قدمه للجمهور..

 

أما مؤسس الحداثة بودلير فقد ترك الدراسة بسبب صعوبة عقلية و كان يكره أولئك الأكاديميين من الأدباء مثل فيكتور هوجو و فولتير و كان يروقه تسميتهم بالحقيرين..

 

الروائي العربي العملاق إبراهيم نصر الله لا يختلف حاله عن أولئك جميعا فهو لم يتعلم و لم يحصل على شهادة لكن ذلك لم يمنعه من أن يصبح واحداً من أهم الروائيين في عصرنا..

 

جبران خليل جبران هو أهم أدباء المهجر في مطلع القرن الماضي لم يتميز دراسيا و لم يدرس في الجامعات لكن موهبته في الرسم والشعر و الكتابة بلغت حدا لا يمكن تجاهه سوى أن ننحني اجلالا و احتراما..

 

و هناك الكثير من المبدعين الذين لم يتميزوا دراسيا لكنهم أثبتوا أن الموهوب و المبدع لا ترسم له دروب فمن عطائه تستخرج القواعد و الشروط و ترسم الدروب..

و لعل مبعث قولها لذلك والحديث عن مناهل ثابت يأتي كخبرة كونها ترأس مؤسسة فيها أكثر من ٦٨٠٠٠ عبقري على مستوى العالم معظمهم ليسوا ذو مؤهلات علمية كبيرة لكنهم ساهموا و يساهمون بصناعة العقل أي ساهموا بشكل او بآخر في نمو الاقتصاد المعرفي عن طريق اختراعات وابتكارات أرفدت الناتج المحلي و الدولي و عادت بالخير الوافر على أوطانهم..

 

أخيرا أقول أن مناهل ثابت لها ما يكفي من التميز الأكاديمي و هي الحاصلة على ما يكفي من المؤهلات الأكاديمية لكنها رغم هذا تشيد بالموهبة و الإبداع اللذان يستحقان كل اهتمام و رعاية بنفس القدر الذي يقدم للدراسة.

 

و لعله شيء طبيعي أن تخلص مناهل ثابت في رعاية الموهوبين في العالم مستحضرة سيرة أولئك الذين تميزوا بموهبتهم و قادوا الأمم و الشعوب شأنهم شأن أهل التميز الدراسي و الدرجات الأكاديمية.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=98858
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28