• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جريمة عشق..! .
                          • الكاتب : وليد كريم الناصري .

جريمة عشق..!

عن إقتباس يقول:
#ماذا_فعل_الفيسبوك_بالمرأة ..
صنع لها عالم وهمي .. يتعدى عالم الخيال الإفتراضي...!
صدقت نفسها بأنها الملكة والاميرة و السلطانة والجميلة..!
حتى صارت تتهرب عن واقعها ومحيطها وحتى ملامح وجهها وجسدها ونبرات صوتها..
تتخفى تحت حكاية عشق قراءتها عن مؤلف حكايات ألف ليلة وليلة ..! أو رواية الأميرة النائمة ..! أو سندريلا الجميلة ...! كل هذا لكي لا تصدم بالحقيقة التي ستحرق الحلم الذي هي عائمة في جوفه ...!
هي لاهية عن حقيقتها ...! وحنان والدتها..! وحب أبيها..! وعطف أخيها...!
لأن الفيسبوك ....
اعطاها الكثير من الأصدقاء المعجبين و المحبين والعشاق فصار لها الكثير من الخيارات ...
من ستعشق..؟من ستحب...؟ من ستصادق ...؟
وكم هي مضطرة لتنهي عملها بأسرع وقت...؟ لأن هنالك مجموعة من الشباب بأنتظار إشتعال النقطة الخضراء أمام إسمها الوهمي ... لتنهال عليها كلمات لم يسمعها أو يقرأها أعظم العشاق من قبل ..!
للاسف إن تلك الكلمات الجميلة بثمن عفتها ....! وخلع حجابها او شيء من ملابسها أمام العدسة الصغيرة التي ستنقل ملامح ذاك الجسد الى عشاقها الوهميين لتفتح أعينهم بقوة محاولة كسر ذاك الحاجز الزجاجي الألكتروني وإلتهام مفاتنها بفكي وأنياب محاجر أعينهم ونظراتهم ..
وكأن جسدها فريسة لذئاب إجتمعوا عليها من خلف الأثير ....!
هي ضاحكة مبتسمة تتوارى عن أن لا يعكر صفو حفلتها
أب... أو أم... أو أخ ... يطرق الباب ...! ومن المخجل إنها لم تدرك بعد أن الله يراها وشاهد على فعلها الذي أغضبه وأحزنه كثيرااا..
خيارات وهمية كثيرة تنتظرها
و لربما تركت خيار واقعي حقيقي لتتمسك بالوهم
فصارت مثل مدمن الخمر الذي كلما صحى من سكره زاد احباطه وكرهه لنفسه لانها للأسف تكره الانتقال الى الواقع الحقيقي من مشقة السفر عن الوهم الأفتراضي ...!
فضاع واقعها في وهمها الذي كان يعطيها ذلك الغرور الزائد والعالم الجميل الزائل ...
وبعد أيام ....
امتلأت غريزة عاشقيها ولم يعد بأمكانهم مضيعة الوقت مع إمرأة فرطت بعفتها وحياءها أمامهم خصوصا وإن هنالك العشرات مثلها ينتظرن دورهن بالحصول على عشاقها ومحبيها ....!
فوجدت نفسها فارغة من داخلها ...!
المعجبون غادروا ليتركوا لها واقعا محطما...!
كل هذا يحصل في زاوية البيت أو المطبخ أو في حجرة الإستحمام عند أخر الساعات من الليل. .!
لأن أخاها شغل الحجرة المناسبة لها...!
وجلس هو الأخر عاشق ينتظر إشتعال اللون الأخضر أمام إمرأة أخرى أقنعها بعشقه لها...!
هو عاشق في حجرته المضاءة بمصباح جميل ينتظر حبيبته لتخلع حجابها..! وأخته معشوقة لصديقه بنفس الوقت في زوايا البيت المظلمة تحاول خلع حجابها امام عاشقيها ...!
ومادمنا نعيش عالم الأفتراض والخيال والانسان الوهمي
فقد تكون حبيبته التي ينتظرها هي نفسها أخته التي جلست في زوايا البيت.....! بعد إن غيرت صورتها الشخصية ونبرة صوتها تماشيا مع عالمها الجديد كما فعل أخاها بتغير صوته وصورته ليقنعها بأن تنقل اليه مفاتن جسدها من دون أن يرى أحدهما وجه الاخر....!
وتنتهي القصة.... بأن التقى الشقيقان العاشقان بنظرات التعجب والذهول والأستغراب ..فتوقفت الدنيا بينهما وجمد دم الزمن ....! بعدما بأن كل شيء وعرف أحدهما الأخر ...!
هو تتلضى بداخله نيران وهواجس الغيرة ولكن يطفئها الشعور بالندم والذنب على فعلته .. فيخرسه الصمت لا يدري مايصنع وراح يفكر بالإنتحار من أن لايضطر أن يرى شقيقته تجلس أمامه..
وهي تتحين الفرصة لكي تحرق نفسها لتنهي حياتها في المكان الذي تعرت به أمام شقيقها وأظهرت مفاتنها لإشباع غريزته..!
وما ماهي إلا ساعات من الليل قضاها العاشقان مع معركة الأرق والتفكير القاتل الرهيب وحرب تأنيب الضمير ...
إستيقظ الوالدان الغارقان في نومهما ليلا ونهارا...! على صراخ العاشقين ورائحة الدخان وحرارة النيران..!
ولكن بعدما صهرت وأفحمت جسد طفليهما .... وهكذا تنتهي قصة عشق ماكان لها أن تحصل أو تستمر أو نحدد من ارتكبها .. هل الفيس بوك هو سبب الجريمة ....؟؟ أم الشقيق ..؟ أم شقيقته...؟ أم الوالدان ..؟ أم المجتمع المتهرىء المنحرف..؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=98166
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28